] تحليل عبوات جنين الناسفة: مفاجأة مدوية خلطت الأوراق “الإسرائيلية” ولها مابعدها..! - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الاثنين 19 حزيران (يونيو) 2023

تحليل عبوات جنين الناسفة: مفاجأة مدوية خلطت الأوراق “الإسرائيلية” ولها مابعدها..!

الاثنين 19 حزيران (يونيو) 2023

- فلسطين اليوم

عبوات جنين الناسفة: مفاجأة مدوية خلطت الأوراق “الإسرائيلية” ولها مابعدها..!

لم يكن العدوان الذي يشنه جيش الاحتلال “الإسرائيلي” على مدينة جنين بالضفة المحتلة، كسابقه، فالمقاومة الفلسطينية وتحديداً سرايا القدس-كتيبة جنين، استطاعت تلقين العدو درساً قاسياً أن الخروج من جنين ليس كالدخول إليها، والنار لن تقابلها سوى نار تكوي المعتدين، فالرصاص الصهيوني قوبل بعبوات فاجأت العدو وأصابته بمقتل.

فاليوم وبعد اقتحام آليات الاحتلال لمخيم جنين، فوجئ العدو بعبوات ناسفة أصابت آليات الاحتلال وأوقته في كمين محكم نصبته سرايا القدس-كتيبة جنين أدت لانفجارها وإصابة أكثر من ستة جنود صهاينة بينهم بجراح خطرة.

واستشهد 3 مواطنين بينهم طفل وأصيب عدد كبير من المواطنين الفلسطينيين بينها خطيرة برصاص جيش الاحتلال فجر اليوم الاثنين 19 يونيو 2023، خلال اقتحام مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية المحتلة، وسط اندلاع اشتباكات مسلحة.

فيما أُصيب 6 جنود “إسرائيليين” بينها خطيرة، بعد وقوعهم في كمين محكم أعده مقاومو سرايا القدس في مخيم جنين شمال الضفة الغربية المحتلة.

العبوات الناسفة التي قلبت الطاولة على “إسرائيل” أصابت الجنود بشكل مباشر، بعدما أصابت آلية صهيونية كانت منسحبة من مخيم جنين بعد اقتحامه في كمين محكم.

ووفقاً للإعلام “الإسرائيلي”، فكشف مصدر أمني صهيوني، أن العبوة التي انفجرت في جنين تزن نحو 40 كيلوغراماً وأخرجت آلية “فنتار” المحدثة من الخدمة، حيث أن الجنود “الإسرائيليون” فوجئوا من الكمين، الذي تخلل قنبلة شديدة القوة.

وقال مسؤول أمني وفقاً لموقع والا العبري: إن العبوة شبيهة بعبوات لبنان وغزة، وندرس الآن نوعية المركبات المدرعة التي يمكن أن تستخدم لاحقا في شمال الضفة.

صدمة قاسية

فيما قال كبار ضباط المؤسسة الأمنية الصهيونية اليوم عن ‎كمين جنين: “لقد تغيّرت قواعد اللعبة”.

وقال ضباط كبار في القيادة الوسطى بجيش الاحتلال إن ما حدث صباح اليوم، في مخيم جنين شكل صدمة قاسية بالنسبة لهم، وفق ما نقل المراسل العسكري لموقع واللا العبري أمير بوحبوط.

ووصف الضباط كمين العبوات في جنين بأنه لم يشهدوا له مثيل منذ سنوات وأن ما حدث يشبه إلى حد كبير معضلة العبوات الجانبية التي شكلت تحدي أمام الجيش في جنوب لبنان وغزة قبيل الانسحاب منها.

وقالوا “إن ما حدث يمثل تغيير لقواعد اللعبة ويفرض على الجيش إعادة دراسة طرق اقتحامه لجنين لاسيما وأن الحديث يدور عن عبوة تزن 40 كغم تمكنت من اختراق تحصينات آلية الفهد المتطورة والتي أعدت خصيصا كمحصنة ضد العبوات وإطلاق النار”.

تفاصيل ماجرى في جنين

أما عن تفاصيل ما حدث فقد ذكر مصدر أمني إسرائيلي أن قوة من المستعربين تسللت في ساعات الصباح عبر وادي برقين لاعتقال اثنين من المطلوبين وحينما بدأت بالعمل ومحاصرة منزلين تم اكتشاف أمرها واطلاق النار عليها بكثافة؛ مما اضطرها لطلب المساعدة من قوات الجيش التي وصلت إلى المكان لإسنادها وإنقاذها؛ إلا أن احدى الاليات المتطورة “الفهد” تعطلت بعد تشغيل عبوة جانبية أوقعت 7 إصابات في صفوف الجنود.

وفي تلك الأثناء اضطرت قوات أخرى للخروج من الآليات العسكرية لمعرفة مصادر النيران وإنقاذ القوة والجنود المصابين إلا أنها تعرضت لإطلاق نار كثيف لم تعرف مصادره.

ضباط القيادة الوسطى اعترفوا بأنهم أمام معضلة كبيرة تجسد فشل الأجهزة الأمنية في توفير المعلومات عن وجود عبوات بهذا الحجم وعدم قدرتها على قراءة منطقة العمليات، وتحديد طرق جديدة لاقتحام جنين لاحقا.

كما ذكروا أن الشاباك والجيش قد تمكنوا من احباط محاولات إدخال مواد ثنائية الاستخدام إلى جنين لمنع المقاومة من استخدامها في تصنيع العبوات ؛ ويبقي السؤال: هل هذه العبوات محلية الصنع ام تم تهريبها بطرق التفافية.

خلط الأوراق

المحلل السياسي حسن لافي، أكد أن عبوات جنين الناسفة خلطت الأوراق “الإسرائيلية”، موضحاً أنه في ظل بحث الحكومة “الاسرائيلية” على ضوء فشل المفاوضات بخصوص التعديلات القضائية، والحديث عن تجدد المظاهرات الاحتجاجية، حاولت الذهاب إلى جنين وشمال الضفة كقضية أمنية تحرف الأجندة الاعلامية والشعبية الصهيونية.

ولفت إلى أن “إسرائيل” كانت تظن أن جنين لقمة سائغة من السهل تسجيل انتصارات عسكرية سريعة هناك تخدم اهداف الحكومة ورئيسها نتنياهو.

وقال :“المفاجأة أن التقديرات”الاسرائيلية“لم تتوقع تطور الفعل المقاوم هناك، وادخال العبوات الناسفة الموجهة على خط الخدمة القتالية، وتطور التكتيك القتالي لجنود كتيبة جنين وبقية الكتائب في صنع كمائن معقدة واختيار اماكنها بدقة والاستفادة من التفوق الجغرافي لأصحاب الأرض، مما صنع المشهد البطولي للمقاومة في جنين، الامر الذي قلب السحر الاسرائيلي على حكومته.”

ورأى لافي أن استخدام القصف الجوي من الطائرات المقاتلة الاسرائيلية لأول مرة منذ سنوات انتفاضة الأقصى، وتفجير مركبتين مصفحتين واصابتهما اصابات مباشرة، وتدحرج عملية اعتقال عادية إلى حرب شوارع يستدعي قوات كبيرة لإنقاذ الاصابات الاسرائيلية وسحب المدرعات المشلولة ، كل ذلك دليل فشل للتقديرات الاسرائيلية للمقاومة في جنين وفي شمال الضفة.

واعتبر أن هذا الأمر يقود إلى القول أن خطة حرف الأنظار عن الاشكالات الداخلية “الاسرائيلية” بتجاه جنين وشمال الضفة، سيكون ثمنها “الإسرائيلي” كبير ميدانياً في جنين، والأهم تداعيات ذلك على الوضع الأمني برمته في الضفة والقدس خاصة وبقية الساحات لاحقا، مما يسهل لخلط الاوراق داخل المشهد السياسي “الإسرائيلي” داخلياً.

مفاجأة

الكاتب والمحلل السياسي مصطفى ابراهيم، يصف ما جرى في جنين بالمفاجأة، مبيناً أن ما حدث صباح اليوم ويحدث الآن في جنين. فاجأ دولة القتل، بتصدي المقاومة لقوات الجيش الاسرائيلي ومحاصرة المركبات العسكرية وتفجير بعضها، ومحاولات الانقاذ للجنود المصابين باستخدام الطيران المروحي.

وقال :“المفاجأة للمنظومة السياسية والامنية وللجيش والصحافيين الاسرائيليين حول قدرة المقاومة الرد وتدمير مركبة عسكرية، والتحقيق في معرفة المقاومين مسار انسحاب القوات المعتدية.”

وأضاف:“في العدوان اليوم لم يتوقع جيش الاحتلال إصابة ستة جنود من وحدة”المستعربين" الذين أصيبوا بجروح بين طفيفة ومتوسطة، إثر تفجير مُدرعة أقلتهم خلال الانسحاب من أحد المواقع في جنين، إثر تعرضهم لكمين نصبه مقاومون فلسطينيون لمدرعة تابعة لقوات الاحتلال في مدينة جنين.

وعبر محللون عسكريون اسرائيليون، عن ما جرى اليوم في جنين بالقول إنها تمر أكثر من أي منطقة أخرى في شمال الضفة، بعملية لبنة لخطر المتفجرات، وفي عملية التطوير تذكرنا بجنوب لبنان، ‏وإذا كانت هناك عملية أكبر في جنين في نهاية المطاف، فستكون هذه إحدى نقاط تركيزها، ‏كما أن أحداث جنين وتفجير دبابة النمر وكثافة اطلاق النار، واستخدام العبوات الكبيرة تقربنا من عملية عسكرية في جنين أكثر قسوة تتضمن تنفيذ عمليات اعتقال واسعة النطاق.

وأشار ابراهيم إلى العدوان “الإسرائيلي” على حنين واستخدام الطيران المروحي لأول مرة منذ 20 عاما، في المواجهات بين المقاومين وجنود الاحتلال، ومن شدة المقاومة والتصدي لقوات الجيش الذي اصيب بالحرج وادعى ان استخدام الطيران هو لإنقاذ الجنود المصابين.

وتابع:“هذا بالنسبة لهم مفاجأة وهم لا يتذكرون أو يعرفون، هذا صوت جنين ومقاومتها الباسلة تاريخيا، وتذكير ان الجيش الاسرائيلي الذي يشن عدوانا يوميا ضد الفلسطينيين خاصة في جنين، ومن حق الفلسطينيين مقاومة العدوان والقتل اليومي.”

واستطرد ابراهيم:“لا إمكانية للمعتدي الذي يهاجم بشكل يومي أن يحقق النصر ، ضد شعب ومقاومة لا تمتلك سوى الارادة والامكانات البدائية في مواجهة دولة الاحتلال المدججة باحدث آلة الحرب التي يمتلكها الاحتلال، وهو تهديد يومي ضد الفلسطينيين ومن حقهم ان يدافعوا عن أنفسهم ومقاومة الاحتلال وجرائمه.”

واعتبر أن العدوان الاسرائيلي لم يتوقف، وما جرى في جنين صباح اليوم الاثنين، هو سياق لطبيعة دولة الاحتلال وحكومتها الفاشية العنصرية، وتنفيذ مخططاتها التي تسابق فيها الزمن من دون رادع، والتصريحات التي تخرج من القيادة الفلسطينية، يجب ان تترجم بشكل حقيقي وجدي لمقاومة الاحتلال وقطع العلاقة معه. وليس مجرد شعارات لمواجهة الغضب الفلسطيني الذي يعتمل في الصدور.

العدو مجدداً يخطئ التقدير

بدوره، قال المحلل والكاتب د. شريف الحلبي، أن العدو الصهيوني شن قبل أسابيع عدواناً همجياً على حركة الجهاد الإسلامي وذراعها العسكري سرايا القدس مستهدفاً قيادتها العسكرية في غزة والضفة.

وبين أن الاحتلال ظن أن رد السرايا يمكن احتوائه وسيكون سقفه لا يتجاوز ما حدث في معركة وحدة الساحات التي عالج العدو نقاط ضعفه فيها، فشكل الرد في شعاعه وتكتيكاته ومنظومة القيادة والسيطرة صدمة للعدو وأجهزته الأمنية والعسكرية، والنتيجة خطأ في التقدير وفي قراءة السيناريوهات المتوقعة مما أجبر العدو على وقف عدوانه.

وأضاف:" مجدداً يخطئ العدو التقدير للحركة وسراياها المظفرة وفي هذه المرة في جغرافيا أخرى (جنين) حيث ظن العدو برئاسة المجرم نتنياهو أنه بالإمكان حرف مسار الانقسام الداخلي الصهيوني الذي يتعمق من خلال تحقيق إنجاز أمني في جنين يضع الملف الأمني كأولوية لدى الحكومة والجبهة الداخلية.

ولفت الحلي، إلى أن التقدير لدى العدو أن التنفيذ سيكون في متناول يد أذرع الجيش العسكرية والأمنية، إضافة إلى التقدير بأن اغتيال القائد طارق عز الدين أحدث ارباكاً في عمل السرايا الضفة.

وأكد الحلبي، أن النتائج تأتي عكسية والفشل الذي حدث في ثأر الأحرار يتكرر في بأس الأحرار، ويلخص كبار ضباط الجيش الصهيوني المشهد بالقول لقد تغيرت قواعد اللعبة.

وأضاف:“نعم نستشهد بما يقوله الأعداء المجرمون، قواعد اللعبة مع الجهاد الاسلامي تغيرت، وما يظنه العدو فرصة للإنجاز يتحول إلى تهديد حقيقي سيُعمق الأزمة للحكومة وللداخل الصهيوني ..”


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 11 / 2342227

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع اخترنا لكم  متابعة نشاط الموقع انتقاء التحرير   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

39 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 39

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28