] الاشتباكات في «سديروت» تتجدّد... «والقسام» تأسر جنوداً إسرائيليين - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الاثنين 9 تشرين الأول (أكتوبر) 2023

الاشتباكات في «سديروت» تتجدّد... «والقسام» تأسر جنوداً إسرائيليين

حزب الله يردّ بالنار على التهديدات: لسنا على الحياد
الاثنين 9 تشرين الأول (أكتوبر) 2023

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي تجدّد الاشتباكات في مستوطنة «سديروت» في «غلاف غزة»، مؤكداً أنّه يشتبه في وجود نحو «40 مسلّحاً فلسطينياً في مناطق الغلاف»، وسط معلومات عن أن «كتائب القسام» أسرت مجموعة جديدة من الجنود الإسرائيليين، وتخوض اشتباكات داخل المستوطنات.

ودوّت صفارات الإنذار في شمال شرق «غلاف غزة»، وتحديداً في مستوطنات «سديروت» و«مفلاسيم» و«نير عام»، فيما أفادت مصادر إعلامية بأنّ «بلدية سديروت» طلبت من المستوطنين أن «يجهّزوا المؤن والماء»، لأنّ «الخروج من المنازل سيكون ممنوعاً».

وتزامناً مع الدفعات الصاروخية الجديدة التي تُطلق في اتجاه «سديروت» ومستوطنات «غلاف غزة»، أفادت «القناة الـ12» العبرية بسقوط عدد من الإصابات، نتيجة اشتباكات بين جيش الاحتلال ومسلّحي «كتائب القسام» في «سديروت».

ومن المتوقع أن تكبّد مثل هذه الاشتباكات القوات الإسرائيلية المزيد من الخسائر، في وقت نقلت فيه «الإذاعة الإسرائيلية» عن مصدر رسمي كبير، أنّ «عدد الضحايا الإسرائيليين لا يمكن استيعابه، وأكبر بكثير مما تم الإعلان عنه».

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّه دفع بدبابات ومدافع ثقيلة إلى 20 موقعاً، على طول الحدود مع قطاع غزة، فيما تكثف طائرات مروحية إسرائيلية إطلاق النار على مناطق شرقي القطاع.

وبينما كانت عيون العالم تتابع مسلسل إذلال جيش العدوّ ومستوطنيه، كان العدو يرصد بالتنسيق مع الولايات المتحدة وأوروبا الجبهة الشمالية، لتبيّن إمكانية دخول المقاومة الإسلامية كشريك كامل في العملية وبمستويات غير متوقّعة.

ولم يتأخر حزب الله في إعلان موقفه مما يجري، فنفّذت المقاومة الإسلامية عملية عسكرية ضدّ ثلاثة مواقع في مزارع شبعا، قبل أن يتبعها موقف سياسي أعلنه رئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين حاسماً «أن المقاومة في لبنان ليست على الحياد في المعركة القائمة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال».

وبعد ساعات على انطلاقة العمليات الفدائية في غلاف قطاع غزة المحتل، سارع حزب الله إلى إصدار بيان أعلن فيه أن «العملية ردّ حاسم على جرائم الاحتلال ورسالة إلى العالميْن العربي والإسلامي والمجتمع الدولي بأسره»، موضحاً أن «قيادة المقاومة الإسلامية في لبنان تواكب التطورات الهامة على الساحة ‏الفلسطينية وعلى اتصال مباشر مع قيادة المقاومة الفلسطينية».

فيما في اليومين الماضيين، هلّلت بيروت لـ«طوفان الأقصى»، واستعادت تاريخها العروبي والقومي. العاصمة العربية الثانية التي ذاقت طعم الاحتلال والأولى التي انتصرت عليه، تسمّر أهلها أمام الشاشات يتابعون تطوّرات فلسطين التي لطالما كانت بيروت ولا تزال عاصمتها الثانية. شبّان الطريق الجديدة في اليومين الماضيين استعادوا نضالات آبائهم وأجدادهم ومجد منطقتهم التي كانت عاصمة المقاومة الفلسطينية في الثمانينيات، والتي استعصى على المحتلّ دخولها. الأجواء في هذه المنطقة، حيث استقرّت قيادات المقاومة الفلسطينية ومؤسساتها الإعلامية في السبعينيات، تؤكّد أنّ تشوّهات المنطقة منذ بداية التسعينيات لجهة طرح مشاريع السلام والتطبيع، لم تفلح في تجويف روح بيروت.

لم يشغل شبان الطريق الجديدة شاغلٌ عن التسمّر أمام شاشات التلفزة، في المحالّ التجارية و«القهاوي» المنتشرة على أرصفة الأحياء، فرحين حتى الذهول بأخبار الانتصارات الفلسطينية. احتفال قرب الملعب البلدي، وأعلام وأناشيد فلسطينية، ومواكب دراجاتٍ جابت شوارع العاصمة. شبان المنطقة أنفقوا المال من جيوبهم
لتوزيع الحلوى على المارّة. أحدهم يقول: «استدنت مبلغاً لأشارك». الحدث عظيم إلى حدّ لا يُصدّق. ساعات قليلة كانت كافية لمحو سنوات من التحريض. عادت الطريق الجديدة عرين جمال عبد الناصر والشهيد عز الدين الجمل والمقاومة الفلسطينية وكل المقاومين. كثر من الشبان أبدوا استعدادهم للانخراط في القتال العسكري طالما أن «البوصلة هي فلسطين». وتحت هذا السقف أعلنوا تأييدهم لأي حركة أو فصيل يصوّب النار على عدوّهم. حضرت القضية في وجدانهم كأولوية، واضعين جانباً الخلافات السياسية وتموضعات الخنادق والمحاور، لا يعنيهم إن كانت «حماس» تتلقّى دعماً من إيران، كما لم يعنِهم الخلاف السياسي مع حزب الله. قصف مواقع الاحتلال في شبعا أمس لم يثر حفيظة أحد هنا لأنه لدعم الفلسطينيين. «كأننا كنا في قفصٍ وكسّرنا قضبانه»، يقول أحد الشبان مستعيداً مشاهد المقاومين وهم يدمّرون الجدار الفاصل عند غلاف غزة ويعبرون باتجاه المستوطنات والمراكز العسكرية.

على أنقاض الحرب الأهلية وتشوّهاتها، وما سبقها وتلاها من أحداثٍ داخلية وإقليمية، شعر أهالي بيروت، المعنيون بالقضية الفلسطينية كجزء من عروبتهم، بالهزيمة وغياب الأفق والضياع. جاء تحرير الجنوب عام 2000 ليعيد التأكيد على جدوى العمل المقاوم. يومها رُفعت صورة ضخمة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في حيّ السبيل في الطريق الجديدة، وسط احتفالات النصر. يستعيد شاب من المنطقة تلك المرحلة ليقول: «إن شارك الحزب في المعركة مسانداً الفلسطينيين فستعود صور نصرالله لتُرفع في المنطقة، وبيوتنا مفتوحة لأهالي الجنوب والضاحية». ليس ذلك وليد انفعال عاطفي فحسب، بل ناجم عن شعور حقيقي بالأمل بأن خيار المقاومة واقعي ويُعطي نتائج تغيّر مجرى التاريخ. كان ما حصل في فلسطين بمثابة إنجازٍ غيّر الوجهة، وأحيا الآمال لدى قطاعاتٍ واسعة في بيروت عامة والطريق الجديدة خاصة، التي أريد لها منذ اغتيال زعيمها رفيق الحريري عام 2005 أن تغرق في مناخاتٍ من الطائفية والمذهبية. كثر عادوا بالذاكرة إلى اللقاءات التي جمعت نصرالله بالحريري الأب، وأكّدوا أنّهم على نهج زعيمهم «الذي حمى المقاومة».


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 18 / 2342227

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع فلسطيننا المحتلة  متابعة نشاط الموقع الطوفان   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

33 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 33

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28