] السيسي يستعرّ من نفسه - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأحد 6 كانون الثاني (يناير) 2019

السيسي يستعرّ من نفسه

الأحد 6 كانون الثاني (يناير) 2019 par د.عبدالستار قاسم

من المخجل أن يكون عبد الفتاح السيسي رئيسا لأكبر دولة عربية، رئيسا لشعب عربي عريق وأصيل ومرشح دائما لقيادة الأمة العربية نحو الرفعة والتقدم والتحصين ضد الأعداء والمتربصين. والمؤسف أن كثيرين قد صفقوا عندما نفذ السيسي انقلابه العسكري لا لشيء إلا لأنه أنهى حكم الرئيس محمد مرسي المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين. وذلك مؤسف لأن التأييد استند إلى قيم النكاية والحقد وليس إلى قيم المنعة وتحسين الأوضاع في مصر. وقد عبرت إحداهن عن فرحتها بالسيسي عندما قالت لي سرعان ما طلب السيسي من سفيره في واشنطون أن يطلب من شبكة CBS عدم بث المقابلة التي إن عهد عبد الناصر قد بزغ من جديد.
أجرتها الشبكة معه في برنامج 60 دقيقة. ومن مقاطع المقابلة التي شهدناها على التلفاز ظهر السيسي مرتبكا ومتقلصا والعرق يغزو وجهه. ربما كان يظن السيسي أنه يجري مقابلة مع تلفاز عربي أو بالتحديد مصري، وأن المذيع سيجامله وسيسأله الأسئلة التي تريحه. وجد أن المقابلة جادة، وأن المذيع الأمريكي ليس منافقا وأن الأسئلة تمس قضايا هامة في حياة السيسي الرئاسية. كان ارتباك السيسي واضحا، ويبدو أنه وجد نفسه في بيئة غير حاضنة لسذاجة طرحه وعجزه عن مواجهة الحقيقة، وضعفه في التعبير، فتورط. السيسي أعجز من أ، يواجه إعلاميا مهنيا محترفا، وكان المفروض أن ينصحه مستشاروه بألا يفضح نفسه.
وإذا كان السيسي قد ندم عما قاله من تعاون عسكري بينه وبين الصهاينة، فإن عليه أن يخلع قناع الخجل في العلن كما خلعه بالسر. نحن الفلسطينيون نعلم بهذا التعاون العسكري، ونعلم أن مصر تطلب دعم الصهاينة في مواجهة الجماعات المسلحة في شمال سيناء. والمطلوب من كل العرب ألا يستمروا بلعب أدوار خبيثة لأننا نعرفها، وقياداتنا تمارسها. لدينا ما يكفي من الخبرة لنعرف الحقائق بالشم وليس بالضرورة بالنظر.
السيسي يعرض الأمن القومي المصري للخطر لأنه يستعين بالإرهاب لضرب الإرهاب. الكيان الصهيوني إرهابي لأن الاحتلال بالتعريف إرهاب، وكل من يتعاون مع الإرهاب إرهابي. والصهاينة لا يحاربون الإرهاب، والتجربتان العراقية والسورية تؤكدان ذلك. لقد ساعد الصهاينة الإرهابيين صحيا وغذائيا وتسليحا، وكم من مرة استولت الجيوش العربية على أسلحة صهيونية من الجماعات المسلحة.
الصهاينة لا يؤمن جانبهم، ومن المحتمل جدا أنهم يدعمون الجماعات المسلحة في سيناء تمهيدا لدعمهم في الداخل المصري. الصهاينة معنيون بتخريب المجتمعات العربية زيادة على ما تخربه الأنظمة العربية، ولن يكون مستغربا أن تتزايد العمليات الإرهابية في الداخل المصري بدعم من الصهاينة. الصهاينة لا يقدمون خدمات عسكرية للعرب إلا إذا كان في ذلك مصلحة لهم. وكل طائرة صهيونية تطير فوق أجواء سيناء إنما تقدم خدمات أمنية للجانب الصهيوني وليس للجانب المصري. ولهذا مطلوب من الشعب المصري أن يقف في مواجهة ما يقوم به السيسي لأنه يضعهم جميعا في دائرة الخطر. ولنا الحق بالتساؤل: أين مصطفى بكري وعبد الله السناوي؟ واين حسن نافعة ومحمد سيف الدولة وعبد الحليم قنديل؟ وأين كل كتاب مصر وإعلاميوها الذين صفقوا للانقلاب العسكري الذي نفذه السيسي؟


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 58 / 2330092

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

29 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 30

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28