] «حلف وارسو» و« يا أهلا بالمعارك».... - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الجمعة 15 شباط (فبراير) 2019

«حلف وارسو» و« يا أهلا بالمعارك»....

الجمعة 15 شباط (فبراير) 2019 par رئيس تحرير الموقف

ردّد الشهيد ياسر عرفات على مسامع العالم خلال عقود خلت جملته الشهيرة عن الثورة الفلسطينية متحديا بأنها «الرقم الصّعب»، كان يقصد ذلك في تحديه لمعادلات الفك والتركيب في الإقليم وعلى مستوى السياسة الدولية معاً، وكانت الثورة الفلسطينية العفية حتى مع الانحرافات التي اعترت طريقها قادرة على أن تضمن له هذه المقولة وازنة وقابلة للتحقيق عند كل منعطف ومأزق ومؤامرة جديدة، طالما أنها ما زالت في الاشتباك مع هذا العدو سواء في مواقع خنادقها أو في شوارع جماهيرها الناهضة بالانتفاضة.

في مشهد مؤتمرات أمس من وارسو إلى تسوشي كانت الصورة محزنة في كشف تحطّم هذه المقولة الصاخبة وتلاشي حضورها بالمطلق، فما الذي حققته القيادة الفلسطينية خلال العقود الماضية منذ توقيع أوسلو وحتى الساعة ، طبعا إن صدق هذا الوصف غير تحطيم هذه المقولة؟

ما الذي أنجزته حتى في صورة اجتماع بعض الفصائل الفلسطينة في موسكو قبل يومين من هذا المفرق التاريخي الذي تم تدشينه صوتا وصورة على مسمع ومرأى شعب فلسطين؟

ما الذي أنجزتموه وأنتم تقبلون بواقع حصار القاعدة المحررة في قطاع غزة على مدار السنين وأنتم تقبلون بقطع أوردة الانتفاضة على مدى السنين أيها القادة الفلسطينيون الأشاوس؟

في وارسو أراد الإمبريالي المأزوم أن يدّشن تحالفا تاريخياً وصفه نتنياهو بصناعة التاريخ بقيادة العدو الصهيوني في هذا الإقليم، وغادرت المسألة لأول مرة قصة التطبيع لتدخل عصر التحالف الذي يقوده الكيان الصهيوني بمشاركة نصف العرب، وفعلياً تخلّصنا من كذبة الموسم التي استغرقت نصف قرن بأن القضية المركزية للعرب هي القضية الفلسطينة، وأصبح واضحاً أن لا قضية لنصف العرب علناً إلا خدمة العصر الصهيوني الإسرائيلي، وما كان يجري في الخفاء بين هذه الأنظمة في خدمة هذا المشروع وبين العدو بات علنياً، ولا حاجة لديباجة بيانات الجامعة العربية التي بات نصف أعضائها في خدمة هذا العصر الموهوم بعد اليوم.

لا يهمّ ما هي مفردات مؤتمر وارسو الحقيقية سواء أعلنوا عنها تحت شعارات صفقة قرن كوشنر وغرنبيلات أو أخفوها، وسواء أكانت تحضير المسرح للعدوان على الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسوريا ولبنان العراق وباقي مفردات محور المقاومة بالطبع، ولا يهم كشف مدى جدية أوروبا أو حماسها للانضمام لهكذا حرب أعلن عنها نتنياهو نفسه قبل أن يعود ليغيّر العبارة لكلمة ذات مدلول غير فاضح تحسباً لفضح المحتوى، كما لا يهمّ أيضا إن شاركت السلطة الفلسطينة أو أرسلت مدير مخابراتها أو غيره للتواجد في هذا المحفل الدنس والمجرم، فالحلف العدواني جرى إشهاره للمرة الأولى علناً.

يمكن اعتبار وارسو أمس نسخة عن قصة جثة «حلف بغداد» الذي سعى إليه الكولونياليون تماما كسعي الامبرياليين اليوم له، فهو حلف مقبور منذ إعلانه لسبب واضح وجلي، أن محور المقاومة الذي تقوده سوريا العربية المقاتلة للحرب الكونية عليها والمنتصرة عليها اليوم وظهيرها في الجمهورية الإسلامية بوجود المقاومة اللبنانية والفلسطينية والعراقية واليمنية ليس وحيدا فمعه في الصورة البعيدة ظلال مؤتمر سوشي في هذا الاقليم الذي يحاول فيه الامبرياليون قبر القضية الفلسطينية وإنشاء العصر الصهيوني على رمادها كما يحلمون واهمين، بالأمس قادت مصر جمال عبد الناصر الجماهير العربية والإسلامية التي باتت اليوم تعلم علم اليمين هوية الأنظمة العميلة علنا لإسقاط حلف بغداد واليوم ستقود سوريا الأسد الجماهير العربية والإسلامية لإسقاط حلف وارسو، وإذا كان أمس يوم الإعلان عن حلف وارسو فإن اليوم هو لصيحة« يا أهلا بالمعارك»....


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 60 / 2331039

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 20

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28