يخرج بين الفينة والأخرى حاخامات يدعون إلى قتل الفلسطينيين، الأطفال منهم قبل الشبان والشيوخ، معززين فتاويهم بنصوص دينية. في حين أن العالم يغض الطرف عن هذا التطرف الذي نتج عنه استشهاد المئات من أبناء الشعب الفلسطيني، ويقيم الدنيا ولا يقعدها عندما يخرج التطرف من البعض القليل جداً من المسلمين، الذي يعتبر حالات شاذة.
وكان أحد القتلة الدينيين الذي عيّن مؤخراً كحاخام أكبر لجيش الحرب «الإسرائيلي»، ايال كريم، قال إنه «لا ينبغي التعامل مع الفلسطينيين على أنهم بشر، بل هم حيوانات، طالما ينفذون عمليات إرهابية ضد «الإسرائيليين»». وقد أفتى أيضاً في سؤال عما إذا تم العثور على فلسطيني جريح، كيف يتم التعامل معه؟ فأجاب «القتل هو التعامل الأمثل مع هؤلاء»، وعندما سئل عن رفض الأوامر العسكرية في حالات إنقاذ الأنفس والاعتبارات الأخلاقية، أجاب: «إذا كان هناك تناقض بين الشريعة اليهودية وأوامر الجيش «الإسرائيلي» فالشريعة هي التي تهيمن»، أي يمكن رفض الأوامر العسكرية.
هذه عينة من الفتاوى المتطرفة التي تصدر عن حاخامات الكيان، لكن المفارقة في هذه الحالة هو المنصب الذي يحمله وهو «الحاخام الرئيسي». وهذا يدلل على أن الكيان أساسه متطرف، وعنصريته فاقت التصور، وإجرامه تعدى حدود العقل، وهذا الحاخام نفسه أصدر قبل أشهر عدة فتوى تبيح اغتصاب جنود الاحتلال لغير اليهوديات أثناء الحرب، كجزء من الحفاظ على الاستعداد واللياقة القتالية، مستنداً في ذلك إلى عبارة في سفر التثنية من التوراة تبيح اغتصاب الفتيات غير اليهوديات.
ولم يكن في الميدان وحده، وهو ليس بحالة شاذة، فقد سبقه بفتاوى القتل يوسف عفوديا، ويهودا غليلك، من عتاة التطرف في كيان الاحتلال، وجميعهم قد تبوأوا المناصب السياسية أو الدينية، وكان لهم حضورهم في أوساط الجنود، الذين تأثروا بفتاواهم الخبيثة، ليكون الضحية في ذلك الأطفال الفلسطينيون.
ومع كل هذا الإجرام الذي يصدر عن الكيان، إلا أن العالم غض طرفه، ولم ينبس بحرف واحد يدين التطرف الديني لدى الاحتلال الذي وصل إلى ذروته، والذي يتماهى بالمطلق مع «داعش». إذاً، لماذا الصمت على الجبروت «الإسرائيلي»؟ هل لأن الدماء الفلسطينية والعربية لا قيمة لها في ميزان العدالة الغربي؟
الجمعة 22 تموز (يوليو) 2016
فتاوى القتل «الإسرائيلية»
علي قباجة
الجمعة 22 تموز (يوليو) 2016
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
53 /
2484496
ar أقلام wikipedia | OPML OPML
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.19 + AHUNTSIC
39 من الزوار الآن