مع دوي انفجارها في الأرجاء أعادت للأذهان ذاك الزمن التليد الذي غاب لسنوات، والتي رسمت خارطة ملحمية مع الاحتلال خلال سنوات الانتفاضة وحصدت العشرات من جنوده وقطعان مستوطنيه، فمع صراخ الجنود الذين تقهقروا على أعتاب نابلس خرجت صيحات التكبير لتعلن أن قوات النخبة في جيش الاحتلال قد تجندلت ووقعت في كمائن الموت التي أعدها مجاهدو سرايا القدس في كتيبة نابلس والتي أصبحت كابوسًا يطارد جيش العدو مع كل اقتحام ينفذه في الضفة.
بين الأزقة والشوارع ينتشر المجاهدون فهذا يرابط على ثغره يرصد تحركات العدو وذاك في معمله يعد العبوات وذاك يتفقد رصاصاته المباركة، فهو إعداد متواصل يسابق الزمن في تجهيز العبوات، التي كان فعلها شاهدًا عليها، فعبوات الطارق وسيف والنابلسي والتامر والتي دمرت أسطورة النمر في جنين وقضت مضاجع الاحتلال في نابلس وجنين وكل بقاع أرضنا معلنة أن لا خيار إلا خيار المقاومة.
البأس الشديد
ما إن وطأت أقدام جنود الاحتلال وآلياتهم العسكرية المنطقة الشرقية لمدينة نابلس لتأمين اقتحام المستوطنين لمقام يوسف، بدأت العبوات التي أعدها مجاهدو السرايا في صيد أهدافها بدقة، حيث أعلنت الكتيبة عن عملية “البأس الشديد”، بتفجير عددٍ من العبوات الناسفة شديدة الانفجار التي أَعدت مسبقًا لتصيب وتدمر آليات العدو لينقض بعدها المجاهدون على جنود الاحتلال الذين دخلوا المنطقة وإيقاعهم في كمينٍ محكم أعدوه وأمطروها بصلياتهم المباركة من نقطة صفر.
وفي مقابلة خاصة قال الكاتب والمحلل السياسي جمعة التايه إن تصاعد حالة المقاومة في الضفة الغربية أصبحت تؤثر على الاحتلال قتلاً وجرحًا، مضيفًا أن كتيبة جنين التي أسسها الشهيد القائد جميل العموري أصبحت تشكل هاجسًا للعدو الذي فقد السيطرة على امتدادها في مناطق أخرى، وعجز عن التعامل مع تلك الحالة التي تتنامى يوميًا وبشكل متطور ونوعي.
وبّين الكاتب التايه، أن ما يحدث في الضفة اليوم ليست مجرد مجموعة مسلحة بل هي حالة مقاومة متكاملة متوقعًا أن يلجأ الاحتلال إلى أساليب أكثر تطرفًا في التعامل مع هذه الحالة من خلال عدة سيناريوهات والتي قد تكون من بينها القيام بعمليات عسكرية واسعة على غرار عملية جنين أو اللجوء لعمليات الاغتيال وتكثيفها في ظل العمليات الناجحة التي يقوم بها المقاومون والتي حصدت أكثر من 35 صهيونيًا منذ بداية العام.
يشار إلى أن سرايا القدس – كتيبة نابلس أعلنت الليلة الماضية وفجر اليوم عن عملية “البأس الشديد” من خلال تصدي مجاهديها لقوات الاحتلال وقطعان المستوطنين الذين اقتحموا المنطقة الشرقية في مدينة نابلس وخاضوا اشتباكات عنيفة وفجروا العديد من العبوات حيث اعترف العدو بإصابة 4 من جنوده بينهم ضابط خلال هذه العملية البطولية.
