لقد مثلت عملية حاجز “الجلمة” التي نُفذت صباح اليوم الأربعاء، شمال شرق جنين وقُتل فيها ضابط صهيوني، تطوراً جديداً ونوعياً في أساليب المقاومة في الضفة المحتلة.
وتميزت هذه العملية بتطورها النوعي من حيث دقة التخطيط، وطبيعة الهدف، واختيار المكان، مما مثّل ضربة للمنظومة الأمنية الصهيونية، وتؤكد العملية فشل كل محاولات الاحتلال تجاه المقاومة عبر سياسة جز العشب، ويعزز فشل عملية كاسر الأمواج في منع وصول المقاومين إلى أهدافهم.
وينظر الشارع الفلسطيني لعملية حاجز الجلمة البطولية على أنها تطور ملحوظ في العمل المقاوم في الضفة المحتلة، حيث تحولت من عمليات إطلاق نار تجاه قوات الاحتلال المقتحمة للمدن والبلدات الفلسطينية جميعها، إلى المبادرة والهجوم على حواجز ومواقع لقوات الجيش الصهيوني، والتي غابت لسنوات بفعل التركيبة الأمنية المعقدة التي تشهدها الضفة الغربية.
فإن عملية حاجز “الجلمة” أعادت إلى الأذهان العمليات البطولية التي نفذتها المقاومة والمقاومين على مدار الأعوام الماضية خاصة في بداية الانتفاضة الثانية التي انطلقت عام 2000، والتي شكلت كابوساً للاحتلال آنذاك.
تجربة العمليات السابقة أثبتت أن مثل هذه العمليات تشكل حافزاً لعشرات الشبان الفلسطينيين في الضفة المحتلة والقدس لتنفيذ عمليات أكثر تطوراً ضد جيش العدو الاسرائيلي وقطعان مستوطنيه خاصة في ظل سياسة التضييق والملاحقة التي يمارسها الجيش ضدهم.