في الأسابيع الأخيرة، أصبح من المألوف إسقاط بعض الدول ومن بينها الولايات المتحدة بضعة طرود من المساعدات، لا أفهم لماذا يتصرف هؤلاء بهذه الطريقة تجاهنا، إنهم يريدون أن يظهروا للعالم كله، وخاصة لشعوبهم، أنهم يساعدون غزة، لكنهم في الحقيقة يذلون أهل غزة.
هكذا لخص رامي أبو جاموس آخر فصل من حياته اليومية وحياة سكان غزة في رفح، العالقين في جيب صغير يعاني من الفقر، مكتظ بالسكان، بعد أن اضطر مؤسس موقع “غزة برس” (GazaPress) الذي كان يقدم المساعدة والترجمة للصحفيين الغربيين إلى مغادرة شقته في مدينة غزة مع زوجته وابنه وليد البالغ من العمر عامين ونصف، وهو الآن يتقاسم شقة من غرفتي نوم مع عائلة أخرى.
بعد أن أشار إلى قصف إسرائيلي كثيف مساء السبت في رفح، فقدت خلاله عائلة أبو عينا في خان يونس 13 من أفرادها، قال رامي أبو جاموس إن إلقاء الطعام بالمظلات يشبه إطعام الكلاب، بحيث يتم إلقاء القطع عليهم، وتسارع الكلاب إلى أكلها.
هناك حالة مجاعة في شمال قطاع غزة، حيث الأطفال يموتون من سوء التغذية، ثم يأتون ويسقطون لنا بضعة أكياس من الطحين والأرز، إنه إذلال -كما يقول رامي أبو جاموس- والإسرائيليون يعرفون ذلك، ولهذا السبب أعطوا الضوء الأخضر، لأنهم هم من يعطون الإذن بذلك، وهم من يحددون مكان إسقاط الطائرات لهذه المساعدات الإنسانية، كل شيء يفعله الإسرائيليون.