] صور مدهشة... جيش الاحتلال في فخ غزة - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأربعاء 8 تشرين الثاني (نوفمبر) 2023

صور مدهشة... جيش الاحتلال في فخ غزة

الأربعاء 8 تشرين الثاني (نوفمبر) 2023 par أيمن الرفاتي

بعد أسبوع من الحرب البرية على تخوم قطاع غزة، ما زال “الجيش” الإسرائيلي يعاني، ويعجز عن إحراز تقدم يذكر، وسط ضربات كبيرة وغير مسبوقة من جانب رجال المقاومة الفلسطينية، في مشهد يجسد وقوع “الجيش” الذي كان “لا يقهر” في الفخ الذي حذّره منه كثيرون.

المناورات الإسرائيلية تجري على حدود قطاع غزة، وتحديداً حول مدينة غزة وشمال القطاع، وتتخذ محاور قتالية عديدة، بدءاً من الشمال الغربي لقطاع غزة والشمال الغربي لمدينة غزة، وهي المنطقة الساحلية الرخوة التي لا توجد فيها كثافة سكانية كبيرة، إضافة إلى كونها نقطة فاصلة بين كتيبتين عسكريتين لدى كتائب القسام: كتيبة “مخيم الشاطئ” وكتيبة “الشيخ رضوان”، حيث تسعى القوات البرية الإسرائيلية للتوغل في مناطق التماس بين الكتيبتين، إذ يشير التقدير الإسرائيلي إلى أن الخطط الدفاعية في تلك المناطق تكون أقل فعالية.

وفي المحور الجنوبي لمدينة غزة، توغل “الجيش” الإسرائيلي شرقاً عبر نقاط التماس بين لواء مدينة غزة ولواء المنطقة الوسطى، وقد عبر من أطراف حي الزيتون الملاصق لحدود منطقة محررة “نيتساريم”، وهي أيضاً منطقة رخوة لا تشهد كثافة سكانية، معتقداً أن هذه المنطقة ستكون أيضاً ضعيفة، ويمكن من خلال تحقيق المناورة البرية فصل مدينة غزة عن المنطقتين الوسطى والجنوبية.

وفي محور شمال قطاع غزة، يناور الاحتلال في المنطقة الغربية الشمالية، وهي منطقة خالية عبارة عن مناطق زراعية، لكنه يتلقى فيها ضربات كبيرة ومكثفة على مدار الأسبوع عبر عمليات التسلل خلف خطوطه، وضرب مراكز القيادة له، إضافة إلى إمطاره بقذائف الهاون بشكل مكثف. وفي شمال شرق قطاع غزة، يناور الاحتلال أيضاً في منطقة بيت حانون حيث تعرض لضربات كبيرة، وتم تدمير العديد من قواته العسكرية، والاشتباك وجهاً لوجه مع جنوده وقتل العديد منهم، رغم أن تلك المنطقة تعرضت لقصف لم تشهد له مثيلاً، إذ استُخدمت فيه أقوى القنابل وأشدها فتكاً.

على مدار أسبوع، لم يتمكن “الجيش” الإسرائيلي من تحقيق أي إنجاز من خلال المناورة البرية، بل تعرض لضربات لم يشهد لها مثيلاً في تاريخه العسكري، إذ اعتمدت المقاومة استراتيجية الاستدراج ومن ثم الضرب من الخلف، وهو تكتيك أثار حالة من الخوف والرعب لدى الجندي الإسرائيلي، وحيّر القيادة العسكرية المسؤولة عن المناورة البرية في كيفية التعامل معه، إذ أدت عشرات عمليات الإنزال خلف القوات المتقدمة على تخوم قطاع غزة عبر الأنفاق وطرق أخرى، إلى تدمير عدد كبير من الآليات العسكرية لدى “الجيش” الإسرائيلي.

قبل الدخول البري إلى غزة، اعتمد “الجيش” الإسرائيلي سياسة الأرض المحروقة والأحزمة النارية المكثفة لتدمير استعدادات المقاومة ومنع استخدامها الأنفاق، لكنه تفاجأ عندما دخل برياً أن هذه الأنفاق لم تتضرر، وأن فعاليتها ما زالت عالية وعناصر المقاومة لديهم القدرة على استخدامها، وتنفيذ عمليات موجعة والالتحام مع الآليات والقوات المتقدمة.

في العملية البرية ظهر العنصر البشري القوي المدرب الجريء والمقاتل بروح المنتصر، وقد سطرت المجموعات العسكرية للقسام ملاحم فاجأت العالم والخبراء العسكريين قبل “الجيش” الإسرائيلي، الذي اعترف أن قدرات المقاومة وأدواتها تطورت بشكل غير مسبوق ومضاعف عما كانت عليه خلال الحرب 2014.

في مقابل المقاتل الفلسطيني الصنديد يقف جندي إسرائيلي في أعتى دبابة مدرعة على مستوى العالم لكنه يقاتل وهو مهزوم، فبدلاً من القتال للانتقام مما جرى في السابع من تشرين الأول/أكتوبر ولاستعادة الأسرى من يد المقاومة، يخشى على نفسه أن يقتل في هذه الحرب، أو أن يتم أسره على يد رجال المقاومة الفلسطينية.

وبعد أسبوع من المعركة، عاد المئات من الجنود الإسرائيليين مصابين من المعارك في قطاع غزة بعدما دخلوها لساعات ليرووا للمجتمع الإسرائيلي ضراوة القتال وشراسته مع المقاومة الفلسطينية، وليكشفوا لهم كيف يتم تدمير الآليات الإسرائيلية الأعتى بقذائف فلسطينية محلية الصنع من نوع “الياسين 105”، وقد كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين مطلعين أن الجنود الإسرائيليين يقتلون بأكثر من ضعف معدل قتلاهم في عملية 2014.

الصور ومقاطع الفيديو التي يبثها مقاتلو المقاومة الفلسطينية حول القتال على تخوم غزة، وعجز “الجيش” الإسرائيلي عن تحقيق تقدم ميداني أو إنجاز حقيقي في المناورة البرية، تكشف أن جميع الأهداف التي يروجها “الجيش” الإسرائيلي ورئاسة الحكومة الإسرائيلية بقدرتها على التخلص من المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة غير قابلة للتحقيق، وأن حجم الخسائر الكبير سيكون عاملاً أساسياً خلال الأيام المقبلة للذهاب نحو إنهاء الحرب خشية مزيد من الانكسار داخل قطاع غزة.

بعد شهر من الحرب على غزة، ما زالت المقاومة الفلسطينية قادرة على ضرب قوات الاحتلال بالفعالية ذاتها التي بدأت بها المعركة، فالقوة الصاروخية والقدرة القتالية لم تتأثر، وما زالت “تل أبيب” ومناطق أبعد منها تتعرض للقصف بشكل يومي من دون توقف، فيما ما زالت الروح المعنوية لدى الفلسطينيين في قطاع غزة في أعلى مستوياتها ولم تتأثر، رغم الحرب النفسية والقتل والاستهداف المتعمد والجرائم بحقهم من قبل الاحتلال.

غزة بالنسبة إلى “الجيش” الإسرائيلي تعدّ وحلاً وفخاً يستنزفان قواته بشكل متسارع، لكنه يصر على الوقوع فيها كنوع من العناد والغباء، وهذا الأمر يعود إلى محاولة استغلال الدعم الأميركي والغربي المطلق له، إضافة إلى البعد الشخصي والذاتي للقيادة السياسية والعسكرية ولا سيما نتنياهو الذي تيقن أنه في نهاية هذه المعركة سيكون محله السجن بعد محاكمته على فشله في المعركة وما قبلها وما بعدها.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 17 / 2330092

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

28 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 22

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28