] كيف تحصلون على دولة فلسطينية؟ - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأحد 7 نيسان (أبريل) 2024

كيف تحصلون على دولة فلسطينية؟

الأحد 7 نيسان (أبريل) 2024 par منير شفيق

إنّ أول طرح لإقامة دولة فلسطينية في الضفة وقطاع غزة عام 1968، طالب به كل من حمدي التاجي ومحمد أبو شلباية وعزيز شحادة. وقد اعتُبِر مشبوهاً، من قِبَل «فتح» ومنظمة التحرير الفلسطينية، ثم تلاه برنامج النقاط العشر عامي 1973 و1974، ثم إعلان الجزائر عام 1988، بإعلان دولة فلسطينية على أساس القرار 242 لعام 1967. ثم عقد اتفاق أوسلو عام 1993، على أمل إقامة دولة فلسطينية على حدود حزيران/يونيو 1967.وكان هنالك دائماً من عارض، بمبدئية، وقراءة سياسية، جعل هذه الأولوية هدفاً مرحلياً للمقاومة الفلسطينية، وللنضال الفلسطيني، أياً كانت خلفية طارحيها وتوجّهاتهم. وكان يفترض أن يُطوى هذا الهدف، وما جرى في مسار التسوية، والمفاوضات، واتفاق أوسلو، وما بعد اتفاق أوسلو. فقد أثبتت التجربة أن من المحال إقامة دولة، من خلال مسار فيه أميركا والغرب والكيان الصهيوني. لأن قادة أميركا والغرب تواطؤوا دائماً على عدم إقامة دولة، بالرغم من تبنيهم «حل الدولتين».
وهذا ما سيتكرر اليوم، مع الذين يريدون دولة من خلال عملية سياسية تمر بأميركا والغرب، وحتى بروسيا والصين والهند، وهيئة الأمم.
ولكنّ جربة «طوفان الأقصى»، وما سبقها من مقاومة وحروب، أكدت على صحة استراتيجية المقاومة، مقابل فشل التسوية السياسية، في تحقيق هدف إقامة دولة فلسطينية في الضفة والقطاع، حتى ضمن الشروط الأميركية، وتجريد الدولة من السلاح، والقرار السيادي المستقل، ومع التنازل عن حق العودة، وعن 80% من فلسطين.
فبدلاً من تكريس استراتيجية المقاومة المسلحة، عادت تبرز أصوات، تدعو لإقامة الدولة ضمن عمل سياسي جديد، أي تجريب المجرّب، واستحالة إقامة دولة، بطرق التوافق والتفاوض والتسوية السياسية، إذ سيكون لأميركا وأوروبا دورهما فيها.
ولكن، بالرغم من أن ثمة معارضة حاسمة أصلاً، لهذا الهدف، كهدف للمقاومة قبل عملية «طوفان الأقصى»، وبعدها، إلا أن من الممكن لفت انتباه الذين يسعون للدولة، أن ينضموا إلى استراتيجية المقاومة، بهدف دحر الاحتلال، بلا قيد أو شرط، من الضفة الغربية. أي تحرير الأرض أولاً، واستبعاد شعار إقامة دولة فلسطينية. وذلك بفرض انسحاب الاحتلال، بلا قيد أو شرط من الضفة. فدحر الاحتلال حق لا يحتمل النقاش ولا المساومة. وهو سهل المنال، ولا يعتمد على مساومة، أو توافق، أو مسار تسوية، حيث لا كلمة عليا فيه بالضرورة للكيان الصهيوني، وأميركا والغرب، عكس شعار الدولة. فتحرير الأرض من الاحتلال، كما حدث في قطاع غزة 2005، أمر لا يخضع لمساومة أو مفاوضات، ويؤخذ غلاباً.
عندما تصبح أراضي 1967 محرّرة، وبين أيدينا، نقيم عليها ما نشاء من سلطة لمواصلة التحرير، أو إقامة دويلة، في حالة تغلب رأي الذين يتعبون في منتصف الطريق. وهذا هو الإمكان الوحيد لمن يريد إقامة دولة. علماً أن هذا الاختيار سيكون عائقاً لمواصلة استراتيجية المقاومة لتحرير كل فلسطين. فطرحه خطأ من أساسه. ففي فلسطين لا مجال لحلّ الدولتين.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 70 / 2342227

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المراقب العام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

30 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 26

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28