] رأي الوطن : اعتداء غير مبرر - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
السبت 14 تموز (يوليو) 2018

رأي الوطن : اعتداء غير مبرر

الوطن العمانية
السبت 14 تموز (يوليو) 2018

مشاركة
أن تتزامن الغارة التي شنها التحالف الستيني بقيادة الولايات المتحدة على مجمعات سكنية في مدينة البوكمال بدير الزور، مع تطهير مدينة درعا من الوجود الإرهابي ورفع العلم السوري في المدينة، يكون مغزى الغارة مفهومًا وواضحًا، لكن أن يتم تبرير الغارة التي أوقعت أكثر من خمسين مدنيًّا سوريًّا بين قتيل وجريح بأنها كانت استهدافًا لعناصر من تنظيم “داعش” الإرهابي فهذا فيه نظر، وغير مبرر على الإطلاق، بالنظر إلى أن الموقع المستهدف هو مجمعات سكنية، والمستهدفين هم مدنيون وادعون في منازلهم.
في الاستنتاج بين الحدثين (استهداف التحالف الأميركي للمدنيين، ورفع العلم السوري في مدينة درعا إعلانًا بتطهرها من الوجود الإرهابي)، قد لا يكون الرابط مباشرًا بين الحدثين، لكن طبيعة المخطط الإرهابي الذي يستهدف سوريا، والذي تدعمه أكثر من ثمانين دولة تقود إلى التقارب والتقاطع في تفاصيل الحدثين، فالاعتداء على المدنيين جاء إثر عدوان إسرائيلي على مطار التيفور، وهما في الوظيفة والهدف لم يعبِّرا عن مدى ما يتملك القائمين بهما من حقد وغيظ وكراهية لتطور الأحداث في جنوب سوريا، وتحقيق الجيش العربي السوري وحلفائه انتصارًا ميدانيًّا لافتًا فحسب، وإنما أيضًا لأن الغاية والهدف واحد، فالاعتداء جاء ليشد أزر كيان الاحتلال الإسرائيلي الذي يعد أكبر متمرس في ارتكاب جرائم الإرهاب، وأهم داعم للإرهاب، وأكثر الكيانات والدول المتورطة في العلاقة مع التنظيمات الإرهابية، حيث مشاهد الاحتضان لها في الجولان السوري المحتل، وفي داخل سوريا بدعمها بمختلف أنواع الأسلحة، وتوفير المستشفيات الميدانية داخل فلسطين المحتلة لمعالجة جرحى هذه التنظيمات الإرهابية، هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى، يشترك الاعتداءان للتحالف والإسرائيلي من حيث هدفهما تقديم دفعة معنوية للتنظيمات الإرهابية التي تتهاوى جراء الضربات الموجعة، أو اتفاقات الاستسلام وتسليم أسلحتها للجيش العربي السوري، وتسوية أوضاع المسلحين، وبالتالي محاولة منع أو تأخير انهيارها وانكسارها، وكذلك من حيث محاولة إرباك الجيش العربي السوري وتشتيت جهوده في جنوب سوريا.
غير أنه ليس خافيًا على أحد أن كيان الاحتلال الإسرائيلي أكثر هلعًا ورعبًا من الهزائم التي تُمنى بها تلك التنظيمات الإرهابية، لأنه يعلم تمامًا بأن انتهاء الوجود الإرهابي والقضاء على هذه التنظيمات تسقط جميع المبررات التي يحاول أن يتكئ عليها معسكر التآمر والعدوان في حربه التآمرية على سوريا.
لذلك، لم يكن التوقيت بريئًا لا للاعتداء الذي قام به التحالف الأميركي على المدنيين الوادعين في مساكنهم بمدينة البوكمال، ولا العدوان الإسرائيلي على مطار التيفور، حيث الإرادة بأن تستمر عملية الاستنزاف التي تقوم بها التنظيمات الإرهابية للجيش العربي السوري وحلفائه، ولاستنزاف مقدرات وإمكانات الدولة السورية، مع تواصل الدعم للتنظيمات الإرهابية من حيث السلاح والسياسة، ومحاولة تبييض صفحتها، وبالتالي إعاقة الجيش العربي السوري عن استكمال معركته الوطنية بتطهير التراب السوري، وصون استقلال سوريا وسيادتها. ذلك أن الورقة الوحيدة لمعسكر التآمر والعدوان هي التعويل على التنظيمات الإرهابية، والاستمرار في المراهنة عليها. لذا، الأعذار والمبررات التي تطرحها الأطراف المعتدية على الشعب السوري وعلى دولته وعلى جيشه تبقى أعذارًا ومبررات كارثية إذا استمرت وفق ما هو حاصل على الميدان الآن.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 67 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ميديا  متابعة نشاط الموقع صحافة دولية   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 17

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28