“على درب الشهيد إبراهيم النابلسي ومحمد العزيزي”، هذا كان ما يتمناه الشاب وسيم خليفة (18 عامًا)، فمنذ نعومة أظافره كان يهرب من منزله للمشاركة في صفوف المتظاهرين الذين يتصدون لاقتحامات الاحتلال، بالرغم من محاولات منعه من قبل والدته.
إلحاح أم وسيم على ابنها بعدم الخروج إلى المواجهات، لم يمنعه من مواصلة التصدي لقوات الاحتلال مع رفقائه والشبان الفلسطينيين خلال الاقتحامات اليومية لمخيم نابلس.
واستشهد خليفة، بعد منتصف الليلة، متأثراً بجراحه التي أصيب بها خلال اقتحام قوات الاحتلال “الإسرائيلي” لمحيط قبر يوسف بمحافظة نابلس شمال الضفة المحتلة.
العشاء الأخير
كعادته، انتهى وسيم من عمله قبيل صلاة العشاء ليعود إلى منزله، وقامت والدته بتحضير الطعام له، بعدها أدى صلاة العشاء، لتكون أخر وجبة له في الحياة، فخلال تناوله الطعام سمع نبأ اقتحام قوات الاحتلال عبر برنامج “الزيلو”، ترك وسيم طعامه وخرج المخيم للتصدي لاقتحام الاحتلال مع الشبان. وفق والدته.
في تمام الساعة الحادية عشرة من مساء يوم الأربعاء سمعت أم وسيم أنه أصيب خلال المواجهات، هرولت لترتدي ملابسها وجسدها يرتعد من القلق، ركبت السيارة في طريقها للمستشفى، ليتأكد خبر استشهاده، وصلت المكان لتجده محمولًا على الأكتاف وسط هتافات الشبان “الله أكبر”.
تقول أم وسيم: “كانت هذه آخر مرة لي أراه فيها وهو يتناول طعام العشاء، لم أكن أعلم أنه سيكون العشاء الأخير، كان متعود لما يقتحم الجيش يطلع في المواجهات، منذ صغره كان من أوائل المشاركين في صفوف الشبان الذي يتصدون للاقتحامات اليومية في نابلس”.
وتضيف: “قبل 3 أيام من استشهاده أرسل تسجيلًا صوتيًا لصديقه حول أمنيته بالشهادة مع صديقه في سبيل الله”.
طلب الشهادة ونالها الحمد لله، مثل إبراهيم النابلسي والعزيزي، فأكيد مش خسارة في ربنا، كثيرا ما كنت أحاول منعه من الخروج للمواجهات لكنه كان عنيدًا". حسب والدته
وتشير إلى وسيم منذ 5 سنوات أصيب وسيم إصابة خطيرة خلال مشاركته في التصدي لاقتحامات الاحتلال، وتوقف قلبه خلال مكوثه في العناية المشددة.
واستشهد الشاب وسيم خليفة (18 عامًا) بعد منتصف الليلة متأثراً بجراحه التي أصيب بها خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لمحيط قبر يوسف بمحافظة نابلس شمال الضفة المحتلة.
وأفادت مصادر طبية، بأن خليفة كان قد أصيب بجراح خطيرة بعد استهدافه بشكل مباشر من قبل قوات الاحتلال، ونقل إلى المستشفى العربي التخصصي في نابلس، حيث حاول الأطباء إنقاذ حياته إلا أن المحاولات باءت بالفشل.
