] حالة خوف ودهشة في إسرائيل: بعدما تحسبت لانفجار الهبة في القدس.. هبّت النار في الخضيرة وبئر السبع - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الاثنين 28 آذار (مارس) 2022

حالة خوف ودهشة في إسرائيل: بعدما تحسبت لانفجار الهبة في القدس.. هبّت النار في الخضيرة وبئر السبع

الاثنين 28 آذار (مارس) 2022

تسود إسرائيل حالة غضب ودهشة وخوف من تنفيذ عملية الخضيرة على يد شابين من مدينة أم الفحم، يحملان الجنسية الإسرائيلية، بفارق أسبوع عن عملية مشابهة نفذها أيضا شاب من فلسطينيي الداخل، في قلب مدينة بئر السبع، مما دفع دولة الاحتلال لرفع حالة التأهب للدرجة الثانية على غرار درجة التأهب التي أعلنتها في مطلع مايو/ أيار 2021.

وتعرب جهات إسرائيلية وفلسطينية في الداخل عن تخوفها وتحسبها الشديد من عملية انتقام ينفذها متطرفون يهود من شأنها أن تفضي لاندلاع مواجهات خطيرة بين العرب واليهود خاصة في المدن الساحلية التي تعرف بالمدن المختلطة على غرار الانفجار الخطير ضمن “هبة الكرامة” في مايو/ أيار من العام الماضي.

كذلك وبعد عملية الخضيرة التي أعلن تنظيم “الدولة” عن تبنيها، تتفاقم المخاوف الإسرائيلية من تزايد انخراط فلسطينيين من الداخل في عمليات ضد أهداف إسرائيلية من ضمنها وربما أخطرها في السنوات الأخيرة، قيام ثلاثة شبان من مدينة أم الفحم بعملية في الحرم القدسي الشريف عام 2017، حيث قتلوا شرطيين إسرائيليين، وقبلها بعام، نفذ نشأت ملحم من قرية عارة المجاورة لأم الفحم عملية إطلاق النار داخل مقهى في قلب تل أبيب وقُتل بعد أسبوع قريبا من بيته في اشتباك مع قوات الأمن الإسرائيلية.

ولا تقل عملية الخضيرة خطورة، بل قد تكون أشد من سابقاتها داخل أراضي 48 لعدة عوامل، منها هوية منفذيّها، إبراهيم وأيمن اغبارية من أم الفحم، وهوية أحد ضحاياها (جندي حرس الحدود القتيل هو يزن فلاح من قرية كسرى الدرزية في الجليل) وأيضا توقيتها بعد أسبوع من عملية بئر السبع، وقبيل شهر رمضان والأعياد اليهودية التي تشهد عادة انتهاكات للحرم القدسي الشريف من قبل المستوطنين، وقبيل شهر من الذكرى السنوية للنكبة الفلسطينية، علاوة على ملابساتها. إذ تفيد معطيات إسرائيلية أن منفذيْ عملية الخضيرة استخدما مسدسين في إطلاق النار على جنديي “حرس الحدود” واستوليا على بندقيتيهما واستخدامهما في مواصلة إطلاق النار على المارة.

تنظيم “الدولة”

يجري الحديث عن أن إبراهيم اغبارية سبق وانضم لتنظيم “الدولة”. وقبيل تنفيذ العملية في الخضيرة، نشر تسجيل فيديو له ولزميله أيمن اغبارية (شقيقه ضابط في الشرطة الإسرائيلية) وهما يتلوان آيات قرآنية ويتعانقان ويتوعدان بالقتل، بقول أحدهما “والله لنذبحكم” علما أن منفذ عملية بئر السبع محمد غالب أبو القيعان، كان قد سجن خمس سنوات بعد إدانته بالانتماء لتنظيم “الدولة”. وعلى خلفية ذلك، تنوي المؤسسة الأمنية الإسرائيلية طبقا لتسريبات صحافية اليوم الإثنين، فتح ملفات نحو 70 من المواطنين العرب من فلسطينيي الداخل ممن اعتُقلوا وأدينوا بالانتماء لتنظيم “الدولة” لاعتبارهم بعد عمليتي بئر السبع والخضيرة بمثابة “خلايا نائمة” تستدعي مراقبتها وربما سجنها في خطوات احترازية وبموجب أنظمة الطوارئ الانتدابية.

مساع لمنع هبة مركزها القدس

يشار إلى أن إسرائيل تحاول منذ أسابيع الحيلولة دون انفجار هبة شعبية فلسطينية جديدة، تتزامن هذه المرة مع رمضان ومع الحرب في أوكرانيا. ولذلك طار وزير خارجيتها قبل ثلاثة أسابيع إلى عمّان لدعوة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى هذا المجهود خلال لقائه اليوم الإثنين مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله لهذا الغرض. وعلمت “القدس العربي” أن السلطة الفلسطينية ستبلغ العاهل الأردني بأن أي تدخل من طرفها للمساهمة في التهدئة مشروط بتعهد إسرائيل بوقف الانتهاكات للحرم القدسي الشريف، وهذا ما لم يتم بعد. كذلك تجري اتصالات غير معلنة لزيارة وشيكة لوزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومر بارليف إلى رام الله للقاء الرئيس عباس لذات الهدف. وسبق أن التقى الموفد الأمريكي الخاص هادي عمرو مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين لذات الغاية، لأن الولايات المتحدة معنية جدا بعدم وقوع انفجار جديد في الشرق الأوسط وهي مشغولة في مواقع أخرى أبرزها أوكرانيا.

التنسيق بين فلسطينيي الداخل والمقدسيين

وفي هذا المضمار، كشف رئيس لجنة المتابعة العليا داخل أراضي 48 محمد بركة لـ”القدس العربي” أنه ترأس وفدا من “المتابعة العليا” إلى القدس أمس الأحد، والتقوا ممثلين عن القوى الوطنية والإسلامية للتنسيق بين الجانبين. وقال بركة إن اللقاء تناول مخاطر اندلاع هبة شعبية جديدة، وتوافق المجتمعون على ضرورة الحذر من “الوقوع في فخ التوتير” الذي تستغله أوساط إسرائيلية لتحقيق مآرب خطيرة. وتابع: “كما هو الحال لدى جهات مختلفة، فوجئنا بالعملية في الخضيرة. فقد كانت الأنظار والاهتمامات موجهة للقدس وإذ بالنار تندلع في الداخل مرتين بفارق أسبوع واحد، مما يحتم النظر لخطورة استمرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي نازفا، ولخطورة استمرار الاحتلال أيضا، وينبغي قول ذلك رغم تحفظنا الشديد من استخدام السلاح في نضال العرب الفلسطينيين في إسرائيل الذي ينبغي أن يبقى مدنيا وسلميا فقط”.

مستنقع الاحتلال

وهذا ما يؤكده رئيس القائمة المشتركة النائب أيمن عودة، الذي أكد لـ”القدس العربي” أن استخدام السلاح ليس طريق فلسطينيي الداخل، خاصة عندما يطال مدنيين وأبرياء. لافتا لكون القيم العربية والدينية أيضا تحظر ذلك. في المقابل أشار عودة لخطورة “تعامل إسرائيل مع المجتمع العربي الفلسطيني فيها عبر فوهة الأمن”. وتابع: “لك أنت تنظر إلى ما يجري في النقب من اعتداءات، واضطرار البدو الفلسطينيين للعيش في ظروف غير إنسانية، وتعامل إسرائيل معهم كأعداء، وهم من طرفهم يستشعرون هذا العداء ويستشعرون التغييب والتهميش والنظر لهم كمواطنين مؤقتين وهم على أرض وطنهم”.

وفي ذات السياق، ذكّر عدد من قادة فلسطينيي الداخل بإهمال السلطات الإسرائيلية لانتشار السلاح في الشارع العربي، وتحذيرهم لها من مغبة انتهاج سياسة “فخار يكسّر بعضه” منذ هبة القدس والأقصى عام 2000، ومن أن السلاح الجنائي المستخدم ضد أهداف عربية في الداخل، من شأنه أن يهدد اليهود أيضا، ولكن حتى الآن دون جدوى. إذا لم تتم مكافحة “فوضى السلاح” وانتشار الجريمة.

لكن إسرائيل لا تتجاهل تفشي الجريمة داخل أراضي 48 فحسب، بل تمعن في تجاهل القضية الفلسطينية وتراهن على إمكانية تحقيق سلام مع العرب بدون تسوية القضية الفلسطينية من خلال التطبيع مع دول عربية وبناء منظومة مصالح بينها وبين أنظمة عربية حاكمة. ولذا جاءت عملية الخضيرة لتصب الماء البارد على الاحتفالية الإسرائيلية في اجتماع وزراء الخارجية في النقب قريبا من ضريح دافيد بن غوريون، وتذكّر بأن القضية الفلسطينية هي الأساس وستبقى حيّة، وأن تجاهلها يعبر عن سلوك النعامة وسياسة طمر الرأس في الرمل، للتعامي عن حقيقة شعب يعيش تحت الاحتلال وينشد حريته وسيادته.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 22 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع فلسطيننا المحتلة  متابعة نشاط الموقع شؤون ومتابعات فلسطينية  متابعة نشاط الموقع المقاومة  متابعة نشاط الموقع عمليات الكتائب الشعبية   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

38 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 39

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28