الفضائح الإسرائيلية في العالم لا تتوقف، وهي تدير شبكة من سفارات وشركات ومؤسسات ولوبيات يهودية ورجال أعمال ونساء وسياسيين وصحفيين ورجال دين، باستخدام نفوذ ترتكز أضلاعه على الثالوث المقدس: المال والجنس والقتل.
أعمال التخريب الإسرائيلية لا تتوقف عند حدود الاغتيالات كما حدث مع الشهيد التونسي محمد الزواري الذي اغتاله عناصر الموساد في تونس مؤخرا، بل تتعداها إلى استخدام وسائل أخرى، اقتصادية وسياسية أو رشاوى وفضائح جنسية وتسجيلات وغيرها، والعدو الإسرائيلي بارع في استخدام هذه “الخلطة السرية”، وقد اعترفت وزيرة خارجيته السابقة، تسيبي ليفني، بأنها مارست الجنس مع “مسؤولين” للحصول على معلومات، بفتوى من أحد الحاخامات اليهود الذي أجاز لها استخدام جسدها لخدمة “إسرائيل”.
ولذلك فإن ما قام به الدبلوماسي في السفارة الإسرائيلية في لندن شاي ماسوت من عبث وتخريب وتآمر على دبلوماسيين ونواب بريطانيين ليس أمر غريبا، بل يقع في صلب السياسة الإسرائيلية.
المفاجأة هذه المرة هي أن شبكة الجزيرة سجلت سبقا وتمكنت من فضح الدسائس والمؤامرات الإسرائيلية بالصوت والصورة، بطريقة حولت ما قامت به السفارة الإسرائيلية في بريطانيا إلى عاصفة كبيرة، لأن ما بثته كان “فضائح إسرائيلية بالجملة”، رغم أنها ليس أكثر من رأس هرم الفضائح.
الكيان الإسرائيلي تلقى ضربة موجعة أدت حتى الآن إلى استقالة مسؤولة بريطانية كبيرة وسحب الدبلوماسي من لندن، وبدء حملة للمطالبة بالتحقيق حول “تدخلات” السفارة الإسرائيلية في الحياة السياسية البريطانية، لكن حكومة نتنياهو تعمل على إخماد هذه العاصفة باستخدام أذرعها الاستخباراتية ونفوذها في عالم الإعلام والسياسة والاقتصاد والملاهي الليلية، ونجحت في دفع الحكومة البريطانية إلى اعتبار أن “الموضوع منتهٍ”. وبالطبع فإن الفضيحة الإسرائيلية ستموت حتما إذا سكت الإعلام البريطاني عن القصة وستتحول إلى جزء من ماض لن يتذكره أحد.