يزور وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف باريس اليوم الجمعة المقبل العاصمة الفرنسية باريس ، حيث يلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. جواد ظريف الذي يعتبر مفاوضا بارعا؛ يمثل في نظر الأوروبيين أسلوب الدبلوماسية البراغماتية.
واعتبرت ليبراسيون الرجل الذي يوصف بالصندوق الأسود لإيران انكشف جزئيا لمدة أيام حين أعلن في 26 فبراير الماضي عبر تدوينة في موقع إنستغرام استقالته من منصبه. وفور استقالته حدثت حالة استنفار في قطاعه لمطالبته بالعدول عن قرار الاستقالة؛ كما شكلت استقالته صدمة كبرى للعواصم الأوروبية حيث ينظر إليه في الخارج على أنه رجل التفاهم الذي قاد مفاوضات الاتفاق النووي الموقع في فيينا عام 2015 بعد سنوات من التوتر. وقد رفض كل من الرئيس حسن روحاني والمرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي استقالة ظريف حينها.
على رأس أولويات لقاء ظريف بالرئيس ماكرون الاتفاق النووي الذي أصبح بعد أربع سنوات من توقيعه؛ عامل تأزيم نتيجة العقوبات التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل أحادي على إيران في مايو من العام الماضي والخروقات المتكررة للاتفاق من قبل طهران منذ بداية الصيف.
وتقول صحيفة ليببراسيون إن الجمهورية الإسلامية قررت إيفاد وجهها الدبلوماسي الجذاب إلى باريس بحثاً عن مخرج للأزمة. محمد جواد ظريف دبلوماسي يتمتع بخبرة طويلة. “إنه مفاوض مقتدر ويهتم بأدق التفاصيل” تقول إيلي غيرأن مايا الباحثة في المجلس الأوروبي للشؤون الخارجية التي التقته عدة مرات في السابق.
وحول الخلفية الأيديولوجية لجواد ظريف، اعتبرت ليبيراسيون أن الرجل البالغ من العمر 59 عاماً يشغل منصب وزير الخارجية في حكم الرئيس حسن روحاني منذ انتخاب الأخير عام 2013، حيث أمضى أغلب مشواره المهني في وظيفة مفاوض. وباستثناء فترة حكم الرئيس السابق المحافظ أحمدي نجاد، التي غادر فيها جواد ظريف الوزارة عمل ظريف على تسوية العلاقات بين إيران وباقي دول العالم. وتقول الباحثة كليمان تيرم إن جواد ظريف يحمل أيديولوجيا النظام الإيراني وهو أحد عناصر النظام وإن كان لا يمتلك هامش مناورة كبير بسبب قربه من الغرب عدو إيران. وينتقد المحافظون المتشددون في إيران جواد ظريف للعلاقة بينه والغرب؛ رغم أن ظريف نفسه أكد في مذكراته أنه لم يندمج مع المجتمع الأمريكي وظل حذرا طيلة فترة إقامته كطالب جامعي في الولايات المتحدة التي حصل منها على دكتوراه في العلاقات الدولية.
وتعتقد الباحثة أن ظريف إلى جانب اللواء قاسم سليماني قائد الحرس الثوري؛ يشكلان ورقتين رابحتين في يد المرشد الأعلى ويلعبان دوراً خارجيا بارزاً خاصة في العراق وسوريا. وتختم الصحيفة بالتذكير بالظروف التي أحاطت باستقالة جواد ظريف في فبراير الماضي؛ حيث جاءت مباشرة بعد زيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد التقى خلالها المرشد الأعلى علي خامنئي بحضور اللواء قاسم سليماني وفي غيابه هو.
