] بوليتكو: عائلة شيرين أبو عاقلة في واشنطن تطالب بالمحاسبة.. “كانت إنسانة وقتلت بدم بارد” - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأربعاء 27 تموز (يوليو) 2022

بوليتكو: عائلة شيرين أبو عاقلة في واشنطن تطالب بالمحاسبة.. “كانت إنسانة وقتلت بدم بارد”

الأربعاء 27 تموز (يوليو) 2022

قالت عائلة الصحافية الفلسطينية- الأمريكية شيرين أبو عاقلة إنها “إنسانة قتلت بدم بارد”، في مقابلة أجراها مراسل مجلة “بوليتكو” جوزيف غيدون مع العائلة التي كانت في واشنطن لمقابلة وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن وطالبته بتحقيق مستقل في جريمة قتل الصحافية في 11 أيار/مايو عندما كانت تقوم بمهمة صحافية في مدينة جنين بالضفة الغربية.

وقال إن لينا أبو عاقلة، ابنة شقيق الصحافية، أنطوان أبو عاقلة تتخيل عمتها عندما تغمض عينيها أنها معها دائما، فقد كانت قريبة منها و”لم تكن لينا تلقي بالا لما تفعلاه معا لأن عمتها كانت دائما أعز أصدقائها، وكانت تجعلها تبتسم ولم تتغيب عن حفلة تخرج لها أو تنسى عيد ميلادها”. ولكنها ومضة وتنتهي اللحظة.

فقبل أشهر قتلت شيرين وهي تقوم بتغطية مداهمة إسرائيلية في جنين وبعد أيام هاجمت الشرطة الإسرائيلية حملة نعشها وضربوهم بالهراوات. وكان مقتل أبو عاقلة، مراسلة الجزيرة والاسم المعروف في العالم العربي خبرا رئيسيا. وقال المسؤولون الفلسطينيون إن القوات الإسرائيلية قتلت أبو عاقلة، ومن جانبها تنفي الحكومة الإسرائيلية أن يكون القتل متعمدا وأشارت إلى أن الرصاصة التي قتلتها ربما جاءت من واحد من جنودها أو من مسلح فلسطيني.

وبعد ذلك قامت المؤسسات الإعلامية ومنظمات حقوق الإنسان بالتحقيق ووجدت أن إسرائيل هي المسؤولة. وفي 4 تموز/يوليو أنهت وزارة الخارجية تحقيقها ووجدت أن الجيش الإسرائيلي “من المحتمل أنه مسؤول” ولكن خبراء المقذوفات أقروا أن الرصاصة كانت “متضررة بشكل يصعب التوصل لنتيجة واضحة”.

ولم يخفف التقرير الأمريكي أيا من مظاهر قلق لينا وعائلتها ولم يف بمطالبها حيث كانت تأمل بمقابلة الرئيس جوي بايدن أثناء زيارته لإسرائيل وفلسطين هذا الشهر.

وفي مقابلة وبيان خاص بالمجلة قالت العائلة إن البيت الأبيض لم يتعامل مع مظاهر قلقهم بشكل جدي وتردد في لقائهم. وجاء في البيان للمجلة “كان بيان الإدارة في 4 تموز/يوليو إهانة للعدالة، وساعد إسرائيل على التهرب من جريمة قتل شيرين”. وعندما طلبت المجلة تعليقا من وزارة الخارجية أحالتها لبيانات وتصريحات سابقة ورفضت التعليق.

وحدث مقتل أبو عاقلة عندما تجمع فريق من الصحافيين في 11 أيار/مايو لتغطية مداهمة إسرائيلية لمخيم جنين. وقبل أسابيع زادت الهجمات الإسرائيلية والفلسطينية وأدت لمقتل 16 إسرائيليا و30 فلسطينيا في نفس الفترة حسب صحيفة “نيويورك تايمز”. وبعد هذه الهجمات زادت إسرائيل من المداهمات، وفي ذلك اليوم الربيعي كانت أبو عاقلة تحقق في تقارير عن مقتل وجرح فلسطينيين في مداهمة عندما انطلق الرصاص. وتظهر لقطات الفيديو من المشهد أبو عاقلة ملقاة على وجهها بدون حراك وهي ترتدي سترة الصحافة، بعد إطلاق الرصاص.

وكان مقتلها حدثا جديرا بالملاحظة نظرا لشهرتها والظروف المحيطة بإطلاق الرصاص. لكن مقتل الصحافية ليس حدثا استثنائيا، فهذا العام سيكون الأكثر دموية للصحافيين وأكثر من ثلاثة أعوام. فقد سجلت لجنة حماية الصحافيين مقتل 44 صحافيا وعاملا في الإعلام في النصف الأول من 2022 وحده، بمن فيهم أبو عاقلة. وفي العام الماضي سجلت اللجنة مقتل 45 صحافيا مع نهايته وقتل 50 صحافيا في عام 2020.

مقتل الصحافيين الأمريكيين وهم يغطون الأحداث يمثل معضلة للبيت الأبيض والذي يتعين عليه التوفيق بين المصالح الأمريكية بالمنطقة وتحقيق العدالة

وتقول المجلة إن مقتل الصحافيين الأمريكيين وهم يغطون الأحداث يمثل معضلة للبيت الأبيض والذي يتعين عليه التوفيق بين المصالح الأمريكية بالمنطقة وتحقيق العدالة. ففي عام 2002 اختطف صحافي “وول ستريت جورنال” دانيال بيرل وعثرت على جثته المشوهة. وتعاون مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي أي) مع المسؤولين الباكستانيين للتحقيق في الجريمة. وتمت محاكمة المتهمين لكن الحكومة الباكستانية أفرجت عنهم لاحقا.

وفي عام 2012 قتلت الصحافية الأمريكية ماري غولفن وهي تغطي أحداث الثورة السورية. وبعد ثلاثة أعوام وجدت محكمة فدرالية أمريكية أن كولفن “استهدفت بسبب مهنتها”، واتهمت نظام بشار الأسد، لكن قتلتها لم يحاكموا أبدا. وفي عام 2018 نفت إدارة دونالد ترامب علاقة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بجريمة قتل الصحافي في “واشنطن بوست” جمال خاشقجي، رغم التقارير الأمنية المسربة. وبعد مقتل أبو عاقلة كتب السناتور كريس فان هولين (الديمقراطي عن ميريلاند) وباتريك ليهي (الديمقراطي عن فيرمونت) وكريستوفر ميرفي (الديمقراطي عن كونكتيكت) إلى بلينكن وطالبوا بتحقيق شفاف ودور أمريكي مباشر، وطلبوا أجوبة على 13 سؤالا بنهاية هذا الأسبوع.

وأرسل كل من السناتور كوري بوكر وبوب ميننديز عن نيوجرسي رسالة مشابهة وطالبوا الإدارة بتقديم تفاصيل عن التحقيق. وبالنسبة للينا وبقية عائلة أبو عاقلة فالحزن والغضب حاضران دائما، ولن تأتي الأجوبة إليهم سريعا. وعندما دعتهم إدارة بايدن للقدوم إلى العاصمة قاموا بشراء تذاكرهم للقاء بلينكن ويريدون لقاء شخصيا مع بايدن وتحقيقا مستقلا من وزارة العدل وأف بي أي.

وفي اللقاء الصحافي الذي أجري قبل مقابلة العائلة مساء الثلاثاء مع بلينكن، قال أنطوان أبو عاقلة إن العائلة شعرت بالخيبة من الحكومة الأمريكية و”كنا نأمل بموقف قوي لمواطنة أمريكية وصحافية معروفة قتلت برصاص قناص إسرائيلي. ونشعر بالخيبة ونأمل بتحقيق مستقل وتحقيق معمق وموثوق تفتحه الحكومة الأمريكية بمقتل شيرين والتي كانت فلسطينية ولكنها أمريكية أيضا. وكما تعرف فهذا سيعرض حياة كل أمريكي للخطر لو لم يتم التحرك”.

قال أنطوان أبو عاقلة إن العائلة شعرت بالخيبة من الحكومة الأمريكية

وأضافت لينا أبو عاقلة “الأهم من كل هذا أنها إنسانة قتلت بدم بارد، وكانت تقوم بحقها في حرية التعبير. وأقل شيء كان يمكن لهذه الإدارة عمله ولا يزال لديها متسع من الوقت هو فتح تحقيق شفاف ومعمق والأهم من هذا موثوق. ولم يفعلوا هذا، وما زعموا أنه تحقيق هو بيان أصدروه في 4 تموز/يوليو. وكان غامضا وتنقصه الشفافية وبدون أدلة تجيب على الأسئلة”. و”بالنسبة لنا كان مخيبا ومثيرا للغضب بعد رؤية المطالب الكثيرة من أعضاء الكونغرس والنقابات الصحافية ومنظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني، ولم يتم الاستجابة لكل هذا. وسنطالب بالمحاسبة والعدالة وأن تقوم الإدارة بعمل جدي”.

وأشارت المجلة إلى أن بايدن مصاب بكوفيد ولن تلتقي العائلة معه بالتأكيد، لكنها ستقابل كوري بوكر وبوب ميننديز وجيف ميركلي وكلهم أعضاء في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ ووقعوا على الرسالة التي أرسلت للخارجية. وطالب السناتور كريس فون هولين إدارة بايدن بفتح تحقيق مناسب.

وستقابل العائلة أعضاء في مجلس النواب، رشيدة طليب (الديمقراطية عن ميتشغان) وباربرا لي (الديمقراطية عن كاليفورنيا) وبيتي ماككولام (الديمقراطية عن مينسوتا) وكريس فان هولين.

وعبر أنطوان عن أمله من نتائج مثمرة من اللقاءات والتي ستشمل لقاءات مع محامين لمناقشة الخيارات و”نحن مستعدون وجاهزون لمتابعة أحسن الطرق لتحقيق المحاسبة”. ووصف أنطوان شقيقته شيرين بـ “الملاك، وكانت شخصية هادئة في البيت عندما كانت مراهقة ولا يسمع لها صوت. ولكن تخيل صوتها عندما كبرت. وأتذكر أنها كانت تأتي عندما كنا نتناول الغداء أو العشاء ثم تخبرنا عن تجربتها، جيدة أم سيئة. وفي كل مرة كانت تمر فيها بتجربة صعبة كانت تشركنا فيها، واللحظات الرهيبة التي يمر فيها الفلسطينيون وهم يواجهون الاحتلال”.

وقالت لينا “كانت أعز أصدقائي ودائما ما نظرت إليها وأنا أكبر وأردت أن أكون مثل شيرين وأن أصبح صحافية. وعندما كبرت اكتشفت كم كانت وظيفتها صعبة ومطالبها وتحديها وتعقيداتها، لكنها كانت دائما موجودة معي وإخوتي وعائلتي”. و”لم تتغيب عن مناسبة تخرج أو عيد ميلاد، وكانت عمة مرحة مع أنها تبدو جادة على الشاشة”. وأكد أنطوان أن شقيقته قتلت عمدا “فقد كانت صحافية معروفة وترتدي سترة الصحافة وخوذة، وكانت اللحظة هادئة وقبل إطلاق الجيش الإسرائيلي الرصاص الذي قتلها”. وأضافت لينا “كان هناك شهود عيان فلسطينيون، وأطلق النار على واحد من زملائها وأصيب، وكل الأدلة وشهود العيان تظهر بوضوح أنها استهدفت عمدا”.

وعلق أنطوان أن تصرفات الشرطة الإسرائيلية في جنازتها “لم تكن مبررة، وفي اللحظة التي خرجنا فيها بدأوا بضربنا ومهاجمة الجميع بالقنابل الصوتية”. وقالت لينا “كان مشهدا بربريا، وكانت (الشرطة) مسلحة حتى الأسنان، ولا زلت غير قادرة على فهم السبب. وأعتقد أنها طريقتهم لإسكاتها، وحتى بعد مقتلها كانوا يريدون إسكاتها ولكنني أعرف أن صوتها كان أعلى وكانت تقوم بتغطية الحدث”.

وأشارت لينا إلى مطالب الشرطة بعد مقتلها ومداهمة بيت العائلة حيث طلبوا إنزال الإعلام ومنعوا التجمع، مع أن العائلة اعتقدت أنها جاءت للتحقيق مما أثار الغضب “فهم لم يقتلوها فقط بل وجاءوا لوضع الشروط حول كيفية الحزن عليها”. وقال أنطوان إن الدعوة لواشنطن مقدرة لكنها ليست كافية “وما نحتاجه في الحقيقة بعض التحركات على الأرض لمعرفة أن هناك دعما قويا من الحكومة الأمريكية لمواطنيها في أي وقت وأي مكان. أعظم بلد في العالم يقف مع مواطنيه سواء كانوا في أمريكا أم في الخارج”.

وقال إن بعض الحكومات أصدرت بيانات وتعازي لكنها كانت أفضل من بيان 4 تموز/يوليو الذي كان مضرا ومثيرا للاشمئزاز. وأشار إلى مواقف الحكومة الأردنية والقطرية والسلطة الوطنية. وقالت لينا إن الحكومة الأمريكية تمارس ازدواجية في المعايير، ففي يوم حرية الصحافة أصدر بايدن بيانا تحدث فيه عن أهمية حماية الصحافيين وبخاصة في محاور الحرب. وأضافت معلقة على سؤال حول جمال خاشقجي “أعتقد أن الولايات المتحدة تهتم بالمكان الذي جاءوا منه وأين قتلوا. ولم تكن شيرين الصحافية الأولى التي تقتل”. وقالت “يجب ألا تكون استثناء، فقد كانت صحافية وصحافية أمريكية ومواطنة أمريكية ويجب الالتزام بنفس القيم مع شيرين”. وعلق أنطوان “خاشقجي هو في تفكيرنا، ونحن مهتمون بحرية الصحافيين في كل مكان، لأنهم يقومون بالكشف عن الحقيقة ويحاسبون الحكومات، وهم عرضة للخطر ويجب أن تكون هناك محاسبة”.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 13 / 2342227

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع اخترنا لكم  متابعة نشاط الموقع انتقاء التحرير   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

36 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 37

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28