] لوفيغارو: في مواجهة الانسحاب الفرنسي.. هكذا تريد واشنطن إغواء إفريقيا - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
السبت 27 كانون الثاني (يناير) 2024

لوفيغارو: في مواجهة الانسحاب الفرنسي.. هكذا تريد واشنطن إغواء إفريقيا

السبت 27 كانون الثاني (يناير) 2024

تحت عنوان: في مواجهة الانسحاب الفرنسي.. تريد الولايات المتحدة إغواء إفريقيا، قالت صحيفة “لوفيغارو“ الفرنسية إن الجولة الأفريقية التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي، هذا الأسبوع هدفها الرسمي واحد وهو إظهار أنه في هذه الأوقات العصيبة، على الرغم من الحروب التي تهز أوكرانيا وإسرائيل، فإن الولايات المتحدة لا تنسى أفريقيا. فقد كرر أنتوني بلينكن باستمرار قائلاً: “إننا نبذل قصارى جهدنا في أفريقيا”.

وأضافت الصحيفة الفرنسية القول إنه إذا كان الرئيس الأمريكي جو بايدن لم يقم بزيارة القارة الإفريقية، فإن وزير خارجيته أنتوني بلينكن كان يقوم هذا الأسبوع بجولته الإفريقية الرابعة. كما أن عدداً من المسؤولين الأمريكيين الآخرين في إدارة بايدن قاموا بزيارة إلى إفريقيا، على غرار وزير الدفاع لويد أوستن وهو أول أمريكي من أصل أفريقي في هذا المنصب، أو نائبة الرئيس كامالا هاريس.

ويقول مايكل شوركين، الضابط السابق في وكالة المخابرات المركزية والذي يشغل الآن منصب مدير برنامج شركة 14 North Strategies: “هناك عودة حقيقية للانخراط الأمريكي في أفريقيا، وهذه أخبار جيدة”، كما تنقل عنه “لوفيغارو”.

واعتبرت الصحيفة الفرنسية أن “هذه الهجمة” الأمريكية ليست من قبيل الصدفة بأي حال من الأحوال. فأفريقيا ومواردها، التي كانت مهملة بعض الشيء في ذروة العولمة السعيدة، تحولت مرة أخرى إلى مسرح للمواجهة بين القوى الكبرى. فعندما وصل وزير الخارجية الأمريكي إلى أفريقيا يوم الإثنين الماضي، كان نظيره الصيني وانغ يي قد غادر لتوه القارة. ويُظهر هذا التقاطع رغبة الولايات المتحدة في استعادة مكانتها في القارة والتضييق على منافسيها.

ومع ذلك – تتابع “لوفيغارو ”- فإن بكين ليست قلب المخاوف الاقتصادية الأمريكية في أفريقيا. ويقول مايكل شوركين: “لم تعد واشنطن تحاول ملاحقة الصين في هذا المجال”. والأرقام واضحة، إذ إنه على الرغم من التراجع المؤكد منذ الأزمة الصحية، بلغت قيمة التجارة بين الصين وإفريقيا 185 مليار دولار في عام 2019، مقارنة بـ 56 مليار دولار للولايات المتحدة، أي نصف ما كان عليه الحال قبل عشر سنوات.

ولذلك يتركز اهتمام واشنطن على رغبتها في ترسيخ الديمقراطية وقيمها ووقف ويلات الجماعات الجهادية. وتهدف إلى مواجهة النزعة التوسعية الروسية وتقديم بديل لميليشيا فاغنر، ولكن أيضًا للتعويض عن فشل فرنسا، التي ظلت لفترة طويلة حامية منطقة الساحل. وأوضحت مولي في، وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون أفريقيا، أن الأمر يتعلق بالتواجد “على جميع الجبهات لتعزيز مجتمعاتهم ومكافحة توسع التهديد الإرهابي الذي نلاحظه في منطقة الساحل”.

وعلى عكس ما يقوله الناس، فإن الأمريكيين لا يريدون أن يحلوا محل الفرنسيين في أفريقيا، لكنهم يلاحظون غرق سياسات باريس وتراجع نفوذها. وبات القرب من فرنسا حالياً بمثابة قبلة الموت بالنسبة للأنظمة الأفريقية، كما يوضح مايكل شوركين، الذي كتب مقالاً مشهوراً تحت عنوان: “لقد انتهى الوقت بالنسبة لفرنسا في أفريقيا”.

ولم يعد الدبلوماسيون الأمريكيون يثقون بإيمانويل ماكرون في سياسته الأفريقية، حيث إنهم يشعرون بالقلق من تقلباته المزاجية وتصريحاته الخرقاء في بعض الأحيان. وبعد الرحيل القسري للقوات الفرنسية من مالي ثم النيجر، يتوقعون انسحاباً عسكرياً فرنسياً كبيراً من مستعمراتها السابقة، وهو ما يعتبرونه حتمياً، مما يخلق فراغاً مغرياً لموسكو، تقول “لوفيغارو”.

ومضت الصحيفة قائلة إن الكوت ديفوار كانت المحطة الأهم ضمن جولة أنتوني بلينكن الأفريقية هذا الأسبوع والتي شملت الرأس الأخضر ونيجيريا وأنغولا.. ففي أبيدجان، التقى وزير الخارجية الأمريكي، الذي يتحدث جيداً اللغة الفرنسية، مطولاً مع الرئيس الحسن واتارا. وكما هو الحال دائماً، دعا إلى “نهج شامل” لمواجهة صعود المتطرفين من خلال اقتراح مساعدة أمنية أمريكية موسعة.

ولا تخفي واشنطن رضاها عن النظام الإيفواري الذي تمكن حتى الآن من احتواء التهديد الجهادي القادم من بوركينا فاسو ومالي من خلال الجمع بين العمليات العسكرية والتعامل مع المجتمعات المحلية. وقال وزير الخارجية الأمريكي إنه “يعتقد أن المقاربة الإيفوارية يمكن أن تكون بمثابة نموذج قوي للغاية للدول الأخرى”. فهل تركزت المحادثات على إقامة قاعدة أمريكية للطائرات بدون طيار في الكوت ديفوار؟ وهو سؤال ردّ عليه مصدر إيفواري بالقول إن “هذا يظل سؤالاً”.

وإذا رأت هذه القاعدة النور – تقول “لوفيغارو”- فإنها ستعوض بلا شك إغلاق القاعدة التي ما تزال عاملة في النيجر. ومع ذلك، حاولت الولايات المتحدة الحفاظ على علاقاتها مع المجلس العسكري الذي أطاح بالرئيس بازوم في يوليو/تموز الماضي، واحتفظت بجنودها هناك، بل وعينت سفيرًا جديدًا. وقد خلقت هذه المقاربة توترات مع فرنسا، التي اتخذت موقفاً متشدداً من الانقلاب في نيامي، كلّفها مغادرة سفيرها وجنودها للنيجر. في غضون ذلك، لم تتوقف المؤسسة العسكرية الموجودة في السلطة عن التقرب من روسيا، تشير “لوفيغارو”.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 44 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ميديا  متابعة نشاط الموقع صحافة دولية   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

11 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 11

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28