فاجأ قرار حكومة العدو، بإقامة مستعمرة إسرائيلية جديدة، في منطقة رام الله على أرض قرية جالود، بعد “20”سنة من التوقف، إذ إن النشاط الاستيطاني خلال تلك المدة، كان محصورا في إقامة وحدات سكنية في المستعمرات المقامة، وهو ما أصطلح على تسميته “بتسمينها”، أو إقامة بؤر استيطانية في أعالي الجبال على الأغلب، وهي ليست محل إجماع إسرائيلي. فاجـأ هذا القرار أصدقاء وحلفاء العدو، بدءأ من الإدارة الأميركية الجديدة، وليس انتهاء باتحاد الدول الأوروبية “27” دولة، المتواطئة دوما مع العدو. فهذا القرار أو بالأحرى العدوان الجديد، يؤشر إلى جملة حقائق ومستجدات خطيرة جدا أهمها:
أولا: يجيء هذا القرار بعد اتفاق أميركي-إسرائيلي، باقتصار الاستيطان على المستعمرات الكبيرة، وهو ما عرف بخطة “ترامب الاستيطانية”. ما يؤكد أن حكومة الإرهابي نتنياهو، ترفض هذه الخطة، وترفض التوقف عن الاستيطان، لا بل تصر على إقامة مستعمرات جديدة، مراهنة على الموقف الأميركي المنحاز دائما وأبدا للاحتلال وللاستيطان.
ثانيا: يشكل هذا العدوان تحديا صارخا جديدا لقرار مجلس الأمن رقم 2334، الذي دعا إسرائيل لوقف الاستيطان وإزالة المستوطنات، لأنها غير شرعية.
ثالثا: ويؤكد من جهة أخرى عجز المجتمع الدولي، وبالأخص مجلس الأمن عن اتخاذ الإجراءات الحاسمة الرادعة للجم العدوان الإسرائيلي، الذي استشرى، وفاق كل الحدود. وبات يشكل خطرا على السلم الدولي.
رابعا: استنادا إلى ما سبق ... فإن العدو الصهيوني لم يكن ليجرؤ على اتخاذ هذا القرار، لولا ثقته المطلقة بالدعم الأميركي ... وقد تجلى هذا الموقف في كلمة ممثلة أميركا بمجلس الأمن “نيكي هابلي” في مؤتمر الايباك مؤخرا، إذ لجأت إلى الشتيمة والسباب وهي تدافع عن إسرائيل، ما يعكس مدى الدونية والانحطاط في خطابها وفي سلوكها، وقد هددت بضرب كل من يعادي إسرائيل بحذائها ذي الكعب العالي. إن هذا الإسفاف الخطير في خطاب ممثلة أميركا في أرفع هيئة دولية، يشي بحجم الانهيار الأخلاقي، والدرك الأسفل الذي وصلت إليه السياسة الأميركية.
خامسا: إن إقامة مستعمرة جديدة، يعني أن الصراع دخل مرحلة جديدة، ونعني مرحلة ضم الضفة الغربية، باعتبار الأرض الفلسطينية كلها، هي “أرض إسرائيلية” ...!! ما يشكل نهاية لمرحلة المفاوضات، التي استمرت لأكثر من عقدين، وبداية لمرحلة صهيونية جديدة، تتمحور حول فرض الرؤية الصهيونية، والتي شرحها مطولا الإرهابي نتنياهو في كتابه “مكان تحت الشمس”، وعصبها عدم إقامة دولة فلسطينية في الأرض الفلسطينية المحتلة وبحدود الرابع من حزيران.
ومن ناحية أخرى فلقد جاء قرار العدو قبل لقاء ترامب-عباس في البيت الأبيض، ما يعني قطع الطريق على أي تفاهم فلسطيني-أميركي، ووضع الرئيس الأميركي أمام الحقائق الجديدة التي فرضها الاحتلال الصهيوني على الارض الفلسطينية.
باختصار ...
العدو الصهيوني يكشف مرة أخرى عن وجهه الحقيقي، عن أهدافه وخططه ... فالاستيطان في قناعته عمل مشروع، فالأرض كلها إسرائيلية كما يدعي. وهذا يرتب على القيادة الفلسطينية أن تخرج من مربع الوهم، ومن مربع الانتظار، وتطرح جانبا كذبة السلام، وتمزق “اوسلو”، وتعود إلى ذاتها ... إلى شعبها ... وتفجر ثورة شعبية حقيقية، ببرنامج واضح محدد يجمع كل الفصائل، بعد أن ثبت أن العدو لا يفهم إلا لغة واحدة ... هي لغة المقاومة.
الثلاثاء 4 نيسان (أبريل) 2017
تطورات خطيرة ...!!!
رشيد حسن
الثلاثاء 4 نيسان (أبريل) 2017
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
22 /
2360368
ar أقلام wikipedia | OPML OPML
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
6 من الزوار الآن
Visiteurs connectés : 3