] هل لنا أن نحمل التنسيق الأمني مسؤولية يقظة الضفة من سباتها؟ - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الجمعة 14 كانون الأول (ديسمبر) 2018

هل لنا أن نحمل التنسيق الأمني مسؤولية يقظة الضفة من سباتها؟

الجمعة 14 كانون الأول (ديسمبر) 2018 par نادية عصام حرحش

عدة أيام مضت وآليات الحرب الاسرائيل تجول وتجوب في رام الله، ولا من حتى حجر أصاب دورية. كل ما رأيناه وسمعناه من تعليقات وشهادات، كان ينساب بين حالة من الريبة تغلفها الفكاهة التي صارت لسان حال الشعب الفلسطيني. فالدبابة تمر من بين الأحياء، وتغلق بعض الشوارع وتحاصر بعض البنايات في منطقة ما، والشارع المقابل او الحي يستمر بالحياة وكأنه يوم عادي آخر. مشهد الالية العسكرية عمل فقط على تحريك شعرة في فضاء لا يكترث ولا يشعر بوجودها أحد من الشعب القاطن في رام الله. بينما لا تزال الاحتفالات بإضاءة الشجرة هي لسان الحال والاستعداد لوقفة شعبية أخرى من اجل قانون الضمان الاجتماعي هي جل ما يؤرق المواطن، لم تكن الدبابات والاليات العسكرية والجنود المدججة بالأسلحة لتوقظ الناس من سباتهم العميق.
لم يفهم أحد ولم يحاول التحليل حتى أحد، ولم تحتج إسرائيل بطبيعة الحال لتقديم أي تبرير. فالتنسيق الأمني المقدس يؤمن للدبابات مواقع صيدها المحتمل.
وعلى ما يبدو لم يفلح الليل في كتم عتمة صارت هي طريقة الوجود لشعب نام فيه النضال وسبت لديه الوطن في بيت وعمل. تبين اليقين بعد محاصرة بيت في كوبر واستشهاد صالح عمر البرغوثي بعد وقت قصير في مطاردة او كمين في سلفيت. لم تعد التفاصيل مهمة. فالشهيد واحد والمجرم متعدد لم يعد مقتصر على الاحتلال.
أشرف نعالوه الذي أحرج هيمنة الاحتلال بالتفتيش عنه خلال ٦٦ يوم، لم يكن ليكشف مكانه لولا التنسيق الأمني النجس.
من الصعب مواجهة ما يجري بالمجتمع الفلسطيني بانقسامه بين مناضلين من اجل التحرر وبين مرتزقة يعتاشون على نضال شعب له قضية.
لم نتعلم من اخفاقاتنا. ولم نحاسب من يرتزقون على دماء أبنائنا. دماء احمد جرار وباسل الاعرج لم تجف بعد ولم تمح الذاكرة اثارهم بعد.
بينما نعيش شهرا، يحتفل فيه كل فصيل ذكرى انطلاقته، وبينما نتغنى بذكرى الانتفاضة ويؤلمنا مآلنا. نترك المسؤولين عن ضياعنا وتمزقنا بلا محاسبة. اعرف انني خيالية في تفكيري، فعن أي حساب أتكلم، إذا ما كان حراك بآلاف الالاف من اجل قانون سخيف بالضمان الاجتماعي يقتطع بضع قروش من معاشات الناس لا يتم الالتفات له من قبل المتحكمون بهذا الشعب. وفي المقابل تجول الدبابات في العاصمة المحررة ولا يجرؤ انسان على الاحتجاج او الخروج الى الشارع، او ربما لم يفكر أصلا….
من قتل عمر البرغوتي وأشرف نعالوه ومن قبلها احمد جرار وباسل الاعرج ليسوا هؤلاء المعرفون لدينا من جنود الاحتلال، ولكن أولئك الذين فتحوا لهم الطريق واعطوهم المعلومات الدقيقة والوافية للوصول الى أبنائنا الشهداء.
قد تكون البسالة والبطولة من نصيب هؤلاء فقط، فاستحقوا الشهادة. قد أعول في نفسي على يوم يكون فيه بالفعل حساب، وعلى مكان يكون بالفعل جنة للشهداء، فأواسي نفسي وأصر على القول: الشهداء هم الباقون.
ولكن ….. الالم أكبر من شهيد ارتقى لمكان أفضل.
الألم أكبر من دمعة ام تجف في عينيها ومن الم اب يحترق من الفراق.
نحن نعيش في فاجعة ترتكبها السلطة الفلسطينية في حق الشعب الفلسطيني. فالأمن امان لإسرائيل وويل لنا ما قبل الحاجز وما بعده.
كنا نخاف ظلم الاحتلال وها نحن نعيش ظلمات السلطة التي يتبين في كل يوم انها ليست أكثر من أصابع تحرك في ايدي الاحتلال.
ولان للبطولة عنوان ….
ولأن المقاومة حق لا يفهمه الا المناضل الذي يعيش من اجل حريته، فسيبقى الابطال من هذا الشعب بين شهدائهم السابقين واللاحقين نذير خطر لراحة السلطة والسابيتين من الشعب في ظلها. لا بد للشعب ان يقوم من سباته لأن الاحتلال لا يفرق بين “مؤمن” فلسطيني وانسان عادي. فالسلطة بتنسيقاتها الأمنية التي تخدم إسرائيل تسقط بالنسبة لإسرائيل امام جندي يسقط من جنودها. فلربما يستيقظ الشعب الخامل من سباته ليتأكد ان المملكة السعيدة في وام الله ليست الا فقاعة تتناثر امام رصاصة واحدة. رصاصة تخرق صدر جندي إسرائيلي.
المقاومة مرة أخرى …. تسطر لنا كرامة نحتاج ان نشعر بها امام هذا الكم من الخذلان الذي صار عارا وخزيا.
المجد والخلود لمقاومتنا ولشهدائنا الابرار بإذن الله.
والخزي والعار لتنسيق أمنى لم يجلب لنا الا الألم والخسارة والانهزام.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 78 / 2332414

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

38 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 39

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28