أدى دونالد ترامب أمس اليمين الدستورية ليصبح الرئيس الـ 45 للولايات المتحدة، مدشناً بذلك عهداً جديداً يجمع بين الوضوح والجرأة في المواقف السياسية، والغموض في كيفية التعامل مع الكثير من الملفات الحساسة في الشرق الأوسط والعالم، مما يجعله أكثر الرؤساء الأمريكيين جدلا.
وقد انعكس ذلك في مراسم حفل التنصيب التي اجتمع فيها النقيضان في آن واحد، حيث شهد حضوراً واسعاً رسمياً وشعبياً، وفي الوقت نفسه شهد أكبر مقاطعة من الديمقراطيين، حيث قاطع 60 نائباً ديمقراطياً الحفل، فيما ارتفعت أصوات المتظاهرين المحتجين في واشنطن على دخول ترامب إلى البيت الأبيض وسرعان ما تحولت إلى مواجهات مع الشرطة. فيما أكدت استطلاعات الرأي أن الأمريكيين أصبحوا أكثر انقساماً من أي عهد سابق.
خطاب القسم غابت عنه اللهجة التصعيدية التي اعتاد الناس عليها في خطابات الحملة الانتخابية، وقد تجددت فيه الشعارات للداخل والخارج، لكنه لم يقدم رؤية تفصيلية سواء لكيفية تعامله مع الملف الاقتصادي، وكذلك بالنسبة لمحاربة الإرهاب وآليات تنفيذ سياسته الخارجية.
ولعل هذا ما يزيد الغموض في مستقبل السياسة الأمريكية في عهد ترامب، فهل سيتراجع عن الكثير من الوعود الشعبوية التي قطعها على نفسه خلال الانتخابات أم سيرضخ للرأي العام الأمريكي؟.. التساؤلات كثيرة خصوصا وأن الولايات المتحدة دولة مؤسسات ودور الرئيس يبقى محكوماً بالمصالح الأمريكية العليا.. الحكم على عهد ترامب لن يكون متاحاً قبل بضعة أشهر.