انتقد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بشدة المسؤولين اللبنانيين و”خضوعهم للإملاءات الأمريكية”، في خطاب وجهه مساء الثلاثاء.
وقال نصرالله إنه “كان من مصلحة لبنان أن يمتنع عن التصويت في الأمم المتحدة ولكنه صوّت ضد روسيا”، في إشارة إلى تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار يدين الغزو الروسي لأوكرانيا، ويطالب موسكو بالانسحاب الفوري.
وأسف نصرالله “لأن البيان الرسمي اللبناني الذي صدر باسم وزارة الخارجية اللبنانية ذهب إلى السفارة الأمريكية والسفارة عدّلت عليه، ما يعني أن هذا البيان مكتوب من قبل السفارة الأمريكية فهل هذه هي السيادة؟”.
وخلال احتفال لحزب الله بمناسبة “يوم الجريح”، قال نصرالله “إذا كان المسؤولون اللبنانيون يريدون إرضاء أمريكا فلن يستطيعوا ذلك لأن لا حدود لمطالبها، وإن الخضوع للإملاءات لن ينقذ لبنان بل سيزيد من مصائبه”.
وإذا كان نصرالله لم يحدّد هوية هؤلاء المسؤولين إلا أنه قصد بداية وزير الخارجية ومن خلفه رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة من دون أن يوفّر البطريرك الماروني بسؤاله “أين دعاة الحياد؟”. ولفت إلى أن “المطلوب من لبنان أن يقول للأمريكي إن اللبنانيين ليسوا عبيدا عنده فهذا ما تمليه السيادة”، متسائلًا: “أين النأي بالنفس الذي تنادي به الحكومة؟ ولماذا صمت الذين يدعون الحياد أمام البيان اللبناني؟”.
وأضاف “نحن كحزب لسنا مع النأي بالنفس لكن القوى السياسية اتفقت على النأي بالنفس في الحكومة لكن أين هذا النأي بالنفس؟”، معتبراً “أن كل الكلام الذي سمعناه عن الحياد والنأي بالنفس مجرد ذريعة للتهرب من المسؤوليات، وعندما يتعلق الأمر بالأمريكي يختفي الحديث عن الحياد والنأي بالنفس، وأنَّ ما جرى يسقط أكذوبة أن حزب الله يهيمن على قرار الدولة اللبنانية”.
وتابع “لو كان حزب الله يهيمن على قرار الدولة اللبنانية هل كان يمكن أن تصدر الخارجية اللبنانية بيانًا من هذا النوع وترسله إلى السفارة الأمريكية وتعدل عليه وترفع الصوت فيه، لو كان حزب الله يهيمن على قرار الدولة اللبنانية هل كان يمكن أن تصوت إلى جانب أمريكا؟”. وسأل “فليقولوا لنا ماذا قدمت لهم أمريكا؟”، مبينًا أنَّه “حتى هذه اللحظة لم تقدم الإدارة الأمريكية أي مستند خطي إلى مصر والأردن أنه إذا أدخلوا الغاز من سوريا إلى لبنان بأنهم محميون من قانون قيصر وكل ما يقوله الأمريكي هو كذب وخداع”.
وختم أنَّه “منذ سنة ونصف عندما تحدثنا عن الاتجاه شرقا أتت شركات صينية وروسية وعرضت عروضات حقيقية للكهرباء لكنها لم تأخذ جوابا لأن الأمريكي يمنع ذلك”.