كعادتهم تركونا وحدنا، كعادتهم يتفرجون على دمنا ولحمنا، كعادتهم يتنصّلون من واجباتهم ومسؤلياتهم، هكذا تبدو صورة الواقع بعد أيام على معركة الشعب الفلسطيني نيابة عن الأمة الاسلامية والمسيحية في حماية مقدساتها.
لكن بمزيد من التدقيق، نكتشف أن بعضهم منخرط في العدوان على شعبنا حتى أذنيه، في وحل العار والخيانة ، لكنه هذه المرة لا يخون شعبا عربيا شقيقا، ولا يخون أخلاق الشرف والرجولة، إنه يخون الله ورسوله وأقصاه جملة واحدة.
في بيروت غنى الراحل أبو علي حسين المنذر مع عاشقيه، تسعين يوم يا بيروت ، وجلجل كانوا معانا بالصوت والصورة ذابت في الميه، اليوم هم ليسوا معنا ولا مع جند الله، لا صورة ولاصوت، بل بعضهم استقبل جيوش الامريكان في قواعده تمهيدا لاجتياح غزة وأهلها.
اليوم تنكشف كل الأكاذيب، وترى الأعين وتسمع دولا ورؤساء مثل الامريكاني الذي صرفوا من عمر الاجيال جيلا كاملا وهم يرددون اسطوانات الببغاء في الوسيط والحليف الامريكاني، ليضرب في وجوههم حذاءه علانية ويقول للمعتدي عليكم ابادة غزة!
هناك في مقاطعة رام الله يخرسون ولا ينبسون ببنت شفة لأنهم قد وجدوا أنفسهم في معركة شعبهم بلا فائدة تذكر، ولن تنفعهم ايضا الاسطوانة المشروخة اياها التي رددوها في الحروب والاعتداءات السابقة على غزة، ببساطة لان هذه معركة الوجود وهم لا وجود لهم الا عصى على ظهر شعبهم.
نعم ايها العالم الذي كشفنا وجهه اليوم، انت لك مكيال واحد هو مكيال الصهيونية، ونحن لم نعد ننتظر منك شيئا ولا نتوقع منك شيئا بعد دجلك الكبير لثلاثة ارباع القرن، قد عبر الفلسطيني، ليس فقط الحدود، بل عبرنا الحقيقة وسنصنع نصرنا....