تجري قيادة الفصائل الفلسطينية، بالتعاون مع الاتحادات الشبابية في الضفة الغربية، اتصالاتها بهدف إفشال مؤتمر شبابي، تنوي السفارة الأمريكية تنظيمه في مدينة رام الله الأربعاء القادم، تحت لافتة “شبابية”، الغرض منه سياسي، وهو إيجاد دور للسفارة في المناطق الفلسطينية، في ظل القطيعة السياسية بين القيادة الفلسطينية وإدارة الرئيس دونالد ترامب.
ويتجه القائمون لإلغاء المؤتمر الذي وجهت الدعوة للمشاركين لحضوره في أحد فنادق رام الله؛ بسبب عدم قدرتهم على التنظيم في ظل حملة المقاطعة الواسعة التي بدأت منذ أيام، خصوصا أن المعارضين يستندون إلى حالة الغضب الشعبي والرسمي ضد إدارة ترامب.
وهناك نية لتنظيم اعتصام احتجاجي أمام الفندق الذي تقام فيه الفعالية، لمنع وصول المشاركين في المؤتمر، في وقت بدأت فيه اتصالات من المعارضين مع المدعوين لحثهم على عدم المشاركة.
ويقول المناهضون إن الإدارة الأمريكية تحاول إحداث “اختراق” في الموقف الفلسطيني، من خلال تنظيم هذه المؤتمرات، وأن السماح بعقدها في المناطق الفلسطينية سيتبعه تنظيم فعاليات أوسع وتحت لافتات سياسية أخرى، لتمرير مخطط “صفقة الفرن”.
وحسب المعلومات المتوفرة حول المؤتمر، فإن الدعوة وجهت للمشاركين من قبل وحدة الشؤون الفلسطينية في السفارة الأمريكية، والتي تم استحداثها بعد دمج القنصلية بالسفارة التي افتتحتها الولايات المتحدة في القدس. ويستهدف المؤتمر الشباب الفلسطينيين الذين شاركوا سابقا في برنامج يعرف باسم “مبادرة الشراكة الأمريكية الشرق أوسطية”، الممول من وزارة الخارجية الأمريكية.
كما يستهدف القيادات الشابة الفلسطينية التي تم تدريبها في الولايات المتحدة على أساليب القيادة ومفاهيم الحرية والديمقراطية.
وفي سياق دعوات المقاطعة، دعت حركة الشبيبة الفتحاوية، التابعة لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس، الشباب الفلسطيني لمقاطعة المؤتمر.
وقالت الشبيبة في بيان لها: “إن تنظيم الإدارة الأمريكية لهذا المؤتمر في فلسطين يعتبر تجاوزا لكل الخطوط الحمراء”، وقد وصفت المؤتمر بـ”الوقاحة”، متعهدة بعدم تمريره.
وجاء في بيانها: “إن أمريكا التي فشلت في اختراق المجتمع الفلسطيني في ورشة المنامة، تحاول اليوم التسلل عبر قطاع الشباب، الذي يشكل السد المنيع في وجه المؤامرة الأمريكية وصفقة القرن التصفوية”، مؤكدة أن الولايات المتحدة “ليست حريصة على رفاهية الشباب الفلسطيني ومصالحه”، كونها هي “أمريكا” من تتآمر على مصالح وحقوق الفلسطينيين، ومنها محاولات شطب حق العودة، ونقل السفارة إلى القدس المحتلة، والاعتراف بالمدينة عاصمة للاحتلال، وإغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن.
وأضافت، منتقدة سياسة الولايات المتحدة: “إن وجود السفير الأمريكي في إحدى المستوطنات هو أفضل تعبير عن حقيقة الدور الأمريكي في فلسطين”، مطالبة جميع الشباب الذين أكدوا حضورهم للمشاركة في المؤتمر بالتراجع الفوري عن ذلك، كما دعت إدارة الفندق المستضيف لهذا المؤتمر للتراجع الفوري عن استضافته.
وفي هذا السياق، أكدت القوى الوطنية والإسلامية في رام الله عزمها إفشال المؤتمر، وأشارت إلى أن هذه الدعوة التي وصفتها بـ”المشبوهة” تحمل في طياتها ملامح جديدة لدور أمريكي يشتد ضراوة في محاولة كسر إرادة الشعب الفلسطيني، وفرض حل الأمر الواقع ضمن “صفقة القرن”، وتجاوزا فظا لكل القيم والمعايير والعلاقات الدولية.
ووصفت القوى الدعوة الأمريكية بـ”الوقحة والمثيرة للاشمئزاز”، وقد حذرت أية جهة أو مؤسسة أو شخصية من المشاركة بأية صفة كانت وتحت أية مسميات.
وأكدت أنها اتخذت خطوات عديدة لمواجهة هذا “التوجه الخطير” للإدارة الأمريكية، ومن بين الخطوات العمل على إجراء اتصالات مع إدارة الفندق نفسه لمنع إقامة النشاط فيه، وتنظيم فعالية شعبية حاشدة أمام الفندق لمنع هذا النشاط بكل السبل المتاحة.
وأشارت إلى أن هذا المؤتمر يأتي في سياق الضغوطات التي تمارس على الشعب والقيادة لـ”القبول بالأمر الواقع وتبني إجراءات الاحتلال من استباحة للقدس ومخططات التطهير العرقي والإعدامات الميدانية بحق أبناء الشعب الفلسطيني”.
