قال عضو مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس المحتلة حاتم عبد القادر الثلاثاء إن المجلس لن يرد على محاكم الاحتلال بشأن مصلى باب الرحمة، وسيبقى المصلى مفتوحًا أمام المصلين.
وأوضح عبد القادر في بيان عقب اجتماع طارئ للمجلس اليوم أن المجلس عقد جلسة طارئة ظهر اليوم لبحث إمهال محكمة الصلح في القدس مجلس الأوقاف أسبوعًا للرد على طلب الاحتلال بإصدار أمر يقضي بإعادة إغلاق مصلى باب الرحمة.
وقال: “لن ننصاع لأي تهديدات من شرطة وسلطات الاحتلال، ومحاكم الاحتلال ليست صاحبة الولاية على المسجد الاقصى المبارك، ولا على الولاية الهاشيمة، والمجلس لا يعترف ولا يُخضع أي جزء من الـمسجد الأقصى والأوقاف التابعة له لقوانين الاحتلال، كما هو متبع منذ احتلال مدينة القدس عام 1976.”
وأضاف: قررنا البدء بعمليات ترميم شاملة لمصلى باب الرحمة من الداخل والخارج، بأسرع وقت، لافتا الى موافقة المجلس على المخططات الهندسية المتعلقة التي قدمت الخاصة بعملية الترميم.
وشدد عبد القادر، على أن المجلس في حالة انعقاد مستمر لبحث آخر التطورات المتعلقة بالمصلى.
وكانت ما تسمى “محكمة الصلح” في القدس المحتلة أمهلت مساء أمس دائرة الأوقاف الإسلامية، أسبوعًا للرد على طلب أجهزة نيابة الاحتلال بإصدار أمر يقضي بإعادة إغلاق مصلى باب الرحمة.
فيما
استولى مستوطنون متطرفون يوم الثلاثاء على منزل فلسطيني في عقبة درويش في البلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة.
وأفاد مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية زياد الحموري لوكالة “صفا” بأن مجموعة من المستوطنين اقتحموا منزلًا يعود لعائلة الحلبي في عقبة درويش بالقدس القديمة، مستغلين عدم تواجد صاحبة المنزل وزوجها، ومن ثم استولوا عليه بالقوة وبدون وجود أي قرار بذلك.
وأوضح أن الأهالي حاولوا تحطيم باب المنزل الذي استولى عليه المستوطنون، من أجل الدخول إليه، إلا أنهم (المستوطنين) قاموا برش غاز الفلفل السام باتجاه المواطنين الذين تجمهروا أمام المنزل؛ ما أسفر عن حالات اختناق.
وأشار إلى أن المنزل يتكون من طابقين وسطح، عبارة عن 4 حصص، منها 2 لعائلة العلمي، و1 لعائلة الحلبي، و1 لعائلة اشتي، حيث تم التسريب والاستيلاء على حصص عائلتي العلمي واشتي مؤخرًا، وبقيت حصة عائلة الحلبي البالغ مساحتها 100 متر مربع تقريبًا والتي استولي عليها المستوطنون اليوم.
وذكر أن شرطة الاحتلال كانت تتواجد في المكان وقت الاستيلاء على المنزل لكنها رفضت التدخل، مستنكرًا تواطؤها مع المستوطنين في السيطرة على منازل المقدسيين.
ولفت إلى أنه تم التوجه عبر محامي عائلة الحلبي إلى المحكمة الإسرائيلية من أجل محاولة استصدار قرار لإخراج المستوطنين من المنزل.
وأضاف الحموري “نحن ننظر بخطورة بالغة لعمليات الاستيلاء على منازل المقدسيين بالمدينة المقدسة، والتي تتم بدون قانون، وبتواطؤ من شرطة الاحتلال”.
يُشار إلى أن جزءًا من العقار الفلسطيني سُرّب للمستوطنين عام 2018، على يد المدعو عصام عقل الذي اعتقل من قبل أجهزة أمن السلطة الفلسطينية على خلفية ذلك، وتم الحكم عليه بالسجن المؤبد؛ قبل أن تفرج عنه السلطة وتسلمه للولايات المتحدة الأمريكية بدعوى أنه يحمل الجنسية الأمريكية.
هذا ودعت الأمانة العامة للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، وخاصة المقدسيين، للخروج في مسيرات غضب للتعبير عن التمسك بالمقدسات ورفض ما يحيكه الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى المبارك في مصلى باب الرحمة.
وناشدت في بيان وصل وكالة “صفا” الثلاثاء، جماهير الأمتين العربية والإسلامية وكل الأئمة والعلماء والمثقفين وأحرار العالم إلى هبة واسعة لحماية الأقصى ومواجهة ما يتعرض له من عدوان احتلالي ممنهج، والوقوف عند واجباتهم ومسؤولياتهم تجاه قبلة المسلمين الأولى.
وشددت على أن القدس لا تحتاج لبيانات الشجب والاستنكار والمواقف الإعلامية فقط، بل بحاجة لخطوات عملية ميدانية للحفاظ على إرث العاصمة الديني والتاريخي والحضاري من مقصلة الاحتلال.
وحذرت الأمانة العامة، الاحتلال من مغبة ما يقترفه من جريمة ممنهجة نكراء بحق الأقصى وخصوصًا مصلى باب الرحمة، وحملة الاعتقالات المسعورة والاعتداءات على سدنته وحراسه، وممارساته العقابية الأخيرة بعد فتح المقدسيين لباب الرحمة.
وأكدت أن الشعب الفلسطيني المرابط لن يقف مكتوف الأيدي تجاه ظلم واستبداد المحتل تجاه القدس ومقدساتها وتاريخها، بصلابته ورباطه اليومي في المسجد وأكنافه، ذلك حق مشروع كفلته كل الأعراف الدولية، لكن الاحتلال يسعى لخلق مخطط يتنافى مع الواقع لسلب المسجد من المسلمين وتقسيمه مكانيًا وزمانيًا، وهذا لن يتحقق بهمم وعزيمة الأحرار والأبطال.
ودعت الفلسطينيين إلى شد الرحال والزحف نحو المسجد الأقصى والتواجد بكثافة عند منطقة باب الرحمة لصد الدعوات الهادفة لاقتحامه وتدنيسه في مقبل الأيام، كونهم الدرع الحصين الحامي للمسجد المبارك ومحيطه الإسلامي.
