] عملية خانيونس الفاشلة .. وماذا بعد؟؟ - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الجمعة 30 تشرين الثاني (نوفمبر) 2018

عملية خانيونس الفاشلة .. وماذا بعد؟؟

الجمعة 30 تشرين الثاني (نوفمبر) 2018 par خميس بن عبيد القطيطي

يقف كيان دولة الاحتلال الإسرائيلي في مرحلة استثنائية من عمره ونقطة حرجة جدا تتعلق بالمواجهه مع فصائل المقاومة في قطاع غزة تحديدا، وذلك بعد عملية خانيوس الفاشلة والتي أحدثت أزمة سياسية في «إسرائيل»، وكذلك هو الحال مع باقي محور المقاومة عموما، ووفقا لتقديرات الموقف السياسي الراهن فإن جميع تلك الأطراف في حالة تقدم مطرد في قوة الردع، في حين تتضاءل خيارات هذا الكيان المحتل، وبالتالي فهو يعكف الآن على رسم مخططاته لتتلاءم مع الموقف الراهن الذي يزداد خطورة كلما تقدم الوقت.
على الجبهة السورية تم نصب شبكة صواريخ منظومة “أس 300″ الدفاعية التي ستضع حدا لانتهاكات إسرائيل السابقة، بل إن الجيش العربي السوري وبعد مضي سبع سنوات على الأزمة السورية يحكم سيطرته على غالبية المناطق السورية، فيما تواصل القيادة السورية إدارتها الاحترافية للأزمة وباتت على مسافة قريبة من تحقيق الانتصار التام والشامل، وهزيمة المشروع التآمري المعادي الذي بدأ يجر أذيال الخيبة والهزيمة على الأرض السورية، بل إن الحراك السياسي للدولة السورية يتقدم بثقة عالية نحو النصر وهكذا عندما تمتلك الأوطان منظومات متكاملة متماسكة بين قيادتها وشعبها وجيشها، إضافة إلى تحالفاتها الخارجية التي تخندقت معها طوال هذه الأزمة، والارتباط الوثيق مع ضمائر الملايين من أبناء الأمة العربية والإسلامية التي راهنت على انتصار الحق فظهر الحق وزهق الباطل، إلا أن محاولات أعداء سوريا تظل باقية في إطالة أمد الأزمة لتحقيق ما يمكن من استنزاف للدولة السورية وجيشها ونظامها الاجتماعي، ولكن تلك المآرب ستفشل مجددا كما فشلت سابقا، وكذلك هو الحال بالنسبة للجبهات الأخرى فلم يفلح الصهاينة في جر الولايات المتحدة ومن معها لإحداث مواجهة مع إيران في المنطقة، وكذلك العقوبات الأميركية لم تحقق أهدافها كما تمت المراهنة عليها، وفي لبنان فإن المقاومة اللبنانية ومنذ العام 2006م تسير بخطى ثابتة فلم تتجرأ إسرائيل على المغامرة في جس نبض قوة هذه المقاومة التي خرجت في كل المواجهات السابقة بسجل حافل من الانتصارات التي أضافتها إلى رصيدها المقاوم والمرصع بالشرف والكرامة، وبات التعويل الأخير على محاولة إحداث هزة عنيفة لهذه المقاومة بالحديث عن استهداف قد يطول أمينها العام حسن نصرالله الذي ـ وبلا شك ـ هو هدف إسرائيلي قديم بعد فشل جميع المحاولات السابقة. لقد أصبحت المقاومة اللبنانية أكثر قوة وأكثر عتادا وعدة وأحدثت تطورا نوعيا على المستوى السياسي والعسكري، بل تجاوزت المقاومة مرحلة 2006م بأضعاف المرات، والأهم من ذلك هو تلك التقنية التي تتنقل بها كوادرها وقياداتها بين جغرافيا محورها، أو بمعنى آخر أن محور المقاومة يتحرك في مسارات واحدة موحدة والسلاح يتنقل بين هذا المحور بمنتهى السرية والاحترافية، وخير دليل على ذلك الصاروخ الذي أصاب الحافلة الإسرائيلية هو مصنوع في سوريا ومنقول إلى قطاع غزة عن طريق المقاومة اللبنانية التي أكد أمينها العام أنه يفتخر بإيصال السلاح إلى غزة، موجها رسائله إلى العدو بكل وضوح وقد صدق في كل أقواله ونفذ جميع تهديداته، ولذلك تثق في مصداقيته وسائل الإعلام والرأي العام في الكيان المحتل أكثر مما تصدق حكومته، وهو ما تدركه إسرائيل جيدا، وعلى ضوء ذلك تتحدث عن محاولات استهدافه. كما تنفذ إسرائيل الآن مناورات على الجبهتين الشمالية والجنوبية في آن واحد وذلك لأنها تعلم أن للمقاومة عنوانا واحدا، سواء كان في الشمال أو الجنوب، فهي جزء لا يتجزأ، وما يعني قطاع غزة هو يعني جميع أطراف المقاومة الآخرين.
نعود إلى عملية خانيونس الأخيرة التي أربكت حسابات الكيان المحتل بشكل كبير جدا، بل إنها أحدثت انقسامات كبرى وأزمة سياسية في هذا الكيان، وأعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة مدعومة بغطاء جماهيري عربي وإسلامي أكبر، هذه العملية التي أرادها العدو قياسا لجاهزية المقاومة في غزة ووضع لها حسابات خاصة، لكن حسابات المعتدي دائما ما تأتي بالخسران، فهناك في غزة رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وضعوا نصب أعينهم الوطن متمسكين بقضيتهم ووحدة هدفهم، موقنين بأن مقاومتهم هي الحل، مؤمنين بأن الله لن يخيب ظن عباده، فهي قضية وطن يكتب عنوانها بالدم. اليوم يقف كيان الاحتلال في نقطة مفصلية وفي حالة مرتبكة أيضا نظرا لقلة خياراته المتاحة، فما كان يعتمد عليه من نظرية التفوق العسكري ألغتها فصائل المقاومة، وهي في حالة تقدم وخرجت في كل المواجهات الأخيرة بأقوى مما كانت عليه، فما هو الحل أمام هذا الموقف المتصاعد؟!
القيادة الإسرائيلية الآن بين أمرين أحلاهما مر، وبناء على عقلية هذا الكيان المحتل فلا بد من وضع حد لهذا المقاومة التي أذاقتهم الذل، وعليه لا بد من اعتماد لغة القوة المتعجرفة في تنفيذ مخطط شامل لاجتياح قطاع غزة من جديد، مع العلم أن هناك سوابق لهذه الحكومة اعتمدت فيها هذا الخيار، هذا الخيار الخطير الذي سوف يسبقه عمليات أمنية خاصة، إلا أن التفكير باجتياح القطاع لن يبعد عن ذهنية الصهاينة حجم الخسائر الباهظة التي سوف يدفعها العدو بين صفوف قواته، وبالمقابل فإن على فصائل المقاومة الانتباه والحذر والاستعداد التام لأي محاولة إسرائيلية قادمة لاستعادة زمام المبادرة والاستمرار في تطوير قدرات الردع والارتباط الوثيق مع باقي محور المقاومة العربية والإسلامية لتبقى هذه الطائفة ظاهرة على عدوها لا يضرها من خذلها حتى يأتي أمر الله، وعاشت فلسطين من النهر إلى البحر.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 54 / 2331023

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 21

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28