أقل من أسبوعين بقيا على فتح البيت الأبيض أبوابه أمام الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب، منذ أن فاز في الانتخابات الأخيرة قبل شهرين، وهي فترة كانت مليئة بالتحليلات والتخمينات للسياسة التي سيتبعها الرجل في الشؤون الداخلية والخارجية، بخاصة أن مواقفه قبل انتخابه كانت مثيرة للجدل والانقسام داخل المجتمع الأمريكي.
كل الشواهد تشير إلى أن ترامب سيحدث قطيعة تامة مع سياسة سلفه باراك أوباما، على الصعد كافة، بدرجة رئيسية تلك المتصلة بعلاقة الولايات المتحدة بالخارج، وبالذات مع روسيا، التي لا يبدو أن ترامب سيتخلى عن المرونة التي أبداها تجاه الرئيس فلاديمير بوتين، الذي أشاد به خلال حملاته الانتخابية، وحتى بعد فوزه.
جاءت خطوة بوتين الأخيرة التي امتنع فيها عن الرد على الأزمة الدبلوماسية التي نشبت بين البلدين، وتمثلت بطرد 35 من أعضاء البعثة الروسية في الولايات المتحدة لتشكل بادرة حسن نية من «القيصر» تجاه ترامب، و«عربوناً» لصداقة قد تنعكس على مختلف مجالات التعاون بينهما.
لاشك أن تغييرات جذرية سيحدثها ترامب على السياسة الخارجية الأمريكية، بخاصة ما يتعلق بملفات الصراع الساخنة في العالم، ومنها منطقة الشرق الأوسط، فمن الواضح أن ترامب لديه حسابات بعكس سياسة الإدارة السابقة، وتدل التصريحات التي يدلي بها منذ ما قبل انتخابه وما بعدها على أن الوضع في سوريا على سبيل المثال لا يهمه فيه بقاء رئيس النظام بشار الأسد من رحيله، بقدر ما يهمه التخلص من تنظيم «داعش»، حتى أنه قال في أحد تصريحاته إن «الأسد ديكتاتور لكنه قاتل جيد للإرهابيين»، وهو في هذا يركز جهده على التخلص من «داعش» أكثر من التخلص من نظام الأسد، الحليف لموسكو.
وفي الملفات الأخرى لترامب هناك العلاقة مع إيران، التي لا يبدو أن سياستها تروق له، ولهذا فإن سياسة البيت الأبيض الجديدة ستكون مع مراجعة العلاقة مع طهران، خاصة ما يتصل بملفها النووي.
ومن بين الملفات التي سيرثها ترامب، ملف الحرب في اليمن، وعلى الرغم من أن سياسته تجاه هذا الملف غير واضحة، حتى الآن؛ فمن المؤكد أن للرجل حساباته في هذه القضية التي تشكل صلب علاقاته مع دول الخليج.
إضافة إلى هذه الملفات هناك الملف الأكبر الأكثر تعقيداً الذي سيواجهه ترامب، ويتمثل في العلاقة التي تبدو سيئة مع الصين، ما يفتح المجال لبروز أزمة سياسية عميقة بين البلدين، والتي ستؤثر بدورها في الوضع العالمي بأسره.. ناهيك عن مواقفه الداعمة بالمطلق ل«إسرائيل» ما ينعكس سلباً على القضية الفلسطينية.
الأحد 8 كانون الثاني (يناير) 2017
بانتظار ترامب
صادق ناشر
الأحد 8 كانون الثاني (يناير) 2017
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
11 /
2473041
ar أقلام wikipedia | OPML OPML
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.19 + AHUNTSIC
40 من الزوار الآن