] السكر ما زال مختفيا… ومليارات رأس الحكمة لم تخفض أسعار السلع… والبديل رحيل الحكومة - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الاثنين 11 آذار (مارس) 2024

السكر ما زال مختفيا… ومليارات رأس الحكمة لم تخفض أسعار السلع… والبديل رحيل الحكومة

الاثنين 11 آذار (مارس) 2024

- حسام عبد البصير

القاهرة ـ «القدس العربي»: قبل ساعات من الشهر الفضيل كان لدى كثير من المصريين ما يدفعهم لمزيد من الشعور العام بالسخط، فإلى جانب الغلاء الذي لم يترك سلعة إلا وجعلها عزيزة المنال على الأغلبية، بينما لم تنجح مليارات مشروع رأس الحكمة، التي يتوالى وصولها تباعا، في لجم الغلاء، أثار قرار وزارة الصحة صرفا دوائيا واحد مجانا، العديد من ردود الفعل، وأكد مهتمون بالشأن الصحي أن القرار سيزيد الأعباء على الفئات غير القادرة في ظل ظروف اقتصادية بالغة الصعوبة طالت آثارها الجميع.
البداية كانت عقب اصدار الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان، قرارا وزاريا باقتصار صرف العلاج للمترددين على العيادات الخارجية الصباحية بالمنشآت التابعة لوحدات الإدارة المحلية على صنف واحد مجانا من قائمة الأدوية الأساسية لعلاج الحالة. ونص القرار الذي حمل رقم 93 لسنة 2024، على: “يقتصر صرف العلاج للمترددين على العيادات الخارجية الصباحية بالمنشآت الصحية التابعة لوحدات الإدارة المحلية على صنف واحد مجاني من قائمة الأدوية الأساسية لعلاج الحالة، على أن تتولى الإدارة المختصة بالشؤون الصيدلية في وزارة الصحة إصدار قائمة بتلك الأدوية، يتم تحديثها بصفة دورية بما يراعي المستجدات ومعدلات الإتاحة للأصناف”. وحسب اللائحة الأساسية للمنشآت الصحية التابعة لوحدات الإدارة المحلية، فإن جميع المستشفيات ومراكز الخدمات العلاجية التابعة لمديرية الشؤون الصحية في المحافظات، تخضع لأحكام النصوص الواردة بتلك اللائحة. ووصف الدكتور إيهاب الطاهر عضو مجلس نقابة الأطباء السابق لـ”درب”، القرار بأنه “خاطئ في وقت عصيب”. وقال الطاهر: هذا القرار للأسف سيتسبب في إضافة معاناة جديدة على كاهل المواطن غير القادر، الذي يعالج بالمنشآت الصحية العامة، لأنه سيضطر لشراء باقي الأدوية على نفقته، في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعاني منها الجميع، بالإضافة لما قد يسببه هذا القرار من مشاحنات عديدة في المنشآت الصحية. ودعا الطاهر وزير الصحة لإلغاء هذا القرار رأفة بالمواطن غير القادر. واستمرارا لتقديم مساعدات للفلسطينيين اشتكى كثير من ضعف تأثيرها. وقد نفذت عناصر من القوات الجوية المصرية بالتعاون مع المملكة الأردنية الهاشمية وعدد من الدول الصديقة والشقيقة عددا من الطلعات ضمن التحالف الدولي لتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة من خلال الإسقاط الجوي على المناطق المتضررة في شمال قطاع غزة..
على الصعيد الاقتصادي: أعلن حزب التحالف الشعبى الاشتراكي رفضه الحازم لقرارات البنك المركزي الأخيرة التي تضمن تعويم الجنيه، مشددا على أنها ستؤدى لمزيد من العجز المالي وتفاقم مشكلة الديون. كما تؤدي لتهديد النشاط الاقتصادي وإفلاس أعداد كبيرة من المشروعات، بالإضافة إلى ارتفاعات كبيرة للغاية في أسعار السلع.. ومن أخبار المحاكم: قررت الدائرة الثالثة إرهاب، في محكمة الجنايات المنعقدة في مجمع محاكم بدر، يوم السبت 9 مارس/آذار، تأجيل جلسة محاكمة 111 متهما بخلية حسم لجلسة 28 أبريل/نيسان لضم الأحراز. بينما أصدراللواء محمود توفيق وزير الداخلية قرارا بإبعاد سيدتين تحملان الجنسية السورية خارج الأراضي المصرية، لأسباب تتعلق بالصالح العام.
شرارة العالم

متى يتغير النظام العالمي؟ أجاب رفعت رشاد في “الوطن”: يتغير النظام العالمي عندما تفقد القوة أو القوى العظمى المهيمنة قدرتها على مجريات الأمور العالمية أو إلزام الدول بطاعتها. إذا فقدت القوة العظمى سيطرتها على مقاليد الأمور فإن النظام العالمي يتخلخل ويتبع ذلك صعود قوى أخرى منافسة تتطلع إلى فرض وجودها. هذا ما يحدث الآن، أمريكا تفقد هيمنتها التي كانت على العالم الذي يشهد صعود عمالقة جدد ودول ترى في نفسها القوة ولا تقبل بوضعها في ترتيب النظام العالمي. وإذا كانت الصين صاعدة بقوة اقتصاديا، فإن روسيا لم تفقد مكانتها كثانية العالم في القوة العسكرية، بل تتفوق على أمريكا في حجم السلاح النووي من حيث الكميات، بالإضافة إلى ذلك تتجمع قوى أخرى باتفاق، أو دون اتفاق لتشكل كتلا اقتصادية واستراتيجية ضد الهيمنة الأمريكية وعلى سبيل المثال نجد أن دول أمريكا اللاتينية لا تغرد في سرب أمريكا، ولا تسير ضمن القطيع الغربي والبرازيل مثالا، وصار لدولة مثل الهند طموحها الكبير على خريطة العالم، وصار ترتيب اقتصادها يسبق بريطانيا ويأتي خامس العالم. منذ فترة اتجهت أمريكا إلى التركيز على منطقة شرق آسيا، التي توجد فيها الصين معلنة أنها ستخفف وجودها في الشرق الأوسط، وربما تكون رتبت لوجود خليفة أو خلفاء أو وكلاء لها في المنطقة، وكانت مسألة تايوان تشغلها، ليس من أجل تايوان ذاتها، وإنما لعرقلة الصعود الصيني المتسارع اقتصاديا وتكنولوجيا، وبينما هي في طريقها لتنفيذ خططها، نشبت الحرب الروسية الأوكرانية لتعطل مسيرتها إلى الشرق.

ما آلت إليه

استمرت حرب أوكرانيا أكثر من عامين وهي فترة طويلة من وجهة نظر رفعت رشاد، لكنها كانت حربا كاشفة، فقد فرضت روسيا وجهة نظرها على أمريكا وأوروبا وحلف الأطلنطي، ولم يجرؤ أي منها على التصدي المباشر لروسيا، وفي النطاق الشرقي خفتت سرعة الأساطيل الأمريكية المتجهة إلى بحر الصين وشق آسيا، بعد حرب غزة التي أعادت جزءا من القوات الأمريكية للشرق الأوسط، واستكملت ضربات الحوثيين في جنوب البحر الأحمر اضطرار أمريكا للبقاء في المنطقة ولو إلى حين، وتأجيل نقل تركيزها الاستراتيجي على شرق آسيا. فلم يكن من المتوقع أو من المعتاد أن تستمر حرب غزة طوال هذه المدة التي فاقت حروبا نظامية وفدائية عديدة. ولم يكن هذا صدفة أيضا، فقد صمدت المقاومة الفلسطينية وتعرض الشعب الفلسطيني لأقسى حرب وأقصى تدمير، لكنها في النهاية ستكون نصرا للفلسطينيين وهزيمة للصهيونية المحتلة وللغرب المتغطرس المتجبر على الشعوب النامية، وعلامة على ما آلت إليه أحوال القطب الأعظم الأوحد أمام العالم أخلاقيا وإنسانيا وعسكريا. رغم الحرب في أوكرانيا، لم تتردد أمريكا في الاتجاه ناحية الشرق، حيث الصين وتايوان، إلا أن حرب غزة اضطرتها للعودة مرة أخرى لمساندة محبوبتها الأولى إسرائيل، وبالتالي صارت منجذبة من أوكرانيا ومن إسرائيل لتؤجل خططها في شرق آسيا.هذا يعني أن أمريكا فقدت الكثير من قواها التي استنزفتها في العديد من الحروب الإقليمية، بغرض تكريس هيمنتها على الجغرافيات المختلفة في آسيا وافريقيا وأوروبا أيضا في التسعينيات وهذا الفقد وطبيعة التحولات الاستراتيجية والجيواستراتيجية ترتب عليه أن تبرز قوى أخرى تتطلع إلى احتلال مكانتها المناسبة على قمة العالم. ربما تكون إرهاصات الحرب الثالثة العظمى بدأت منذ سنوات من خلال الحروب بالوكالة، أو الحروب الهجين، لكن تنصيب قوى عظمى جديدة، وتغيير النظام العالمي أو تعديله سيكون حتما بأسلحة ساخنة. إن الحروب لا تشتعل بأعواد الكبريت، والأزمات لا تحتدم بالنوايا، إنما يتغير تاريخ العالم ويتشكل النظام العالمي بحتميات وإرادات جبارة تتغير من خلالها الجغرافيا ويتحلحل التاريخ كاتبا فصولا جديدة تناسب كل عصر.

«سي دي مرتضى»

يبدو أن الحكومة على حد رأي بهاء الدين حسن في “المشهد”، أرادت (على طريقة مرتضى منصور) أن تمسك “سي دي” على كل مواطن، فقامت (من خلال منافـذ بيـع السلع الغذائية المدعومــة) بكشف مـدى تكالب وتهافت المواطنين، للحصـول على زجاجـة زيت أو كيلـو سكـر، وكأن الحكومة تريد أن تفضح الشعب، وفي الواقع أن الحكومة لا تفضح إلا نفسها نتيجة فشلها الذريع في التصدي للأزمات المتفاقة وغياب السلع الاستراتيجية، خاصة الغذائية منها بأسعار في متناول الأغلبية الكادحة، ولـــو أن الحكومـة وفرت احتيـاجـات المواطن الغذائيــة، ما حــدث هــذا التكـالب والتهافت، وفوق كل هذا، لو أنها الحكومة وفرت الأمان، لما كان من المواطن إلا أن يمر أمام منفذ التوزيـع، ويطمأن لتوافـر السلع الغذائية في أي وقت يحتاجها وهو يقول (على طريقة محمد هنيدي): ما هــو البحر متلقح على الكورنيش، ها يروح فين، فمتى يصل المواطن إلى مرحلــة “ما هي السلع متلقحة على الرفوف عند البقـال، ها تروح فين؟”. وكي يصـل المواطن إلى حالة الاطمئنان، يجب على الحكومــة أن تشبّع المواطن وأن تملأ السـوق بالسلع التموينيـة، وأن تسمع لصوصوة عصافير بطن المواطن ولسمير صبرى وهــو يهمس “سكر سكر” من ناحيــة، ومن ناحيـة أخــرى لمي عزالدين واللمبي، وتجيـب على سؤالهما ” السكر غِلي، ها نحلي بإيه؟”.

«بيع يا صبري»

يتساءل بهاء الدين حسن بعد أن تكررت أمام ناظريه المشاهد المؤسفة لمواطنين ضاقت بهم السبل، وهم يهيمون على وجوههم بحثا عما يسد الرمق متسائلا في أسى: ماذا تنتظـر الحكومة بعــد نداء سمير صبري، رحمـه الله، الذي أطلقـــه في صـــورة أغنيـة، وماذا تنتظر بعد أن خاطبهــا محمد سعد (اللمبي) ومي عزالدين غنائيا، أظن أنه لا توجد حنية أكثر من هذه الحنية؟ إن أبسط رد يجب أن تـرد به الحكومــة على الشعب، بعيـــدا عن أصبـــروا واستحملوا وانتوا نـور عنينا ونـور الشريف، أن تطمئِن الشعب بوجود السلع على الرفوف، وأن تراقب البقّال الكذاب، الذي عندما سألــه المـواطن “عندك سكر؟ “أجاب “لا”، وهـو عنــده جــوّه فهـذا هــو من يستحق أن تمسك عليه الحكومة “سي دي”، ما لم تكن الحكومـة تهــدف من وراء تعطيش الســوق، تعطيش الشعـب، حتى يحـدث التكالب والتهافت على السلـع، ويمسك النظـام “سي دى” على الشعـب ليقول للعالــم: شعبي جائع ويقــول للشعب “أجيب لكـم منين”، فمـا يكــون منــه إلا أن يعلن “عشان أأكلكم ما قداميش غير إنى أبيع رأس الحِكمة ورأس البر ورأس التين ورأس غارب، فما يكون من الشعب إلا أن يقـول (على طريقة الفنان الراحـل جميل راتب في مسلسل رحلة المليون مع محمد صبحى): بيع يا صبري.

مأساتهم لا تعنينا

تروس الدبلوماسية الأمريكية تطحن الوعود؛ وسكان غزة يموتون الآن. والمجاعة تقتل الأطفال في الشمال. وحذرت الأمم المتحدة حسب الدكتور مصطفى محمود في “الوفد”، من أن أكثر من ربع سكان الإقليم أصبحوا على بعد خطوة واحدة من المجاعة. وفي هذا السياق، عمليات الإنزال الجوي الأمريكية التي بدأت منذ عدة أيام تقدم حلولا تافهة، لدرجة أنها تكاد تكون مهينة. وعادة ما تكون الملاذ الأخير للتسليم في بيئات معادية؛ وهذه المرة، يتمثل العائق أمام المساعدات في وجود حليف للولايات المتحدة يعتمد هو نفسه على المساعدات الأمريكية. ويبدو أن توجه واشنطن نحو خطاب أقوى منفصل تماما عن الحقائق على الأرض، حيث قتل أكثر من 30 ألف شخص، وفقا للسلطات الصحية في غزة. وقد ترك الحديث الصعب المتأخر لنائبة الرئيس كامالا هاريس، الذي حثت فيه على وقف فوري لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع وإطلاق سراح الرهائن وفتح المعابر وزيادة تدفق المساعدات قائلة: «لا أعذار». وغرد جو بايدن قائلا إنه «لن يتوانى» في الضغط من أجل التوصل إلى مثل هذه الصفقة والمساعدات – ولكن على عكس السيدة هاريس، لم يذكر إسرائيل بالاسم. وكما اعترفت الولايات المتحدة، فإن عمليات الإنزال ليست بديلا عن نقاط الدخول الجديدة والقوافل الكبيرة. إن المنح التي تم تسليمها ضئيلة. إنهم يخدمون الأقوياء، وليس الأكثر احتياجا؛ يمكنهم تعريض أولئك الذين من المفترض أن ينقذوهم، للخطر. وكلما طال أمد الهجوم الإسرائيلي، تدهور الوضع الأمني وتزايد اليأس. إن مقتل أكثر من 100 شخص عند نقطة توزيع المساعدات الأسبوع الماضي، عندما تجمعت حشود مسعورة حول الشاحنات وفتحت القوات الإسرائيلية النار، يتطلب إجراء تحقيق كامل ومستقل.

لا تسد الرمق

يرى الدكتور مصطفى محمود، أن فتح المزيد من طرق المساعدات أمر ضروري، خاصة بالنسبة للشمال، وهناك حاجة إلى تدفق المزيد من المساعدات. ولا تزال السلطات الإسرائيلية تعيد شاحنات بأكملها عندما تفشل قطعة واحدة في الحصول على موافقتها. ويجب على المانحين، بمن فيهم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، أن يستأنفوا أيضا مساعداتهم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، كما فعل الاتحاد الأوروبي جزئيا، بعد تعليقها بسبب مزاعم إسرائيل بأن بعض موظفيها تورطوا في الفظائع التي وقعت في 7 أكتوبر/تشرين الأول، التي اتهم محققو الأمم المتحدة بارتكابها. ينتظرون الأدلة. إن جهود الإغاثة واسعة النطاق في غزة مستحيلة من دون الوكالة. ومهما كان حجم المساعدات التي يتم تسليمها، فإن الاحتياجات سوف تتضاعف مع استمرار الصراع. ورغم أن الولايات المتحدة أشارت إلى أن إسرائيل تقترب من قبول اتفاق وقف إطلاق النار محدد المدة، فإن حماس لم تقدم بعد قائمة بأسماء الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم، واستمرار الحرب يشكل المفتاح لآمال بنيامين نتنياهو في البقاء. وليس سرا أن الولايات المتحدة تفضل التعامل مع حكومة يقودها بيني غانتس عضو مجلس الوزراء الحربي والمنافس السياسي لنتنياهو. ويتعين علينا أن نرى ما إذا كان موقف الإدارة الأمريكية المتغير قد يخلف أي تأثير أكبر في الداخل. تفصلنا ثمانية أشهر عن الانتخابات، وتبدو استطلاعات الرأي مثيرة للقلق بشكل متزايد بالنسبة لبايدن. بدأت عمليات الإنزال الجوي والتوبيخ بعد أيام من تصويت 100 ألف ديمقراطي في ميشغان غير ملتزمين بدعم الرئيس في الانتخابات التمهيدية بالولاية. ومن الصعب تصديق أنهم سيتمكنون من استعادة العديد من هؤلاء الناخبين في الوقت الذي يهدد فيه نتنياهو بشن هجوم واسع النطاق على رفح، العجيب أن الولايات المتحدة توفر الأسلحة المستخدمة لخلق الكارثة التي تدينها.

بسبب عجزنا

كل الهيئات والمنظمات الدولية المختصة أكدت أن أي جهد لإيصال المساعدات الإنسانية إلى الأشقاء الفلسطينيين في غزة برا أو بحرا، لا ينفي كما أخبرنا جلال عارف في “الأخبار” حقيقة أن الشحن البري يظل هو الأساس، والضغط الحقيقي المطلوب دوليا اليوم وليس غدا، هو إرغام إسرائيل على احترام القوانين الدولية وإزالة العوائق التي تضعها أمام دخول الشاحنات المكدسة على الجانب المصري في رفح، ثم فتح المعابر التي تربطها مع غزة فورا.. لكن – للأسف الشديد – ما زالت الإرادة الدولية «مشلولة»، وما زالت قوى كبرى تريد الاستمرار في مد إسرائيل بالسلاح لقتل أطفال فلسطين، ثم تحاول تبرئة ذمتها بالحديث عن المساعدات الإنسانية لمشاريع الشهداء في غزة. وزارة الدفاع الأمريكية قالت إن استكمال تجهيز الرصيف المائي في غزة قد يحتاج إلى شهرين، وأكدت هي وإسرائيل أن الميناء سيكون خاضعا للقوات الإسرائيلية.. ما يعني أن الوضع هناك لن يختلف عن الوضع في رفح من حيث قدرة إسرائيل على التعطيل ووضع العقبات. وهو أيضا ما يشير إلى تقديرات بأن الحرب ستطول، وإلى مخاوف من إقدام إسرائيل على عملية عسكرية في رفح والعواقب المدمرة لمثل هذه العملية. بهذا كان وزير الخارجية سامح شكرى واضحا في محادثته الهاتفية مع الوزير الأمريكي بلينكن على تأكيد الموقف المصري الثابت بأن الوقف الشامل لإطلاق النار يظل الهدف الأسمى الذي تتركز عليه الجهود الدولية، وعلى حتمية تنفيذ قرار مجلس الأمن بشأن تنسيق ومراقبة دخول المساعدات والتغلب على العقبات التي تضعها إسرائيل في هذا الصدد، من خلال آلية دولية معتمدة. وكان لافتا أن يؤكد شكري على الوزير الأمريكي «التحذير» من مخاطر أي عملية عسكرية في مدينة رفح، ورفض مصر التام لمحاولات تهجير الشعب الفلسطيني خارج أراضيه. وهو تحذير كان لا بد منه في ظل ظروف يتزايد فيها الهوس الإسرائيلي بينما يظل الموقف الأمريكي – رغم تغيير الخطاب واللهجة – ملتزما باستمرار الحرب والاكتفاء بالهدنة «إذا تحققت» أو الاعتقاد بأن معادلة السلاح لإسرائيل والمساعدات الإنسانية للفلسطينيين ـ إذا وافقت إسرائيل ـ ستكون كافية لمواجهة الضغوط الخارجية والداخلية لإنهاء حرب الإبادة. التخبط الأمريكي لا بد أن يتوقف. هذه قضية شعب يريد حرية في وطنه لا أن يخير بين التهجير أو الموت جوعا أو بقنابل المحتل أو «الفيتو» الأمريكي.

مخيف جدا

هناك تفسير، قابل للمناقشة، للأسباب الغريبة للدعوة، التي بدأت منذ أيام قليلة وحظيت حسب أحمد عبد التواب في “الأهرام”، على رضا سريع من بعض الدول، إلى أن يكون تمرير المعونات إلى سكان غزة عبر ميناء أمام ساحل غزة، يُنشأ خصيصا لهذا الغرض خلال أسابيع قليلة، كما وعد الرئيس بايدن، في خطاب (حالة الاتحاد) الخميس الماضي. على أن تتحرك المعونات إلى الميناء الجديد من قبرص اليونانية، التي تصبح محطة لتلقي المعونات الذاهبة لغزة من مختلف الدول. يقول هذا التفسير، المتداوَل على السوشيال ميديا ويَصعُب تحديد صاحبه، أن القصد هو ألا تعود سفن المعونات خالية بعد أن تُفرِغ حمولاتها، وإنما أن تعود بالفلسطينيين الراغبين في الهجرة، خاصة أن مصر أكدت رفضها المطلق بكل السبل لأن تتعاون بأي شكل مع تهجير الفلسطينيين. تقوم هذه الخطة على رهان أن الفلسطينيين سيوافقون على الهجرة بسبب عجز العالم عن إنقاذهم، وعلى أنهم لم تعد لديهم طاقة على تحمل القصف برا وجوا وبحرا، وعلى مقتل وجرح أكثر من 100 ألف قابلين للزيادة، وعلى حصار التجويع، وتدمير المستشفيات والمدارس والزراعات والطرق، مع فقدانهم أي أمل في حياة آمنة بسبب سلاح الفيتو المشهر ضدهم طوال الوقت، الذي يُجهِض الإنجاز الضخم الذي تحقق لهم، لأول مرة في التاريخ، بهذه التظاهرات الهائلة المؤيدة لهم في أرجاء العالم، التي تُشارِك فيها جماهير عريضة مع أحزاب سياسية ومنظمات إنسانية. لاحِظ أنه لو كانت النية خالصة ومحصورة في المعونات، فهناك معبر رفح من مصر، وقد تجمعت بالفعل آلاف الشاحنات محملة بالمعونات، ولكنها ممنوعة من دخول غزة بسبب رفض إسرائيل، وكان الحل المباشر البسيط هو إلزام إسرائيل، ليس باتخاذ قرارات إنسانية استثنائية، وإنما بتطبيق القانون الدولي، حيث إنها، مثلها مثل كل دول العالم، مُلزَمة بتطبيقه. يبقى أن سكان غزة يبلغ عددهم نحو 2.4 مليون نسمة، أي حوالي ضعف سكان قبرص، بما يعني أن قبرص ستكون محطة لتوزيع الفلسطينيين إلى عدة دول، وهناك بعض الدول أعلنت بالفعل موافقتها على التعاون مع مخطط إسرائيل في التهجير. ويمكن أن يكون المقابل لتعاون قبرص اليونانية في مساعدتها في أزماتها المعقدة مع تركيا.

فرق تسد

هل فقد العرب البوصلة، وتاه كل منّا في متاهة التفتيت والانقسامات في ما بيننا لنطبق مبدأ العدو الأساسي الذي يكرره مرارا وتكرارا ولا نتعظ مما حل بنا بسببه إطلاقا، ألَا وهو «فَرِّق تَسُدْ»؟ دعونا وفق ما طالبتنا به سهير أحمد السكري في “المصري اليوم” نعد إلى الوقائع الثابتة دون تعليق لكي نتركها تتحدث عن نفسها: أولا خريطة برنارد لويس في مقابلة أجرتها وكالة الإعلام معه في 20- 5- 2005، قال الآتى بالنص: إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون لا يمكن تحضيرهم، وإذا تُركوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمر الحضارات وتقوض المجتمعات، ولذلك فإن الحل السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم، وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية، وفي حال قيام أمريكا بهذا الدور فإن عليها أن تستفيد من التجربتين البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة، لتجنب الأخطاء والمواقف السلبية التي اقترفتها الدولتان. من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية، ولا داعي لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود الأفعال عندهم، يجب أن يكون شعار أمريكا في ذلك «إما أن نضعهم تحت سيادتنا أو ندعهم ليدمروا حضارتنا»، ولا مانع عند إعادة احتلالهم أن تكون مهمتنا المعلنة هي تدريب شعوب المنطقة على الحياة الديمقراطية، وخلال هذا الاستعمار الجديد لا مانع أن تقوم أمريكا بالضغط على قياداتهم – دون مجاملة ولا لين ولا هوادة – ولذلك يجب تضييق الخناق على هذه الشعوب ومحاصرتها واستثمار التناقضات العرقية والعصبيات القبلية والطائفية فيها.

السودان يناشدنا

أصدر مجلس الأمن قرارا بوقف إطلاق النار في السودان طوال شهر رمضان المبارك، وافقت عليه 14 دولة وامتنعت روسيا عن التصويت، وأصبح السؤال من وجهة نظرعمرو الشوبكي في “المصري اليوم”: هل يمكن أن يتم وقف إطلاق النار في رمضان؟ وإذا تم هل سيستمر ويتحول إلى وقف إطلاق نار دائم ويفتح الباب أمام تسوية سياسية؟ من الوارد أن يسفر هذا القرار عن وقف إطلاق النار طوال شهر رمضان، ولكن للوصول إلى تسوية سياسية لا بد من مراجعة الأخطاء التي حدثت طوال الفترة السابقة وحولت المسار في السودان من بلد يسعى لانتقال ديمقراطي إلى حرب أهلية. والحقيقة أن المعضلة الأساسية ترجع إلى أنه منذ نجاح الثورة في إسقاط حكم البشير، والمجتمع الدولي حاضر في مسار البلد السياسي، وقام بتأسيس نموذج قائم على اقتسام السلطة بين أطراف متناقضة، سواء كانت قوى سياسية مدنية أو عسكرية، وأنتج مرحلة هشة قائمة على المواءمات التي تعمق الخلافات في الواقع وتخفيها في العلن حتى انفجرت في وجه الجميع بالمواجهات الدموية، بين الجيش والدعم السريع. وقد يرى البعض أن حالة السودان لم يكن فيها بديل إلا البحث في صيغة نظام تقاسم للسلطة كمخرج لانقسامات الواقع المعاش، فبلد مثل السودان كانت هناك قوى مختلفة صنعت الثورة فيه، واعتبر كثيرون أنها تمت بشراكة مدنية عسكرية، فأصبح الحل في مشروع انتقالي قائم على تقاسم السلطة بين هذه الأطراف.

مطلوب نموذج

الحقيقة التي انتهى عندها عمرو الشوبكي، أن هذا الكلام نظريا صحيح، ولكنه يشترط وجود سلطة قادرة على إدارة مؤسسات دولة قوية وراسخة، وللأسف فإن السلطة الانتقالية السابقة في السودان، ورثت مؤسسات دولة ضعيفة ومنقسمة وحزبية، ولذا فمن الطبيعي في حال وجود سيولة في السلطة وهشاشة وضعف يصل في بعض الأحيان للغياب في مؤسسات الدولة، أن يصبح الهدف الأول هو بناء السلطة ثم البحث في اقتسامها بين فرقاء الساحة السياسية. مطلوب البحث عن نموذج أو إطار جديد لا يعيد إنتاج نموذج تقاسم السلطة، إنما يجب أن يعطي ثقته لطرف أو مشروع سياسي يكون محل توافق بين معظم الأطراف، ويحول المجتمع الدولي دفة جهوده من التركيز على خلق سلطة ضعيفة مفتتة للسيطرة عليها، أو خوفا من إعادة إنتاج النظام القديم والديكتاتورية، إلى بناء سلطة واحدة توحد مؤسسات الدولة وتقويها وتؤسس لنظام رئاسي ديمقراطي في السودان، بعيدا عن النظام البرلماني الذي أثبت عدم فاعليته، وفتح الباب أمام الانقلابات السياسية. يجب أن لا تستمر الضغوط الدولية لصالح بناء نظام منقسم وضعيف، فلم ينجح نموذج «اقتسام السلطة» في السودان، وأنتج حربا بدلا من انتقال ديمقراطي، كما أنه فشل في أن يحدث أي توافق في الواقع وليس على الورق داخل ليبيا، وأن التوافق على بناء سلطة ومؤسسات الدولة – وليس تقاسمها – يجب أن يكون الهدف الأساسي لأي تسوية.
عاش الشيخ

انتابت الطمأنينة الدكتور محمود خليل، قبيل ساعات من بدء الشهر الفضيل وفق ما أوضح في “الوطن”: أسعدني خبر الانتهاء من ترميم “30 ساعة تلاوة نادرة” لكروان التلاوة مولانا الشيخ محمد رفعت.. فمثلي كمثل كل مسلم في مشارق الأرض ومغاربها يسعد قلبي سماع ولو آية واحدة من آيات القرآن الكريم، فما بالك لو كانت بصوت الشيخ رفعت، الرجل الذي خشع كيانه كاملا لآيات الذكر الحكيم، وعاش حياته بالقرآن. يبدأ خيط الإنجاز الكبير عند السيدة الفاضلة هناء حسين رفعت – حفيدة الشيخ- التي ظلت تسعى سنوات طويلة حتى تخرج هذه التلاوات إلى المستمع الكريم، إلى أن شاء الله أن يتمم فضله عليها وعلينا، ويتحقق المرجو. ويمر خيط الإنجاز بعد ذلك بيد كريمة، هي يد الدكتور أحمد العزبي، الذي بادر إلى تبني مشروع إخراج هذه التلاوات النادرة إلى النور، منذ أن دعوت – في إحدى مقالاتي في جريدة “الوطن”- الجهات المعنية إلى الالتفات إلى هذه الثروة النادرة، والعمل على ترميم اسطوانات الشيخ الجليل. وأعرب الدكتور العزبي يومها عن استعداده لعمل أي شيء من أجل إتمام الخطوة. وينتهي خيط الإنجاز عند الأستاذ عبد الفتاح الجبالي، رئيس مجلس إدارة مدينة الإنتاج الإعلامي، إذ تحمل مع المتخصصين بالمدينة مهمة ترميم هذه الثروة بشكل كامل، حتى أصبحت التسجيلات النادرة للشيخ محمد رفعت جاهزة، لتسعد بها قلوب المؤمنين في مصر والعالم الإسلامي. رحم الله الولي الصالح محمد رفعت.. ورمضان كريم.

لا أحد يعرفها

ونحن في خضم الاحتفالات باليوم العالمي للمرأة، أثار اهتمام داليا شمس في “الشروق” بمحض المصادفة مسيرة سيدة كانت من ضمن رائدات الصحافة في مصر، وهي بتسي نعوم كبابة (1869ــ1924) زوجة بشارة تقلا أحد مؤسسى جريدة “الأهرام”. سيدة بشعر أسود معقود إلى الخلف وعينين واسعتين وقوام ممتلئ قليلا، توجد صورتها في مكتب رئيس تحرير “الأهرام” اليومي ضمن مجموعة من الرجال تولوا قيادة الجريدة منذ تأسيسها. عرفت في الأوساط الصحافية بلقب «المرأة الحديدية»، إذ كان لها الفضل الأكبر في إدارة “الأهرام” بعد وفاة زوجها، في الفترة ما بين 1899 و1912حين تولت زمام الأمور وكان ابنها لم يتعد التاسعة من عمره، قررت نقل مقر الجريدة من الإسكندرية إلى شارع مظلوم وسط القاهرة، كما أصدرت نسخة بالفرنسية إلى جانب العربية وأطلقت عليها Pyramides أو الأهرامات. لم تنطبق عليها صورة المرأة الشرقية التقليدية على الإطلاق، بل دعت على صفحات “الأهرام” إلى تحرير الفتاة العربية وحقها في العلم والعمل وإلى التآخي المذهبي ونبذ الأحقاد والصراعات الطائفية. وكانت عضوا في لجنة الوفد المركزية للسيدات المصريات، واستقالت منها ضمن أخريات اعتراضا منهن على فكرة النقاش والتفاوض مع الإنكليز، قائلات: «نحن لا نريد ولا نقبل مفاوضة معهم بأي شكل كان، ولا نريد سوى الاستقلال دون قيد أو شرط». لم يكن موقفها مفاجئا إذ تمتع آل تقلا رسميا بالحماية الفرنسية، ولم يتورعوا عام 1884 عن نشر مقالة عنيفة تتهم فيها الحكومة المصرية بالولاء المطلق للإنكليز، وحين تولت بتسي الإدارة منفردة كان الصراع على أشده بين سياسة «الأهرام» (الفرنسية النزعة) و«المقطم» (البريطانية الهوى). وبشكل عام لا يمكن فهم دور الجالية السورية ـ اللبنانية خلال سيطرة الأجانب على مصر، كما أشار مسعود ضاهر في كتابه «هجرة الشوام» (عن دار الشروق)، إلا من خلال تبعيتها لهم وموقع أبنائها في إطار الوساطة بينهم وبين الشعب المصري وصولا إلى قبائل السودان.

طموح امرأة

هاجر الشوام إلى مصر، حسب داليا شمس بعد تعرضهم لأنواع مختلفة من الضغوط الاقتصادية والسياسية وغيرها في ظل الحكم العثماني وجموده الفكري، ومثلت القاهرة بالنسبة إليهم متنفسا للإبداع، وتحقيقا لطموح الثروة والنفوذ. ونظرا لغياب الأوراق الشخصية الثبوتية من تذاكر هوية وسواها، كان جميع المهاجرين يعتبرون كالمصريين تماما من رعايا السلطنة العثمانية، بعضهم اندمج بالكامل مع السكان، وبعضهم فضل الاحتفاظ بتمايزه حتى تاريخ تحديد الهوية الحقوقية المعترف بها بقانون الجنسية، حسب معاهدة لوزان لعام 1924، التي أعطت الحق لجميع رعايا السلطنة في اختيار الجنسية التي يرغبون. وفي هذه الأثناء تشكلت معالم الأرستقراطية الشامية كجزء لا يتجزأ من الأرستقراطية المصرية، إلى جانب الشرائح الأخرى التي تشمل صحافيين وحرفيين وموظفين وجواسيس ومعدمين وخلافه، وبحكم إتقان معظمهم للغات الأجنبية إلى جانب العربية، فقد سهل ذلك أن يلعبوا دور الوسيط في جميع المجالات، دون الاكتفاء بهذا الدور، ودون شك كان لهم تأثير بارز في ما يتعلق بتحديث المجتمع وبعض قطاعاته مثل العمل الصحافى والطباعة والنشر والمسرح إلى غير ذلك. بتسي تقلا كانت تنتمي لهذا الواقع. ولدت في بيروت لأب يعد من كبار تجار حلب، كما كان عمها، بولس كبابة، من كبار تجار مانشستر ولندن. تعلمت في مدارس بيروت ولندن، وأتقنت العربية والفرنسية والإنكليزية والإيطالية والألمانية والتركية، وليس في أسرة تقلا من كان يتقن مثل هذه اللغات مجتمعة. ثم انتقلت مع عائلتها إلى مدينة مارسيليا الفرنسية، حيث تزوجت بشارة تقلا في 15 يونيو/حزيران 1889، وشاركته العمل بشكل متواصل داخل الأهرام، خاصة أنه كان قد تولى إدارة الجريدة بالكامل بعد وفاة أخيه الأكبر سليم، وحققت بفضله شهرة وانتشارا واسعين.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 80 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ميديا  متابعة نشاط الموقع صحافة دولية   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

24 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 24

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28