تتجه الأنظار صوب الولايات المتحدة بانتظار خطاب سيد البيت الأبيض الجديد الرئيس دونالد ترامب لمعرفة منهج إدارته ورؤيتها لأزمات العالم وموقف بلاده إزاء التعاطي معه.
ومرد ترقب العالم لا سيما حلفاء واشنطن عربا وأجانب لما سيقوله ترامب بعد سلسلة التصريحات التي أطلقها، وأثارت القلق من حدوث استدارة أميركية محتملة قد تقلب معادلات الصراع في أكثر من منطقة من العالم، وتخرج عن سياقات المواقف الأميركية المعروفة.
وما يزيد من قلق المتابعين للنهج الأميركي الجديد، علاقة ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واحتمالات أن تكون على حساب علاقة واشنطن مع حلفائها التاريخيين، لا سيما وأن ترامب نفى أي تدخل روسي لصالحه في الانتخابات الأميركية، وتأكيده أن علاقته مع بوتين تصب في مصلحة بلاده.
ترامب ورث تركة ثقيلة من سلفه الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما تتعلق بالهجرة والتأمين الصحي وأوضاع المهاجرين، والتضخم ومستقبل التواجد الأميركي في الخارج، وتحديات داخلية أخرى، فضلا عن التعاطي مع القضية الفلسطينية وأزمات سوريا واليمن وليبيا والعراق والملف النووي الإيراني، ومستقبل العلاقة مع حلفاء واشنطن الأوروبيين وتعاطيه مع طموحات الصين وبناء الجدار الذي يفصل أميركا مع المكسيك لوقف الهجرة إلى الولايات المتحدة وكذلك محاربة الإرهاب.
هذه التركة وتشعباتها هي بانتظار الرئيس الأميركي الجديد الذي سيدشن عهده اليوم بخطاب قد يستند إلى رؤية أميركية جديدة ربما تخالف قواعد وثوابت سياسة الولايات المتحدة، وتعاطيها مع أزمات العالم التي كانت ترحل من رئيس إلى آخر.
وعندما نرصد الإشارات التي اعتبرها البعض مقلقة الصادرة عن ترامب قبل تنصيبه رئيسا فإن البعض الآخر يعدها تندرج في سياق الحملة الانتخابية، ولن تجد لها مكانا في أجندة وسياسة الرئيس الجديد.
وأمام هذا القلق والتباين في الآراء والمواقف حيال سياسة الإدارة الأميركية الجديدة، وتعاطيها مع قضايا المنطقة والعالم، فإن الدلائل تشير إلى أن الرئيس الجديد يتمتع بأغلبية جمهورية في الكونجرس تسهل عليه اتخاذ قرارات حاسمة، لا سيما دعمه لإسرائيل على حساب حقوق الفلسطينيين، واحتمالات نقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة، ما دعا القيادة الفلسطينية إلى مناشدة الرئيس الروسي للتدخل لدى الرئيس ترامب للعدول عن موقفه.
مواقف الإدارة الأميركية المحتملة إزاء التعامل مع القضايا العربية هو موضع قلق، لا سيما مع الأزمة السورية، فضلا عن التواجد الأميركي في العراق وأيضا أزمات اليمن وليبيا.
ولعل التوجس العربي وبعض الأطراف الإقليمية من احتمالات استدارة أميركية محتملة في ظل الإدارة الجديدة هو من دفع تركيا لتعزيز علاقاتها مع روسيا وإيران إلى حد التوافق على مخرج للأزمة السورية، وعقد مؤتمر في مدينة أستانة تشارك فيه الأطراف المتنازعة لبلورة حل سياسي، وهذا التوجس دفع أيضا أطرافا عربية إلى الاستدارة نحو موسكو بعد تردد الإدارة القديمة في تعاطيها مع الأزمات التي تعصف بالمنطقة عموما كخيار استباقي لأي مفاجآت محتملة للإدارة الأميركية الجديدة.
والسؤال: هل يستطيع الرئيس الأميركي الجديد أن يخرج عن تقاليد الإدارات الأميركية المتعاقبة، ويحدث اختراقات غير مسبوقة في تعامله مع أزمات العالم .. أم أنه سيعود إليها ولو بعد حين رغم إطلاقه تصريحات ومواقف مثيرة؟
واستنادا إلى ما تقدم، فإن الخيار الأول ربما يكون هو المرجح خصوصا وأن الرئيس الأميركي الجديد جاء من خارج المنظومة السياسية التي تهيمن على مركز القرار وصنعه وتوجيهه ليقلب المعادلة، ويضع العالم أمام مشهد جديد ربما يعيد رسم خريطته وتحالفاته قد نشهد ولادة أميركا جديدة؟
وتبقى الخشية من أن يتعامل ترامب مع الأزمات والتحديات وموجبات الدولة وسياقاتها برؤية رجل أعمال يتخذ قراراته على وفق قاعدة الربح والخسارة ليطبقها على أرض الواقع المليء بالمفاجآت والمصالح المتقاطعة.
السبت 21 كانون الثاني (يناير) 2017
هل نشهد ولادة أميركا جديدة؟
احمد صبري
السبت 21 كانون الثاني (يناير) 2017
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
27 /
2473041
ar أقلام wikipedia | OPML OPML
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.19 + AHUNTSIC
24 من الزوار الآن