] فلنرد على صفعة ترامب - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأربعاء 17 نيسان (أبريل) 2019

فلنرد على صفعة ترامب

الأربعاء 17 نيسان (أبريل) 2019

نشر العنصري الصهيوني الأميركي دانيال بايبس، رئيس منتدى الشرق الأوسط، والعامل في قسم التخطيط السياسي في الخارجية الأميركية، مقالا في جريدة الواشنطن بوست بتاريخ: 14.04.201 نقله مراسل رويترز كارلوس باريا Carlos Barria بتاريخ 15/4/2019 قال فيه: “أمام نتنياهو فرصة تاريخية لتصفية القضية الفلسطينية”، وبيّن أنه اطَّلع على خطة صفقة القرن، وفيها: “تتكون فلسطين من منطقتي “أ” و”ب” وأجزاء من المنطقة “ج” بما يشكل نحو 90% من الضفة الغربية، على أن تكون عاصمتها داخل حدود بلدية القدس الكبرى التي تضم “أبو ديس ومخيم شُعْفاط”.. وستشرف هيئة دولية على إدارة مشتركة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، تحكم المنطقة المقدسة في القدس بما فيها البلدة القديمة.. وسيُفتح ممر بري يربط الضفة الغربية بقطاع غزة، وسيتمكن الفلسطينيون، مؤقتا، من الوصول إلى بعض المنافذ البحرية والمطارات الإسرائيلية إلى أن تقوم الصناديق الأجنبية ببناء منشآت تابعة للسلطة الفلسطينية.. وتستمر السيطرة العسكرية الإسرائيلية على حدود فلسطين ومجالها الجوي والبحري وعلى وادي الأردن، وتضم إليها البلدات اليهودية في الضفة الغربية.. وأن واشنطن ستنظم مساعدات اقتصادية تقرب من 40 مليار دولار للفلسطينيين، ويتم اعتراف عربي بإسرائيل”..
وفي تزامن ملحوظ ذي دلالة، أرسل ما يقرب من أربعين سياسيا ومسؤولا أوروبيا، كانوا رؤساء وزارات ووزراء خارجية وقادة أوروبيين سابقين.. أرسلوا رسالة إلى الاتحاد الأوروبي وإلى زملائهم المسؤولين الأوروبيين الذين هم في السلطة، ونَشرَت معظمَ تلك الرسالة “نوعا لنداو” في جريدة ها آرتس الإسرائيلية بتاريخ 15/4/2019، ونقتطف منها المَقطع الآتي:
“نحن نؤمن أن أوروبا يجب أن تتبنى وتدفع إلى الأمام بخطة تحترم المبادئ الأساسية للقانون الدولي، ومبادئ الاتحاد الأوروبي لحل النزاع التي صودق عليها في السابق التي تعبّر عن تفهمنا المشترك ـ ويشيرون بذلك إلى تفاهم سابق مع الأميركيين ـ بأن سلاما قابلا للحياة يقتضي إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل في حدود 1967 مع تبادل متفق عليه للأراضي بالحد الأدنى ومتساوٍ وتكون القدس عاصمة الدولتين، مع ترتيبات أمنية تستجيب لمخاوف الطرفين وتحترم سيادتهما، مع حل عادل ومتفق عليه لمشكلة اللاجئين.. أوروبا يجب عليها رفض كل خطة لا تتفق مع هذه المعايير.. وإن كل خطة تقلِّص استقلال الفلسطينيين إلى دولة بدون سيادة وتواصل جغرافي، ستفشل، وستضر بالجهود المستقبلية..”. إن ما ذكره بايبس عمّا تتضمنه “صفقة ترامب”، وهو لسان نتنياهو المُبين، يبدو شبه مؤكد، ويزيد في تأكيده ما ذهب إليه الساسة الأوروبيون السابقون في رسالتهم، وما دأب ساسة وعسكريون “إسرائيليون على إعلانه والمطالبة به، وما أشارت إليه تسريبات كثيرة منذ بدأ الحديث عن صفقة ترامب القذرة..
ومن خلال ما أشرت إليه في المُقتَطَفين السابقين حول الخطة ـ الصَّفقة التي من المتوقع أن يُعْلَنَ عنها في أواخر شهر أيار/مايو ٢٠١٩ بعد تشكيل نتنياهو للوزارة.. وبالإشارة إلى تبجُّح نتنياهو المُستمر وغطرسته، لا سيما بعد قراري ترامب حول القدس والجولان، ودعم الرئيس بوتين له في موضوع عظام الرقيب أول زخاريا بوميل، وتصريحه المُستَفز حول السيطرة على الضفة الغربية، وضم المنطقة “ج” إلى “إسرائيل”، ومباركة بومبيو لذلك في تصريح أكَّد فيه “أن ما صرح به نتنياهو وما سيفعله، لن يؤثر في صفقة القرن”، مما يعنى أن ذلك ينسجم مع مضمونها..
من خلال ذلك كله وحياله، نحن أمام تصفية شاملة لقضية فلسطين، خطرة ولها منعكساتها المُدمّرة لاحقا على وطننا وأمننا واستقلالنا.. وحيال مؤامرة تُنَفَّذ في ظروف ينقسم فيها الفلسطينيون ويعانون، ويعجز فيها الرسميون العرب عن الفعل الإيجابي المؤثر، بسبب حروبهم البَيْنية، وانقساماتهم السياسية والفتنوية، وتبعيتهم لدول عُظمى، وحيال شلل سياسي مُزمِن يعانون منه، ويزيد في طيننا بِلَّة، تواطؤ أنظمة عربية مع العنصري ترامب وخضوعها له، وتقاربها أو تحالفها معه ومع عدو العروبة والإسلام، كيان الإرهاب والعنصرية “إسرائيل”..
إننا لا نستطيع التنبؤ بما يمكن أن يكون عليه موقف مسؤولي دول الاتحاد الأوروبي من الدعوة المُتضمَّنة في رسالة زملائهم السابقين إليهم، وهي دعوة تستحق التقدير، ولا الجزم بما يمكن أن يكون عليه موقف المسؤولين الأوروبيين الرسميين وموقف الاتحاد الأوروبي.. ولا نتوقع ما هو أكثر من الكلام في بيانات وتصريحات، وذلك بسبب عدم قدرة أوروبا على التحرر من الهيمنة الأميركية، ووجودها في حلف شمال الأطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، وبسبب النفوذ الأميركي ـ الصهيوني في أوروبا، والضعف العربي المُشين.. كما أننا لا نتوقع مِن أطراف دولية أخرى تحرص على مصالحها، وتمالئ الصهيونية، وتدعم “إسرائيل” سرا وعَلَنا.. لا نتوقع منها أن تفعل مِن أجلنا ما لا نستطيع أن نفعلَه من أجل أنفسنا، فذاك ضرب مِن الوهم، وفي التجربة الطويلة براهين.. أمَّا مجلس الأمن الدولي فلا ننتظر منه أكثر من الدخول في تجاذب سياسي ـ كلامي لا يُسمِن ولا يغني من جوع، ولا يسفر عن أكثر مِن التعبير عن القلق، في أحسن الحالات.
إن حامل قضيتنا، ومصدر صمودنا، وموضع رهاننا.. هو جماهيرنا العربية التي يجب أن ترفض صفقة الذُّل، وترد “صفعة ترامب”، وترفض الاعتراف “بإسرائيل” والتطبيع معها وتقاوم التطبيع والمطبِّعين، وتكافح الاحتلال والمشروع الأميركي ـ الصهيوني، وتفضح المتآمرين والمتواطئين والفاسدين العرب وتعريهم وتنهي دورهم، وتتمسك بالحق والأرض، بالنضال والمقاومة، وترسّخ الاستقلال التام، ومبدأ الاعتماد على النفس، وامتلاك القوة المُحرِّرَة وتحرير السلاح والاقتصاد والقرار السياسي.
والله ولي المؤمنين.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 19 / 2331039

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 16

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28