] معاول التهويد في القدس - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الجمعة 22 شباط (فبراير) 2019

معاول التهويد في القدس

الجمعة 22 شباط (فبراير) 2019 par مفتاح شعيب

في القدس المحتلة، هناك حملة تهويدية شرسة يشتد سعارها مع دعاية انتخابية عنصرية تمارسها أحزاب الاحتلال على كل ما يتصل بالهوية الفلسطينية. ومجدداً يسقط المسجد الأقصى ضحية لهذه الهجمة العنصرية، مع تكرار الاقتحامات والانتهاكات في حرمه الشريف، بالتزامن مع اتساع الحفريات تحت أساساته، بينما تعمل معاول التهويد هدماً وتخريباً في محيطه ببناء الكتل الاستيطانية على أنقاض منازل المقدسيين.
ربما لن يفيد القول إن «القدس في خطر»، فهذه الاستغاثة ظلت تدوي على مدى نصف قرن من بعد سقوط المدينة بيد الاحتلال عام 1967، دون أن تجد مجيباً أو مغيثاً، بسبب التجاهل الدولي المتعمد لما يجري والدعم المتعدد الألوان لسلطات الاحتلال الساعية إلى فرض واقع جديد على القدس المحتلة وأهلها الذين يواجهون حملة غير مسبوقة لتزييف التاريخ بانتزاع كل شواهد المدينة ومعالمها العربية لجهة إضفاء الطابع اليهودي عليها، وهي خطة تتسارع ولا تهدأ حتى وصلت لمرحلة شديدة الخطر. فقد حاول الاحتلال ومستوطنوه المتطرفون السطو على «باب الرحمة» المؤدي إلى المسجد الأقصى، وقد ساهم صمود المقدسيين والمرابطين هناك في إحباط هذه الخطة، ولكن المعتدي لن يعدم الخدعة والوسيلة لإعادة المحاولة مرة أخرى، خصوصاً أن هذا المعلم التاريخي ذا الرمزية الإسلامية السامية يخضع لحصار «إسرائيلي» خانق ويتعرض لهجمات متتالية من المستوطنين المتطرفين لإقامة شعائرهم «التلمودية» تحت حماية جنود الاحتلال.
الصمت الدولي الواسع يقف وراء استقواء «إسرائيل» على القدس، وهذا الصمت دلالة قاطعة على نوايا خبيثة تعمل على تصفية القضية الفلسطينية وضرب أسسها، فالاعتداءات المتوالية على المسجد الأقصى تتسارع بالتوازي مع عمليات المصادرة والهدم بحق منازل أهالي المدينة، بينما لم يعد شبر واحد من أراضي الضفة المحتلة بمنأى عن الاعتداءات. أما الأمر الأخطر، الذي يخدم كل ما سبق، فيتعلق بقرار سلطات الاحتلال قرصنة أموال السلطة الفلسطينية باقتطاع جزء من عائدات الضرائب، بزعم أن الأموال المصادرة هي المخصصة لعائلات الشهداء والأسرى. ولا يشك أحد في أن هذه الخطوة الخبيثة لها أهداف ومغاز عميقة تتجاوز ظاهر القرار.
الإمعان في إذلال الأسرى وأسر الشهداء يهدف إلى قتل فكرة المقاومة والنضال لدى الشعب الفلسطيني ودفعه إلى الاستسلام المطلق حتى يتمكن الاحتلال من تمرير مشاريعه وإبرام صفقاته المشبوهة هنا وهناك. ولا يمكن أن يكون قرار اقتطاع العائدات المالية ومخططات استهداف المسجد الأقصى بمحض الصدفة. ويبدو أن الفكرة الطاغية لدى زمرة التطرف الحاكمة في «إسرائيل» تقول إنه بعد «السيطرة» على الأرض، آن أوان السطو على الجذور الفلسطينية وتحريف التاريخ ونسف كل الرموز ومقومات الهوية وتهويدها. ربما يكون هذا ما يعتمل في «إسرائيل». أما في الجانب الآخر، فما زالت القدس وعتباتها المقدسة العنوان الأبرز في القضية الفلسطينية، وستظل كذلك حقاً أصيلاً لا يمكن التنازل عنه أو المساومة عليه.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 28 / 2332414

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

45 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 46

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28