شارك العشرات من المقدسيين صباح اليوم الأحد، في الوقفة الاحتجاجية أمام مبنى بلدية الاحتلال بشارع يافا في القدس، وذلك احتجاجا على سياسة هدم المنازل والمنشآت الفلسطينية بالقدس.
وتعتبر هذه الوقفة الثانية التي ينظمها المقدسيون خلال أسبوع، احتجاجا على عمليات هدم منشآت المقدسيين السكنية والتجارية والزراعية وتشريد المئات من مساكنهم وقطع أرزاقهم.
وخلال كانون الثاني/يناير الماضي، تم توثيق هدم 34 منشأة سكنية وتجارية وزراعية في القدس وضواحيها.
وأُطلقت دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لحشد المقدسيين والمتضررين من بلدية الاحتلال في ظل استمرارها في عمليات الهدم في بلدات وقرى القدس.
وجاء في الدعوات أن “بلدية الاحتلال لا ترحم أحدًا، فأوامر الهدم طالت الجميع في القدس بكل أحيائها”.
وأضافت أن عمليات التهجير باتت ممنهجة لتفريغ القدس من الفلسطينيين، حيث دعا النشطاء إلى الوقفة الاحتجاجية التي وصفوها بـ “وقفة الرجال”، وقالوا “هبوا إلى الدفاع عن عرضكم وأرضكم وبيوتكم”.
وجاء في دعوات الاحتجاج “مئات المنازل في القدس مهددة بالهدم خلال شهور قليلة، وغالبيتها في جبل المكبر”.
ويتهدد الهدم الفوري مئات المنازل في القدس وفقا لقانون “كمينتس” المصادق عليه في آواخر العام 2017، (تعديل رقم 116 لقانون التنظيم والبناء)، والذي وضع شروطا تعجيزية لترخيص المنازل وتمديد أوامر الهدم للمنازل غير المرخصة.
وخلال الأشهر القادمة ستشهد القدس أرقاما قياسية لهدم المنازل، وقد تصل إلى 250 منزل ومنشأة نصفها تقريبا في منطقة جبل المكبر، بحيث أن الحلول القانونية لتفادي مجازر الهدم ستكون عاجزة تماما.
فيما شنت قوات احتلال الإسرائيلي فجر اليوم الأحد، حملة مداهمات وتفتيشات في مناطق مختلفة بالضفة الغربية تخللها اعتقال عددا من المواطنين، فيما واصلت قوات الاحتلال وللأسبوع الثاني على التوالي التضييق على المتضامين وأهالي حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة.
واعتقلت قوات الاحتلال أحمد محمد شاكر طقاطقة ، وعلي شاهر طقاطقة، بعد أن داهمت منزلي ذويهما في بلدة بيت فجار قضاء بيت لحم.
وفي محافظة الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال شابا من مخيم الفوار وفتشت عدة منازل في بلدة ترقوميا.
وأفاد مواطنون، بأن قوات الاحتلال داهمت مخيم الفوار جنوب الخليل واعتقلت الشاب أحمد فايق نصار بعد تفتيش منزله، كما فتشت عدة منازل في بلدة ترقوميا، عرف منها من أصحابها صالح شحرور وشقيقه فهد، في منطقة وعر شرق البلدة.
وفي القدس المحتلة، اعتدت قوات الاحتلال في ساعات متأخرة من الليل على مواطنين ومتضامنين في حي الشيخ جراح.
وأجبرت قوات الاحتلال جميع المتضامنين على إخلاء الشيخ جراح، وضيقت الخناق على الصحافيين، ومنعتهم من تغطية ما جرى من اعتداءات بالحي.
كما أجبرت الناشط المقدسي محمد أبو الحمص على مغادرة الحي، حيث يقيم مكتبا رمزيا مقابل مكتب عضو الكنيست إيتمار بن غفير، ردا على نقل الأخير مكتبه وسط “الشيخ جراح”.
واعتدت قوات الاحتلال على شاب، وكثفت من وجودها العسكري، ونشرت الحواجز الحديدية، وفرضت طوقا عسكريا مشددا على الحي.
وكان الأهالي والمتضامنون معهم تجمعوا، مساء السبت، لليوم الثامن تواليا، وأشعلوا مواقد النار للتدفئة وسط برودة الطقس، احتجاجا على سياسات الاحتلال بحق سكان الشيخ جراح.
ويعاني أهالي الحي من هجمة للمستوطنين بحماية قوات الاحتلال، التي تمارس قمعا متواصلا بحق المواطنين والمتضامين معهم، وتغلق مداخل الحي، في حين تسمح للمستوطنين بممارسة استفزازاتهم بحرية.
واندلعت مواجهات شديدة خلال الأسبوع الماضي في الحي، اعتدت خلالها قوات الاحتلال بوحشيةٍ على الأهالي والمتضامنين، ما أدى لتسجيل عشرات الإصابات، تنوعت ما بين اعتداء بالضرب وغاز الفلفل والسقوط وقنابل الصوت.
وتواصل قوات الاحتلال إغلاق محيط مكتب بن غفير وعزله عن محيطه، وسط استفزازات متكررة من المستوطنين بتوجيه الشتائم والتهديد بغاز الفلفل ومحاولة ضرب الشبان.