بمقدور أي قارئ عربي حصيف أن يحزر معظم ما سوف يكتب من مقالات وتعليقات حول وعد ترامب بنقل سفارة بلاده إلى القدس، خصوصاً إذا أخذت التحذيرات العربية من هذه الخطوة على محمل الجد وفي مقدمتها تنفيذ ما وعد به العرب وهو قطع العلاقات الدبلوماسية مع أي دولة في العالم تنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، وسيكون من السهل أيضاً على القارئ أن يحزر مسبقاً ما سوف يصدر عن السلطة الوطنية الفلسطينية، سواء كانت تصريحات متعاقبة أو حراكاً دبلوماسياً بدءاً من موسكو للحيلولة دون تنفيذ وعد ترامب الذي يأتي بمثابة احتفال مئوي أمريكي بذكرى وعد بلفور.
لكن ما الذي لا يتوقعه القارئ حول هذه الخطوة التي تندرج في خانة المجازفات بل الحماقات السياسية التي لا يتورط بها إلا مغامر؟
ما سوف تخسره الولايات المتحدة من نقل السفارة أبعد من كل التوقعات سواء على صعيد الرأي العام الأمريكي أو الاتحاد الأوروبي أو على أي صعيد آخر، فالمشهد الآن استثنائي بامتياز، بحيث تصبح أجندة الولايات المتحدة تابعة لتل أبيب وليست متطابقة معها فقط، وقد يبقى الشجب لهذه الخطوة واستنكارها دبلوماسياً وأخلاقياً في نطاق الكلام، وذلك قياساً على مواقف سابقة اتخذتها واشنطن رغم ارتفاع الأصوات الشاجبة بمختلف اللغات، وكان من نتائجها ملايين الضحايا من العرب وغير العرب إضافة إلى آلاف الضحايا من الأمريكيين أنفسهم!
فهل سنلتقي جميعاً عند مفترق حاسم بين الكلمة العزلاء والفعل المدجج ونمارس أضعف الإيمان، سواء كان ذلك باللسان أو القلب فقط؟
وما قاله بعض المراقبين ممن استبعدوا حدوث هذه الخطوة التي تشكل عائقاً جذرياً أمام السلام بأن ما وعد به ترامب المرشح قد يتراجع عنه ترامب الرئيس، لكن الرئيس أجاب عن سؤال حول هذا الموقف بوضوح قائلاً إنه لن يتخلى عن وعده ولن يخذل من وعدهم!
والسؤال الذي يتهرب منه معظم من يتصدون لهذه الخطوة هو: هل سيرفرف العلم الأمريكي في سماء القدس ويكون اليوم التالي مجرد يوم آخر.
الاثنين 23 كانون الثاني (يناير) 2017
وعد ترامب ووعيده
خيري منصور
الاثنين 23 كانون الثاني (يناير) 2017
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
10 /
2356263
ar أقلام wikipedia | OPML OPML
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
12 من الزوار الآن
Visiteurs connectés : 7