تتفاقم العنصرية في إسرائيل وتصل أحيانا إلى درجة اللقاء مع النازية وتمجيد هتلر كونه رمزا لنظرية التفوق العرقي. هذا ما يستدل من تقرير بثته القناة الإسرائيلية 13 ليلة أمس عن كلية دينية استيطانية تروّج لنظريات التفوق العرقي علانية.
وتعتبر المدرسة الدينية الإسرائيلية «بني دافيد» (أبناء داود) أن اليهود «عرق متفوق» وأن العرب يعانون من «مشكلة جينية»، منوهة إلى أن مسؤولين وضباطا كبارا في جيش الاحتلال وأعضاء ونوابا ووزراء أيضا، بينهم رئيس اتحاد أحزاب اليمين المتطرف الكهانية، الحاخام رافي بيرتس، المرشح لتولي منصب وزير التربية والتعليم، في حكومة بنيامين نتنياهو الجديدة، ترعرعوا في أحضانها.
وتقوم هذه الكلية الدينية القائمة في مستوطنة «عيلي»، والمعروفة كمعقل لتنشئة أجيال من العنصريين، بسبب الأفكار العنصرية ضد العرب عموما والفلسطينيين خصوصا، التي يغرسها حاخامات في عقول طلابهم.
وتضمن التقرير التلفزيوني اقتباسات من أقوال هؤلاء الحاخامات خلال محاضراتهم أمام طلاب الكلية الدينية، وزعموا فيها أن اليهود هم «أسياد» والعرب «عبيد».
ونشرت القناة تسجيلا صوتيا لرئيس الكلية الدينية الحاخام إليعزر كشتيئيل، يقول فيه لطلابه إن «أفضل شيء للعرب أن يكونوا عبيدا لليهود وهم فرحون بالعبودية». وتابع «توجد من حولنا شعوب لديها مشكلة جينية. العرب يريدون أن يكونوا تحت الاحتلال لأن لديهم مشكلة جينية، وهم لا يعرفون إدارة دولة، وهم لا يتقنون صنع شيء. أنظر كيف يبدون».
وردا على سؤال حول تورطه بداء العنصرية قال هذا الحاخام «إننا نؤمن بالعنصرية. هناك عنصريون في العالم، وتوجد مميزات جينية لشعوب، وهذا يتطلب منا التفكير في كيفية مساعدتهم. واليهود هم عرق أنجح».
وفي تسجيل سري آخر، تحدث المدرس في الكلية الدينية ذاتها الحاخام غيورا ردلر، حول المحرقة اليهودية إبان الحكم النازي، واعتبر أن «المحرقة لا تتمثل بقتل اليهود بل في الأفكار الإنسانية والثقافة العلمانية والمحرقة الحقيقية هي التعددية الفكرية». وأضاف «دعونا نبدأ من السؤال حول ما إذا كان هتلر على حق أم لا. إنه أكثر شخص محق، وبالتأكيد كان على حق في كل كلمة قالها. وهو محقٌ في أيديولوجيته. يوجد قائد رجولي يحارب، وجوهره الكرامة وأخوة المقاتلين، ويوجد آخر نسائي رخو يدير الخد الثاني، ونحن نعتقد أن اليهود هم أولئك الذين يحملون هذا الموروث ولذلك هم الأعداء الحقيقيون ولذا فهتلر على حق مئة في المئة، عدا أنه موجود في الجانب غير الصحيح».
وأكد الناشط الإسرائيلي اليساري وعضو منظمة «حاخامات من أجل حقوق الإنسان»، المحامي يائير نيهوراي، إن «قادة البيت اليهودي (اتحاد أحزاب اليمين) يستخدمون المدارس الدينية التحضيرية للخدمة العسكرية من أجل غرس قيم خلاصية (مسيانية) لدى طلابهم. وتنبع خطورة هذا الأمر في أن وزارة التربية والتعليم، التي يفترض أن تكون مسؤولة عن المضامين، موجودة بأيديهم وتمولهم. وعقب الحاخام ردلير على الشريط المنشور بالقول « الاقتباسات صحيحة لكنها أخرجت من سياقها، فالدرس تطلع لشرح المنطق المريض الخاص بهتلر والتوقف عند العوامل التاريخية خلف المحرقة. هذه محاولة من قبل القناة 13 للإساءة للكلية الدينية».
ودعا عضو الكنيست يائير لبيد لوقف التمويل الحكومي للكلية الدينية. وتابع «هذه ليست يهودية وليست قيما وهم لا يستحقون دعوتهم حاخامات ورجال دين يربون طلابا. العلمانيون هم الذين أقاموا إسرائيل وكل مقارنة بالمحرقة هي لوثة عنصرية والعرب لا يريدون أن يكونوا عبيدا».
وأبرقت رئيسة حزب «ميرتس» تمار زاندبيرغ لمدير عام وزارة التعليم طالبة وقف التمويل للكلية الدينية. وتابعت «كان ينبغي إغلاق هذه الكلية منذ زمن لأنها تنتج الكراهية لكل ما هو مختلف وتغذي الفاشية».
أما عضو الكنيست من «العمل» ستاف شبير فقالت إن على كل إسرائيلي أن يعرف أي وزير تعليم جديد اختاره بنيامين نتنياهو: هذه كلية خطيرة تقوم بغسل دماغ عنصري للأطفال الإسرائيليين. في الوقت الذي تذهبون فيه للعمل سيتعلم أولادكم نظرية التفوق العرقي ومعظمنا يعارض هذه الأيديولوجية الخاصة ببيرتس وسموطريتش ولذا فهم انتقلوا من محاولة إقناع الكبار لغسل دماغ الصغار ونحن ملزمون بوقفهم». وقال النائب أحمد الطيبي معقبا «بوتقة الصهر للنازية اليهودية، في اللغة الألمانية كان ذلك سيسمع بطريقة أصلية أكثر».
