] أوباما بقناع جمهوري - [طُوفانُ الأَقصى]
الخميس 16 شباط (فبراير) 2017

أوباما بقناع جمهوري

خيري منصور
الخميس 16 شباط (فبراير) 2017

بعد دخول ترامب بأقل من شهر إلى البيت الأبيض بدأت الصحف العبرية تقارن بين تصريحاته كمرشح للرئاسة وتصريحاته كرئيس.
وكانت صحيفة «هآرتس» الأكثر وضوحاً في ذلك، ونشرت قبل أيام قليلة مقالة جاء فيها إن ترامب لن يختلف عن سابقه أوباما قدر تعلق الأمر ب«تل أبيب». وربما كان أقرب إلى الليونة والمجاملة في تعبيراته، وقد يردد ما قاله أوباما، لكن مع الابتسامة، أما العناق المتوقع والقبلات الحميمة مع نتنياهو فهي أيضاً تكتيك بروتوكولي لن يغير من واقع الأمر شيئاً. وتضيف «هآرتس» إن للإدارة الأمريكية على ما يبدو موقفاً لن يطرأ عليه تغيير حتى لو تغير الرئيس.
فهل استبقت «هآرتس» الأحداث كما تفعل عادة وتوقعت أن الرئيس ترامب سوف يخيب آمال نتنياهو الذي احتفى بفوزه وتوقع منه أن يصلح ما أفسده سلفه أوباما؟
فمن المعروف أن نتنياهو وصف موقف أوباما من قرار مجلس الأمن حول وقف الاستيطان بأنه «موقف قذر» ولعب دوراً وراء الكواليس لأن إدارته لم تستخدم حق «الفيتو» لإبطال مفعول ذلك القرار!
أوباما إذاً بالنسبة لتل أبيب لم يغادر البيت الأبيض تماماً، لأن سياسته باقية حتى لو تغيرت الصيغة، وأضيفت الابتسامة إلى التصريحات.
وبهذا المعنى فإن ترامب لن يفي بما وعد، وسيبحث عن مخارج دبلوماسية لتلطيف الأجواء التي تركها أوباما، وهي في حالة من التلبد والتوتر.
ما نشرته «هآرتس» عينة من أعلام يسعى دائماً إلى رفع السقف سواء من حيث التوقعات أو التشبث بالوعود، لأن واشنطن مطالبة دائماً بما هو أكثر.
وحين تقول واحدة من أبرز الصحف العبرية إن ترامب هو أوباما، لكن بقناع جمهوري واسم جديد، فذلك يندرج على الفوز في سياق إعلامي تقليدي يسعى إلى الابتزاز واعتصار الوعود حتى آخر قطرة.
فهل ننتظر من الصحف العبرية في الأشهر وربما الأسابيع القادمة أن تقلب ظهر المجن لرئيس طبلت له ورقصت حين أعلن فوزه؟


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 13 / 2473041

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.19 + AHUNTSIC

Creative Commons License

21 من الزوار الآن

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010