] “واشنطن بوست”: مخاوف أردنية من تطبيق “صفقة القرن” على حسابهم - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأحد 2 حزيران (يونيو) 2019

“واشنطن بوست”: مخاوف أردنية من تطبيق “صفقة القرن” على حسابهم

الأحد 2 حزيران (يونيو) 2019

“يخشى الأردنيون أن تأتي صفقة القرن على حسابهم”، عنوان مقال كتبه البرفسور كيرتيس رايان المحاضر في جامعة أبلاتشيان في نورث كارولينا ونشرته صحيفة “واشنطن بوست” وناقش فيه زيارة جاريد كوشنر، زوج ابنة الرئيس دونالد ترامب ومستشاره الأخيرة لعمان والتي خلفت وراءها قلقاً بين الأردنيين من أن خطة كوشنر أو ما يطلق عليها بصفقة القرن ستحل النزاع الفلسطيني على حسابهم الأردن.
ففي أقل من عام كان الأردنيون على الحافة بعد انتشار شائعات حول خطة ترامب للسلام والتي تضم كونفدرالية بين الأردن والمناطق الفلسطينية، وهي الفكرة التي تم تعويمها على أنها جديدة ولكنها قديمة ولا تعد بداية للحل بالنسبة للأردن.

رغم تأثر الخطة بالأزمة السياسية الإسرائيلية إلا أن اللقاءات الإقليمية والقمم التي ستعقد قريباً جعلت الأردنيين يخشون مما تخبئه لهم إدارة ترامب.
«
»

ورغم تأثر الخطة بالأزمة السياسية الإسرائيلية إلا أن اللقاءات الإقليمية والقمم التي ستعقد قريباً جعلت الأردنيين يخشون مما تخبئه لهم إدارة ترامب. ويرى الباحث أن الموقف الأردني من العملية السلمية لم يتغير. فقد دعت المملكة وبشكل مستمر لحل الدولتين تضم دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية. وأكد الأردن أن وضعية القدس هي عامل مهم ليس فقط للإسرائيليين والفلسطينيين بل وللأردنيين أيضاً. فالعائلة الهاشمية الحاكمة تتعامل مع دورها كحامية للمقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة القديمة بجدية ولا تريد المملكة أن يتراجع هذا الدور بأي حال. ويؤكد الأردن على ضرورة أن تشمل التسوية الشاملة أو “صفقة القرن” على اتفاقيات تتعامل مع اللاجئين وحق العودة. ويعترف المسؤولون الأردنيون أن مسألة الحدود النهائية هي موضوع للمفاوضات ولكنهم يرون أن هذه الاهتمامات ضرورية لأي اتفاقية سلام. وحتى هذا الوقت تبدو خطة ترامب – كوشنر متحيزة لنهج واحد: موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والأحزاب الإسرائيلية اليمينية المتعددة. واشتكى الفلسطينيون من عدم مشاورتهم ومن قطع الدعم عن اللاجئين ومن تهميشهم في المفاوضات.
ويقول الأردنيون إن هذا الوضع يضع الكثير من الضغوط على بلدهم. ويرى معظم المحللين الأردنيين وفي المنطقة أن كوشنر وترامب يتعاملان مع العملية السلمية مثل مشروع تطوير سكني. ففي كل نقطة من نقاط النقاش تحولت إلى استثمارات وتجارة، أي الحفاظ على الوضع القائم لإسرائيل وفي الوقت نفسه تخفيف المعاناة الإقتصادية عن الفلسطينيين. فالخطة لا تشتمل كما يظهر على دولة فلسطينية ولكن على احتلال لطيف ولين. ويخشى بعض المسؤولين الأردنيين من فشل الخطة مما سيعطي إسرائيل الفرصة للحفاظ على الوضع القائم ودفع الفلسطينيين إلى مستقبل أكثر بؤساً. ويخشى الكثيرون من محاولة المسؤولين الأمريكيين وحلفائهم في دول الخليج لدعم الأردن وتسليحه كي يقبل الخطة بدون الأخذ بمواقف البلد الثابتة والرأي العام الأردني أو مشاكل الأردن الإقتصادية. وطالما خشي المسؤولون الأردنيون من أي محاولة لتحويل المملكة إلى دولة فلسطينية (كما يدعو اليمين المتطرف في إسرائيل) أو الضغط عليه كي يشكل كونفدرالية بين الأردن والفلسطينيين. لكن المسؤولين يخشون الآن أمراً مرعباً أكثر وهو ان تكون “صفقة القرن” مجرد استحواذ لا محاولة حقيقية لحل النزاع. فخطة كهذه تعني قيام الولايات المتحدة وحليفتيها السعودية والإمارات بالضغط على الأردن لقبولها بدون النظر لمشاكله الإقتصادية ولا القيود الإقليمية المفروضة عليه.
ورغم مظاهر القلق حول الخيارات التي يتبناها حلفاؤها لم يعد الأردن النظر في علاقاته مع أمريكا والسعودية والإمارات لكنه قام وبطريقة وقائية بتقوية علاقاته مع دول أخرى بمن فيها تركيا والصين وروسيا. ونظراً للوضع غير الآمن الذي يواجه الأردن والوضع الاقتصادي والأزمة المالية فالدول الراعية من الخارج مهمة في سياسته – واستقبل الأردن موجات من اللاجئين الفلسطينيين والعراقيين والسوريين في بلد صغير مصادره محدودة وبدون نفط.
ويعاني الأردن من ركود اقتصادي بشكل أدى لزيادة الاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية، خاصة في السنوات الأخيرة. ونمت حركة الاحتجاج وتوسعت وزادت تجربتها أكثر من أيام الربيع العربي. واندلعت التظاهرات صيف عام 2018 بسبب الضريبة وسياسات التقشف والفساد. ومنذ ذلك الوقت تنظم الاحتجاجات اسبوعياً وزادت مع زيارة كوشنر. وهناك إشارات عن إعادة تنظيم تقوم به الدولة تحضيراً لاضطرابات جديدة. وتضم الإشارات تغييراً على المستويات العليا في المخابرات وأجهزة الأمن. وذكرت تقارير إعلامية ومراكز بحث إسرائيلية أن التغييرات تهدف لإحباط المؤامرات داخل الدولة. وبعد زيارة الأردن نقل عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي مظاهر القلق وحذروا من خطة ترامب وإمكانية زعزعة استقرار الأردن.
وحذر رئيس الوزراء الأردني السابق طاهر المصري من تنفيذ الخطة التي ستكون تهديداً خطيراً على البلاد. ويقول الكاتب إن الملك عبد الله الثاني كان واضحاً في مواقفه أن “مستقبل القدس وفلسطين هما خطر أحمر”.

« خطة السلام ليست إلا مشروع تطوير اقتصادي خالياً من الدولة الفلسطينية، ستكون كارثة على الأردن.»

وقال المسؤولون الأردنيون إن بلدهم ليس فلسطين ولن تصبح المملكة الهاشمية الوطن البديل. إلا أن خطة السلام التي ليست إلا مشروع تطوير اقتصادي خالياً من الدولة الفلسطينية، ستكون كارثة على الأردن. وستكون خطة ترامب هي التحرك الرابع في السياسة التي لم تهتم بمظاهر قلق ومصالح الأردن وبقية حلفاء الولايات المتحدة. أما الثالث فهو نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والثاني هو قطع الدعم الأمريكي عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) والاول هو الإعتراف بسيادة الولايات المتحدة على الجولان السورية. وفي الوقت نفسه تزداد مظاهر القلق من خطة ترامب التي قد تقود إلى كارثة وليس سلاماً للفلسطينيين والأردنيين الذين ستلقى عليه مسؤولية فشل عملية حذروا منها أصلاً.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 26 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ميديا  متابعة نشاط الموقع صحافة دولية   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

33 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 35

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28