أعلنت إيران، أمس الأربعاء، تلقيها الرد الأمريكي على مقترحاتها بشأن النص “النهائي” المطروح من الاتحاد الأوروبي، ضمن الجهود الهادفة لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، إن طهران “تلقت عصر اليوم عبر المنسق الأوروبي، رد الحكومة الأمريكية على آراء الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشأن حل القضايا المتبقية في مفاوضات رفع العقوبات”. وشدد على أن “عملية المراجعة الدقيقة لآراء الجانب الأمريكي بدأت”، على أن تبلغ طهران موقفها “إلى المنسق بعد إنهاء مراجعتها”. وأكدت كل من واشنطن وبروكسل إرسال الردّ.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس: “كما تعلمون، تلقّينا من الاتحاد الأوروبي تعليقات إيران على النص النهائي الذي اقترحه”، متابعاً: “آراؤنا بشأن هذه التعليقات أصبحت ناجزة الآن. اليوم أرسلنا ردّنا إلى الاتحاد الأوروبي”.
وقالت المتحدثة باسم وزير خارجية الاتحاد نبيلة مصرالي: “يمكنني أن أؤكد أننا تلقينا رد الولايات المتحدة ونقلناه الى إيران. ليس لدينا تعليق إضافي في هذه المرحلة”.
وأتى الإعلان عن الرد الأمريكي بعد يومين من انتقاد طهران تأخر تعليق واشنطن على مقترحاتها، بعد نحو أسبوع من تأكيدها إرسال ردّها. وأكدت بروكسل وواشنطن في 16 آب/أغسطس أنهما تقومان بدراسة الرد.
وبينما يبدو التوصل لاتفاق على بعد خطوات، ما زالت إسرائيل تخوض حملة مكثفة لإقناع الدول الغربية الموقعة بالامتناع عن عبور الأمتار الأخيرة الفاصلة عن إحياء الاتفاق.
وزعت إسرائيل، العدو الإقليمي اللدود للجمهورية الإسلامية، جهودها على جبهات عدة، من زيارات لمسؤوليها الى واشنطن، ومباحثات مع قادة دول غربية، وتصريحات للصحافة الأجنبية.
وحثّ رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد الدول الغربية، أمس الأربعاء، على وقف مباحثات إحياء الاتفاق، معتبراً أن أي تفاهم سيمدّ خزائن إيران بالمال و”يقوض” استقرار الشرق الأوسط.
وقال لبيد للصحافيين: “على الطاولة الآن صفقة سيئة، ستمنح إيران 100 مليار دولار سنوياً”. وأضاف أن هذه الأموال ستستخدمها فصائل مسلحة مثل حركة حماس وحزب الله والجهاد الإسلامي “لتقويض الاستقرار في الشرق الأوسط ونشر الرعب في جميع أنحاء العالم”. ولم يشرح رئيس الوزراء الإسرائيلي ما يستند إليه لطرح هذا الرقم. وأضاف أن الاتفاق “في نظرنا، لا يفي بالمعايير التي حددها بايدن نفسه: منع إيران من أن تصبح دولة نووية”.
وأضاف لبيد الذي تحدث إلى قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا في الأيام الأخيرة: “أخبرتهم أن هذه المفاوضات وصلت إلى النقطة التي يجب أن يتوقفوا فيها ويقولوا “كفى”… نحن ضد هذا الاتفاق لأنه سيئ”.
كما حضّ رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، الثلاثاء، بايدن على “الامتناع، حتى في اللحظة الأخيرة، عن توقيع اتفاق مع إيران”.