“نكبة حقيقة” هكذا وصف أهالي مخيم جنين شمال الضفة الغربية منظر العائلات وهي تخلي المخيم بعد أكثر من 20 ساعة من القصف المتواصل وقطع جميع شبكات المياه والكهرباء.
الهلال الأحمر الفلسطيني قال إنه قام بإخلاء 500 عائلة من المخيم (حوالي 3000 فلسطيني) من المخيم بسبب الظروف الغير الآمنة التي باتوا يوجهونها، من قصف لمنازلهم ومداهمات القوات الإسرائيلية.
رئيس مجلس خدمات المخيم قال إن جزءاً من عملية الإخلاء جاءت بناء على طلب الأهالي الذين باتوا في مواجهة الخطر الشديد، بعد تشديد الاحتلال الحصار عليهم في المخيم، حيث بات المخيم بيئة غير آمنة لهم.
هذا إلى جانب تدمير البنية التحتية للمخيم، والذي بات الآن بلا كهرباء ولا ماء أو خدمات بعد تدمير كافة الشبكات، إلى جانب منع الأهالي من التزود بالمواد الغذائية.
وبحسب الصباغ فإن هذه العائلات سيتم استيعابها في المدارس والمقرات الأمنية والمركز الكوري، هذا إلى جانب عشرات العائلات من مدينة جنين وما حولها التي فتحت أبواب منازلها لاستقبال النازحين.
ونشر العشرات من المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومجموعات الواتس أب أرقامهم وعناوينهم لاستقبال النازحين، هذا بالإضافة إلى تأمين المواد الغذائية والمياه لهم.
ويسكن مخيم جنين أكثر من 14 ألف فلسطيني تهجروا من بلادهم الأصلية عام 1948، وهذا النزوح بالنسبة لهم ليس الأول ولا الأخير بعد نكبتهم الأولى وتهجيرهم من بلادهم الأصلية، فقد عاش بعضهم هذا النزوح في العام 2002 في اجتياح المخيم الكبير...
وبحسب الصباغ فإن عملية الإخلاء لا تزال مستمرة وأن أكثر من 70% من الأهالي خرجوا من المخيم.
من جهته قال مراد طوالبة من لجنة التنسيق الفصائلي في المخيم إن هذا النزوح يأتي بسبب الظلم الذي وقع على أهالي المخيم الذين تركوا بلا دعم حقيقي لهم، فالمخيم بلا أي خدمات بعد تدمير الاحتلال لكل مقومات الحياة فيه.
وتابع:“الاحتلال هو من أجبر الأهالي على الخروج من بيوتهم الآمنة، فهو لا يزال يقصف ويروع ويهدم في المخيم”، وبحسب طوالبة فإن العودة إلى المخيم لن تطول وأن الأهالي سيتمكنون من إعادة بنائه مجددا ولو طال الوقت.
ورغم حالة النزوح الذي يعيشه الأهالي إلا أنهم لم يسلموا من اعتداءات قوات الاحتلال التي أطلقت الرصاص وقنابل الغاز والصوت باتجاه بعضهم ، مما أدى إلى إصابة العشرات منهم بالاختناق من بينهم أطفال