اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي للمرة الثانية منذ بدء عدوانها على غزة، مجمع الشفاء الطبي في حي الرمال غربي غزة، والمناطق المحيطة به، مخلفة عددا كبيرا من الشهداء والجرحى.
ووفق المركز «الفلسطيني للإعلام»، فقد بدأت قوات الاحتلال بقصف عنيف ثم توغلت من ثلاثة محاور لحصار المستشفى من جميع الجهات، ما أسفر عن اندلاع حريق في مبنى الجراحات التخصصية، وأدى إلى حالات اختناق بين المرضى والنازحين في المستشفى، الذين يقدر عددهم بنحو 25-30 ألف نازح، خاصة النساء والأطفال.
واقتحمت القوات المهاجمة المبنى نفسه لاحقا إضافة إلى مبنى الاستقبال والطوارئ، وأطلقت النار بشكل كثيف في داخلهما ما أسفر عن سقوط عدد من شهداء جدد وجرحى، حسب مصادر داخل المستشفى.
ومنتصف ليلة الإثنين، شعر السكان بقصف عنيف بلغ نحو 40 غارة، شنته مسيرات إسرائيلية على المجمع والمناطق المحيطة به من كافة الجهات، ما أدى لاستشهاد وإصابة العديد من المواطنين في المستشفى ومحيطه.
اغتيال مدير عمليات الشرطة الفلسطينية
ووفق إفادات مصادر طبية ومحلية نقلتها وكالة «الأناضول»، فإن هناك العديد من جثامين الشهداء ملقاة في باحات المستشفى والطرقات المؤدية إليه.
وحسب الشهود، فإن الجيش الإسرائيلي قام بتعطيل الاتصالات بشكل شبه كلي في المجمع والمناطق المحيطة به، ولا يسمح للطواقم الطبية بإسعاف المصابين وإنقاذ حياتهم وسط كثافة نيران في باحات المستشفى وداخل المباني التي اقتحمها الجنود. كما اعتقل أكثر من 90 فلسطينياً من النازحين داخل المستشفى واقتادهم إلى جهات مجهولة، كما ذكر شهود للأناضول.
كذلك أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها البالغ بعد اقتحام المجمع، محذّرة من أن المعارك «تعرّض العاملين في مجال الصحة والمرضى والمدنيين إلى الخطر». وفي المناطق المحيطة بالمجمع،
اعتقال مراسل «الجزيرة» 12 ساعة
اقتحمت القوات الإسرائيلية المدرسة الأمريكية التي تؤوي نحو 20 عائلة نازحة، وحاصرت مدرستي الكرمل والمتميزون وتضمان أيضا الآلاف من النازحين.
ووفق الشهود، فإن جنود الجيش الإسرائيلي اعتقلوا عددا غير معلوم من الشباب من نازحي المدرسة الأمريكية وطلبوا من النساء التوجه إلى مدينة دير البلح (وسط القطاع) عبر شارع الرشيد المحاذي لشاطئ البحر.
كما استشهد عدد من الفلسطينيين، وأصيب آخرون، جراء قصف طائرات حربية مسجدا ومنزلا في محيط المجمع. وأدعى جيش الاحتلال أنه نفذ عملية وصفها بأنها «محددة» في المجمع، وزعم أنه «تمكن من القضاء على عشرين مقاتلاً».
بوريل: الحرب حوّلت غزة إلى «مقبرة مفتوحة»
واعترف بمقتل رقيب في صفوفه خلال الاقتحام، كما أعلن عن إصابة 3 عسكريين آخرين أثناء المعارك في قطاع غزة في الساعات الـ24 الماضية.
في حين أعلنت كتائب «القسام» الذراع العسكرية لحركة «حماس»، أنها تخوض اشتباكات ضارية مع قوات إسرائيلية متوغلة بالقرب من المجمع، وتستهدف عددا من الآليات الصهيونية، موقعة قتلى وجرحى في صفوفهم.
وخلال عدوانها على مجمع الشفاء، اغتالت قوات الاحتلال العميد فايق المبحوح مدير عمليات الشرطة الفلسطينية، والذي يشغل عملية التنسيق مع العشائر والأونروا لإدخال وتأمين المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة.
تحذير أممي من مجاعة وشيكة
كما اعتقل الاحتلال مراسل «الجزيرة» إسماعيل الغول بعد الاعتداء عليه بالضرب المبرح داخل المجمع الشفاء، ثم أطلق سراحه بعد 12 ساعة.
ويأتي اقتحام المجمع وسط استمرار المجاعة في القطاع، حيث يعاني نصف السكان من جوع «كارثي»، بينما يُتوقع أن تضرب المجاعة الشمال «في أي وقت» بين الآن وأيار/مايو في غياب أي تدخل عاجل للحؤول دون ذلك، وفق ما جاء في تقييم أمن غذائي مدعوم من الأمم المتحدة، أمس الإثنين.
وأكد مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أمس الإثنين، أن الحرب على غزة حوّلت الأخيرة إلى «مقبرة مفتوحة».
وقال: «كانت غزة قبل الحرب سجنا مفتوحا، وباتت اليوم أكبر مقبرة مفتوحة».
إسرائيل تمنع مفوض الأونروا من دخول القطاع
وكرّر اتهام إسرائيل باستخدام المجاعة سلاح حرب عبر عدم السماح لشاحنات المساعدات بدخول القطاع. في المقابل، دعا وزير خارجية الاحتلال، يسرائيل كاتس، بوريل، إلى التوقف عن انتقاد تل أبيب. إلى ذلك، منعت السلطات الاسرائيلية دخول المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) فيليب لازاريني إلى القطاع، وفق ما أعلن هذا الأخير.
