] تل أبيب: الجيش كَذَبَ في تدمير حافلة الجنود والمُقاومة كشفته والاحتلال يُحقٍّق في الإخفاقات وعجز (القبّة الحديديّة) واكتشاف الوحدة التي تسللّت للقطاع وقتل ضابطٍ كبيرٍ - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الجمعة 16 تشرين الثاني (نوفمبر) 2018

تل أبيب: الجيش كَذَبَ في تدمير حافلة الجنود والمُقاومة كشفته والاحتلال يُحقٍّق في الإخفاقات وعجز (القبّة الحديديّة) واكتشاف الوحدة التي تسللّت للقطاع وقتل ضابطٍ كبيرٍ

الجمعة 16 تشرين الثاني (نوفمبر) 2018

- زهير أندراوس:

نقلت صحيفة (هآرتس) العبريّة، عن مصادر عسكريّةٍ وأمنيّةٍ وصفتها بأنّها واسعة الاطلاع، نقلت عنها قولها إنّ جيش الاحتلال الإسرائيليّ، انتهج الكذب ومحاولة التهرّب من المسؤولية عن تدمير حافلة الجنود بصاروخ “كورنيت” من قطاع غزّة. وذكرت الصحيفة، نقلاً عن المصادر عينها، أنّ الجيش أعلن فور الحادث أنّه لا توجد علاقة بين الجنود والحافلة، وأنّ هذه كانت حافلةً مدنيّةً وصلت إلى نقطة رصد شمال قطاع غزة. وقالت: بعد نشر حركة حماس شريط الفيديو الذي يُوثّق تدمير الحافلة، غيَّر الجيش روايته، وتبينّ أن عشرات الجنود كان يُمكِن أنْ يُقتلوا أوْ يُصابوا في العملية، كما أكّدت المصادر.
إلى ذلك، باشرت القيادة العسكريّة في إسرائيل، سلسلة تحقيقات حول إخفاقاتها خلال المعارك الأخيرة، التي بدأت بوقوع قوة الكوماندوز في كمينٍ داخل قطاع غزّة، ثم تعرض حافلة جنود لضربةٍ صاروخيّةٍ مُباشرةٍ، قيل إنّها كادت تُجهِز على عشرات الجنود، لولا أنّ مقاتلي حماس امتنعوا عن ذلك، وحتى فشل منظومة “القبة الحديدية” في صدّ جميع صواريخ حماس، ما أدى إلى انفجار عددٍ منها في مناطق مأهولة.
وبحسب صحيفة (يديعوت أحرونوت) سيُحقِق الجيش في سؤالٍ أساسيٍّ هو: كيف علقت هذه القوة في كمين مقاتلي حماس؟ فمثل هذه العمليات تجري بكثرة في القطاع، إذ تتسلل قوات الكوماندوز الإسرائيلية إلى مواقع معينة وبعمق أكبر، ولا يتم اكتشافها. فما الذي جرى هذه المرّة؟ وهل تصرّفت القوة عند اكتشافها كما يجب؟ وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا قُتل ضابط كبير برتبة مقدم؟ وهل نجحت الطائرات الإسرائيلية فعلاً في تدمير أجهزة التجسس والأسلحة التي حملتها القوة إلى خان يونس؟
وتابعت الصحيفة أنّه من المعروف أنّ هذه العملية انتهت بمقتل سبعة فلسطينيين من مقاتلي حماس، بينهم ضابط ميداني بارز، وكان يُفترَض عودة الطرفان إلى التهدئة، فلماذا أقدمت حماس على توجيه صاروخٍ مُضادٍ للدبابات نحو حافلة ركاب للجنود؟ ما الذي جعل الحافلة تقترب من الحدود مع القطاع؟ وهل صحيح أنّه كان بإمكان حماس أنْ تُفجّر الحافلة عندما كان الجنود بداخلها، لكنّها انتظرت إلى أنْ غادرها جميع ركابها، وبعدها فقط أطلقت الصاروخ؟ وهل كان سبب امتناع حماس عن إطلاق الصاروخ هو حساباتها الإستراتيجيّة، أيْ الخشية من ردّ فعلٍ إسرائيليٍّ شديدٍ، ما يعني أنّ قوّة الردع الإسرائيليّة كانت فاعلةً وقويّةً، أمْ أنّ حماس هي التي أخفقت، وأنّ قوّة الردع الإسرائيليّة باتت ضحلةً؟
وبالإضافة إلى هذين الموضوعين، تابعت الصحيفة، تُحقِق قيادة الجيش الإسرائيليّ أيضًا، في إخفاقات القبة الحديدية، فهذه منظومة دفاعيّة يُفترَض أنّها تُطلِق الصواريخ باتجاه الصواريخ التي يتّم قذفها على إسرائيل، فإذا كان الصاروخ متجهًا نحو منطقةٍ مأهولةٍ أوْ مرفقٍ إستراتيجيٍّ، يتّم إطلاق صاروخ نحوه لتدميره، وإذا كان الصاروخ متجهًا لمنطقةٍ مفتوحةٍ أوْ بريّةٍ، يتّم إهماله، وكما هو معروف، فإنّ تكلفة كلّ صاروخٍ اعتراضيٍّ كهذا، تقدر بنحو 100 ألف دولار، ما يعني أنّ هناك أيضًا حسابات اقتصاديّة في الموضوع، قالت المصادر في تل أبيب للصحيفة العبريّة.
وتابعت أنّه يتحتّم أنْ يأخذ التحقيق المُفترِض، في الاعتبار، أنّ حماس والجهاد وغيرهما من التنظيمات الفلسطينيّة، أطلقت 460 صاروخًا باتجاه إسرائيل خلال بضع ساعات، واعترضت منظومة “القبّة الحديديّة” 120 صاروخًا، ما يعتقد أنّها كانت ستنفجر في مناطق مأهولةٍ، ودمرتها وهي في الجوّ، وهناك 310 صواريخ فلسطينيّة سقطت في قطاع غزّة نفسه، أوْ في مناطق مفتوحةٍ في إسرائيل، وبقي هناك 30 صاروخًا، سقطت في مناطق مأهولةٍ في إسرائيل ولم تنجح (القبّة الحديديّة) في اعتراضها، وقد أصابت مبانٍ سكنيّةٍ وزراعيّةٍ وشوارع، وتسببت بمصرع شخص واحد في مدينة أشكلون، تبينّ لاحقًا أنّه فلسطينيّ من منطقة الخليل، وبإصابة عشرات المواطنين اليهود بجراح.
ويتضّح، أوضحت المصادر في تل أبيب، أنّ الفلسطينيين أطلقوا الصواريخ برشقاتٍ ثقيلةٍ، تتألّف من عشرات الصواريخ في آنٍ واحدٍ، ووصل بعضها إلى أكثر من 50 صاروخًا، أطلقت على مساحةٍ صغيرةٍ نسبيًا، وخلال فترةٍ زمنيّةٍ قصيرةٍ لم تتجاوز 10 دقائق، مثلما حصل في الرشقة الصاروخيّة الأولى بعد ظهر يوم الاثنين، في بلدات “غلاف غزة”، وخلال ساعات الليل في عسقلان.
واختتمت المصادر قائلةَ إنّ الجيش الإسرائيليّ سيُحقٍّق فيما إذا كانت هذه الطريقة هي التي جعلت عشرات الصواريخ تفلت من (القبّة الحديديّة)، بهذه البساطة، وهل كان تصرف حماس مخططًا فعلاً لاستنفاد مخزون الصواريخ الاعتراضيّة في لحظة ما؟ علمًا بأنّ سلاح الجو الإسرائيليّ يدّعي أنّه كان قد استعدّ لحالةٍ كهذه، ويُفترَض ألّا يفاجأ، طبقًا لأقوال المصادر في تل أبيب.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 53 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ميديا  متابعة نشاط الموقع صحافة دولية   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

36 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 34

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28