] نحو الانتفاضة الشاملة - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الاثنين 1 أيار (مايو) 2017

نحو الانتفاضة الشاملة

يونس السيد
الاثنين 1 أيار (مايو) 2017

على الرغم من أن إضراب الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني، جاء كمن يسبح عكس التيار، في ظروف إقليمية ودولية مغايرة، إلا أنه يحسب للأسرى أنهم قرعوا جرس الإنذار، بما يسمح بتحويل معركة الحرية والكرامة إلى معركة كل الفلسطينيين، وتطوير هذه المعركة إلى انتفاضة شعبية شاملة، ليس فقط من أجل الحصول على حقوقهم المطلبية المشروعة، بل من أجل الخلاص من الاحتلال وانتزاع الحرية والاستقلال.
وليس بعيداً عن قهر الاحتلال وآلته القمعية وعمليات البطش والتنكيل وسياسات العزل الانفرادي وكل ما تفتقت عنه عبقرية الاحتلال في ابتداع أدوات الموت البطيء للأسرى البواسل الذين يصرون على مواجهتها بسلاح الجوع والأمعاء الخاوية، فإن المواجهات التي اندلعت بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال في طول الأرض المحتلة وعرضها، وما رافقها من إضراب عام لم نشهده منذ سنوات، وما يبديه الفلسطينيون من استعداد لتطوير هذه المواجهات وإدامة الاشتباك مع الاحتلال، كلها عوامل تشي بأن الانفجار الشعبي قادم لا محالة، وأن انتفاضة شعبية شاملة آخذة في التبلور ليس من أجل إنجاح إضراب الأسرى فحسب، وإنما لإزاحة الاحتلال برمته عن كاهل الشعب الفلسطيني.
والمسألة هنا ليست مجرد تمنيات، بقدر ما هي محاولة لقراءة الظروف الواقعية للفلسطينيين، فعوامل الضغط الصهيونية وجبروت الاحتلال وإجراءاته القمعية من حملات البطش والقمع والاعتقال إلى التهجير والمصادرة والاستيطان والتهويد بلغت ذروتها وباتت تهدد الحياة اليومية للفلسطينيين، وتدفعهم نحو الحائط، وبالتالي لم يعد ثمة ما يخسرونه وكأن لسان حالهم يقول «علي وعلى أعدائي يا رب». يضاف إلى ذلك، أن أمل الفلسطينيين بإصلاح ذات البين وإنهاء الانقسام الداخلي بات ضرباً من الخيال، ما يدفع باتجاه صحوة فلسطينية لإمساك الشعب بقضيته الوطنية، بعيداً عن القيادات المتناحرة، ورهانات التسوية التي لم يبقَ منها سوى التنسيق الأمني مع الاحتلال.
وفي القراءة السياسية، ثمة عوامل كثيرة تخدم نجاح إضراب الأسرى إذا ما أحسن الاستفادة منها، فالإضراب بحد ذاته بات يشكل عاملاً ضاغطاً على خطط ترامب لعقد ما يسمى «صفقة تاريخية» يجري التحضير لها لتسوية الصراع في المنطقة، وسيكون حاضراً لإجبار نتنياهو على تقديم تنازلات للأسرى خوفاً من عرقلة التسوية المفترضة، لكن الأهم هو مسؤولية الفصائل والقوى والمؤسسات الوطنية والحركات الشبابية والطلابية في التعبئة الشعبية بما يجعل من معركة الأسرى معركة الكل الفلسطيني، ودفع الفلسطينيين لتطوير المواجهة وإدامة الاشتباك مع الاحتلال، علاوة على القيام بأوسع فعاليات تضامنية خارج الأرض المحتلة، وفرض القضية الفلسطينية من جديد على أجندة الساحة الدولية.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 18 / 2333947

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

95 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 96

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28