] كوشنير.. ليس وحده - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الجمعة 9 آب (أغسطس) 2019

كوشنير.. ليس وحده

الجمعة 9 آب (أغسطس) 2019 par صالح عوض

يتحرك صهر الرئيس الأمريكي في بلاد العرب مشرقا ومغربا ليبتز حكامها لموافقته على خطته باستبدال القضية الفلسطينية في شقها السياسي بشق مالي أو بمعنى آخر بيع فلسطين بمليارات الدولارات..

ويجد كوشنير لدى بعض الحكام العرب ترحيبا بالفكرة ويصمت البعض الآخر، ولكن لا يخلو الأمر من رفع صوت البعض بالرفض لأن الموافقة على خطته أقل من الحدود الدنيا التي اتفق عليها الحكامُ العرب في قمتهم ببيروت سنة 2002 حول المبادرة العربية للسلام.. ولكن الانقسام العربي في الموقف إزاء صفقة القرن يعطي كوشنير وإدارة صهره ترمب الفرصة للمناورة والابتزاز ووضع الأسافين بين الحكام العرب لتحقيق الخطة في نهاية الأمر.

إن هناك وجها آخر يجب الانتباه إليه وهو الوجه الأخطر في صفقة القرن أو خطة كوشنير.. إنه ممارسة أبشع إجراءاتٍ عنصرية تجاه الفلسطينيين؛ فعلى مدار عشرات السنين يمارَس سلوكٌ عنصري تجاه الفلسطينيين في مخيمات اللاجئين بلبنان وتسلط الدولة الطائفية في لبنان أقسى الإجراءات وأكثرها خلوا من أي إنسانية ضد أكثر من نصف مليون فلسطيني تحرمهم من فرصة العمل وحقوق إنسانية عديدة بحجج واهية تغطي الفزع الطائفي الذي يسكن معظم سياسيي الطوائف.. وفي سورية تم تدمير معظم مخيمات الفلسطينيين لاسيما مخيم اليرموك بمنهجيةٍ لا يمكن تفسيرُها إلا أنها أحد شروط نجاح خطة كوشنير.. أما حصار غزة والتضييق على أهلها والتغوُّل الاستيطاني في الضفة والقدس والضغوط الصهيونية على السلطة الفلسطينية والإجراءات الأمريكية على الأرض في فلسطين.. كل ذلك يحاول التهيئة لنجاح خطة كوشنير.

من هنا بالضبط نصارح أنفسنا ونقول إنه لا توجد لدينا كعرب ومسلمين أي خطة لمواجهة خطة كوشنير.. فهل يعقل أن ستة وخمسين دولة إسلامية ومنها عشرون دولة عربية غير قادرة على استيعاب خرِّيجي الجامعات الفلسطينيين الذين يمثلون عصبا اقتصاديا للمجتمع الفلسطيني، فللأسف يُمنع الفلسطيني من العمل في معظم الدول العربية سواء خط الصمود أو خط الاعتدال.. وما عدا دولة الكويت لم تنهض أي دولة عربية للاقتراب من هذا الملف الآن إذ تتوالى البعثات الكويتية لنقل مئات المعلمين الفلسطينيين من غزة إلى الكويت، فماذا لو توسَّع الأمر بالنسبة لبقية الدول العربية؟ ماذا لو نقلت كل دولة عربية عشرة آلاف معلم ومهندس وحقوقي إلى العمل فيها ليكونوا هم الدعم الحقيقي لأهلهم في غزة والضفة والمخيمات الفلسطينية؟

إن الفلسطينيين محرومون من أي نظرة أخوية عمليا من قبل النظام العربي، وهم يتعرضون في أكثر من مكان إلى تضييقات بالغة من جهة العمل أو الإقامة، وكان هناك تعميمٌ من جهات غير مرئية تقضي بازدياد الضغط كي يقبلوا بخطة كوشنير المالية.. وهنا نقترب من إجراءات ممكنة وبسيطة، فهل نخرج من دائرة العواطف والمشاعر إلى دائرة الفعل الإيجابي المفيد؟.. وقل اعملوا.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 46 / 2340553

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

19 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 17

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28