أبرع النصابين في العالم هم الذي يجيدون زرع الثقة في عقول ضحاياهم، وأبرع الكذابين هم الذين يسوقون أكاذيبهم على أنها حقائق، وأخطر المتآمرين هم الذي يبرعون في إقناع ضحاياهم أن “نظرية المؤامرة” مجرد وهم لا وجود له، في الوقت الذي يحيكون فيه المؤامرات بمغازل الشيطان نفسه.
ينطبق هذا الوصف على السفارة الإسرائيلية في لندن التي علقت على فضيحة مؤامراتها في بريطانيا، بأنها أقوال صدرت عن “أحد صغار الموظفين وستنتهي فترة عمله مع السفارة قريبا”.
لم تجد سفارة الكيان الإسرائيلي مناصا من الاعتراف “الاحتيالي” بعد أن كشفت شبكة الجزيرة “الطابق” بالصوت والصورة، وقدمت الدليل الدامغ على المؤامرات التي يحيكها “شاي ماسوت” المسؤول السياسي في السفارة الذي كان يتآمر لإسقاط وزراء ونواب بريطانيين يعارضون الكيان الإسرائيلي، ويخطط لاختراق الحزبين الكبيرين في بريطانيا “المحافظين والعمال”، إلا أن السفارة زعمت أنه “موظف صغير”.
ردة الفعل البريطانية غريبة فوزير الخارجية، الذي وصفه الدبلوماسي الإسرائيلي بـ“الأحمق” اعتبر “الملف مغلق”، وهو ما أثار حفيظة زعيم حزب العمال البريطاني المعارض جريمي كوربن الذي طالب رئيسة الوزراء تيريزا ماي بإجراء تحقيق جدي بشأن فضيحة الدبلوماسي الإسرائيلي واللوبي التابع للسفارة في بريطانيا، وأن تتعامل مع ما ورد في الفيلم باعتباره “قضية أمن قومي”. ومحاولة “للنيل من الديمقراطية البريطانية”.
بريطانيا هي “أم المؤامرات” في العالم، منذ “وعد بلفور” و“سايكس- بيكو”، لكن الكيان الإسرائيلي وسفارته أثبت أنه أقدر على التآمر من “المتآمر الأعظم”، وأنه “لعيب” من الطراز الأول، ولو أن دولة أخرى غير الكيان الإسرائيلي فعلت ذلك فلربما أعلنت بريطانيا “حربا صليبية” ضدها، أما تآمر سفارة الكيان الإسرائيلي في لندن فينطبق عليها المثل الشعبي “ضرب الحبيب زبيب”.