القاهرة –”القدس العربي”:
سادت موجة غضب عارم بين دعاة مصر وجماهيرها على مختلف الوانهم بسبب تصريحات غير مسبوقة للإعلامي السعودي المثير للجدل فهد الشمري والذي وصف في مقطع فيديو له، المسجدالأقصى بالمعبد اليهودي. وتجاوز الشمري بهجومه كل الخطوط الحمراء بقوله، إن الفلسطينيين شحاذون وبلا شرف، متابعاً أن الصلاة في مسجد بأوغندا أشرف من الصلاة بالقدس ومن أهلها.، حيث سيطر غضب عارم بين رجال الدين والعديد من الكتاب والإعلاميين فضلاً عن تنديد واسع بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي بسبب تصريحات الشمري. وفي تصريحات خاصة للقدس العربي أكد الداعية الأزهري أحمد طه ان فضل المسجد الأقصى ثابت بنصوص الكتاب والسنة ومن من فضائله ان المولى عز وجل أسرى بخاتم الأنبياء من المسجد الحرام إليه، وأنه صلى بجميع الأنبياء إمامًا، كما أخبر تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) سورة الإسراء. واستشهد طه بماورد في تفسير ابن كثير إذ قال : – رحمه الله -: “يمجّد – تعالى – نفسه، ويعظم شأنه لقدرته على ما لا يقدر عليه أحد سواه، فلا إله غيره، ولا رب سواه (الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ) يعني محمدًا (لَيْلاً) أي في جنح الليل (مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ)، وهو مسجد مكة (إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى)، وهو بيت المقدس الذي بإيلياء، معدن الأنبياء من لدن إبراهيم الخليل – عليه السلام -، ولهذا جُمعوا له هناك كلهم، فأمَّهم في مَحِلَّتهم ودارهم، فدل على أنه الإمام الأعظم، والرئيس المقدم صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين” .ومن صحيح ماورد في كتب السنة استشهد طه بالحديث الذي ورد في صحيح مسلم عن الصحابي الجليل أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: ((لَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي الْحِجْرِ وَقُرَيْشٌ تَسْأَلُنِي عَنْ مَسْرَايَ فَسَأَلَتْنِي عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ لَمْ أُثْبِتْهَا فَكُرِبْتُ كُرْبَةً مَا كُرِبْتُ مِثْلَهُ قَطُّ، قَالَ فَرَفَعَهُ اللَّهُ لِي أَنْظُرُ إِلَيْهِ، مَا يَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلاَّ أَنْبَأْتُهُمْ بِهِ، وَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي جَمَاعَةٍ مِنَ الأَنْبِيَاءِ؛ فَإِذَا مُوسَى قَائِمٌ يُصَلِّي، فَإِذَا رَجُلٌ ضَرْبٌ جَعْدٌ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَإِذَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ – عليه السلام – قَائِمٌ يُصَلِّي أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ، وَإِذَا إِبْرَاهِيمُ – عليه السلام – قَائِمٌ يُصَلِّي أَشْبَهُ النَّاسِ بِهِ صَاحِبُكُمْ يَعْنِي نَفْسَهُ، فَحَانَتِ الصَّلاَةُ فَأَمَمْتُهُمْ، فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنَ الصَّلاَةِ قَالَ قَائِلٌ يَا مُحَمَّدُ هَذَا مَالِكٌ صَاحِبُ النَّارِ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ فَبَدَأَنِي بِالسَّلاَمِ)). واستعرض ابن كثير – رحمه الله رحلة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم قائلاً -: “ثم هبط إلى بيت المقدس، وهبط معه الأنبياء، فصلى بهم فيه لما حانت الصلاة، ويحتمل أنها الصبح من يومئذ، ومن الناس من يزعم أنه أمهم في السماء، والذي تظاهرت به الروايات أنه ببيت المقدس، ولكن في بعضها أنه كان أول دخوله إليه، والظاهر أنه بعد رجوعه إليه؛ لأنه لمَّا مرَّ بهم في منازلهم جعل يسأل جبريل عنهم واحدًا واحدًا، وهو يخبره بهم، وهذا هو اللائق؛ لأنه كان أولاً مطلوبًا إلى الجناب العلوي ليفرض عليه وعلى أمته ما يشاء الله – تعالى -، ثم لما فرغ من الذي أريد به اجتمع هو وإخوانه من النبيين، ثم أظهر شرفه وفضله عليهم بتقديمه في الإمامة، وذلك عن إشارة جبريل – عليه السلام – له في ذلك، ثم خرج من بيت المقدس فركب البراق وعاد إلى مكة بغلس، والله – سبحانه وتعالى – أعلم”.
تل ابيب أفضل له
وفي ذات السياق ندد الداعية السلفي عبد الرحمن محمد بتصريحات الإعلامي السعودي مستهجناً صمت علماء المملكة ومؤسساتها على مايتعرض له أحد أبرز المقدسات الإسلامية مطالباً بمحاكمته وتابع للقدس العربي أين غيرتكم ياعلماء المملكة ولماذا يصمت العاهل السعودي على تلك البذاءات التي تطلق على مهبط وحي الأنبياء والشعب الفلسطيني الشقيق الذي يدفع بمفرده ضريبة صمت وجبن الحكومات الإسلامية والعربية ،وطالب عبد الرحمن بمحاكمة الإعلامي السعودي واصفاً مايتفوه به بأنه خيانة محضة لدين الله والشعب الشقيق وموالاة للإسرائيليين حكومة وشعباً ودعا عبد الرحمن الدكتور احمد الطيب الإمام الأكبر شيخ الأزهر بأن يغار على المسجد الأقصى والشعب المحاصر كي يصمت هذا الإعلامي ومن هم على شاكلته.. فيما دعا الشيخ احمد حسن “من مشايخ الصوفية” الإعلامي السعودي للهجرة لتل أبيب والعيش بين ظهراني الإسرائيليين وتابع لـ”القدس العربي ” : “أنسب مكان لهذا الإعلامي أن يعيش في حماية جيش الإحتلال الإسرائيلي مشيراً إلى أن الأراضي المقدسة وبلاد الحرمين يسوؤها وجود مثله بين جنباتها واعتبر صمت حكومة المملكة على مثل تلك التصريحات يؤكد أن هناك علاقة دافئة بينها وبين تل أبيب ..وفي تصريحاته قال فهد الشمري: “القضية الفلسطينية ليست قضية، ولن تحل، وليس من مصلحة أحد حل المشاكل بين الشحاذين، والفلسطينيون ليس لديهم شرف”، وواصل الشمري هجومه على أنبل القضايا في تاريخ المسلمين والعرب: “الناس الشرفاء تحل قضاياهم حتى ولو بعد 40 سنة..فلسطين ليست دولة، وأهل فلسطين أمم مهاجرة من الشتات، من التتار والرومان السلاجقة، فما دخلنا نحن وندفع لهم”.وأثارت تلك التصريحات موجة من السخط الواسع وردود فعل غاضبة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي.واعتبره الكثيرون من النشطاء خائناً لدينه وللمسلمين والعرب وعلق مدون”: في السابق كنا نسمع بمصطلح صهاينة العرب ولم تستوعب عقولنا ذالك الأمر حتى ثبت لنا وصار مع الأسف حقيقه مؤلمه شاهد أحد شقاق الأفاق بالصوت والصورة”. وتابع صوت فلسطيني غاضب”: هذا الخائن يتطاول علينا نحن الفلسطينين. فهد الشمري تطاول بشكل غير مسبوق على المسجد الأقصى المبارك واصفاً إياه بـالمعبد اليهودي”.
وقال آخر”: الإعلامي السعودي فهد الشمري: الفلسطينيون شعب شحادين وبلا شرف والمسجد الأقصى “معبد يهودي” للإسرائيليين الشرفاء. وجه كلمه بحق هذا المجوسي المتصهين”.
