بدأت «إسرائيل» بخطوات أشبه بخبط عشواء بعد قرار مجلس الأمن الدولي بإدانة الاستيطان ، رغم أن القرار يفتقر لأي أدوات تنفيذية تجبر الكيان على الارتداع والرجوع إلى الوراء في سياساته التهويدية، إلا أنه أفقده دبلوماسيته الماكرة وأظهر وجهه الحقيقي، حيث أعلن الحرب على الإرادة العالمية بخطوات مجنونة، فشرع بالتصديق على مخططات مصادرة الأرض الفلسطينية وإحلال رعاع المستوطنين فيها، إضافة إلى بدء خطوات لمقاطعة الدول التي صوتت في المجلس، والشروع في معاقبتها وتحديد العلاقات معها.
الكيان أظهر كينونته الوقحة بشكل جلي، فقد ضرب قرارات المجلس بعرض الحائط ، وهو اليوم بخططه الاستيطانية الكبرى يوجه رسالة للعالم أن أصواتكم ما هي إلا ظاهرة مؤقتة لا يمكن أن تقف سداً أمام توسعاتنا. ولكن من الطبيعي أن يتصرف الاحتلال على أنه شرطي عنجهي، ومن المنطقي أن ينتفخ غرورا، في ظل عالم متراخ في التعاطي معه ، فالقرار الأممي يمثل رمزية كبيرة ترصف طريقاً لمحاصرة الاحتلال ويشكل إضافة مهمة في طريق وقفه عن غيه، إلا أنه فقير المحتوى ، وغير قادر على تحريك المياه الراكدة بأدوات تنفيذية تكسر سطوته.
ما حدث جيد، ولكن الأمر لا بد أن لا يتوقف هنا، فمن الضروري الضغط دولياً وحشد المزيد من الدول المؤثرة لمقاطعة الكيان، وتحجيمه، فالأولى بالعرب اليوم هو تشكيل لوبيات وجماعات ضغط في الغرب، تستطيع من خلالها الولوج إلى السياسة الغربية، وحشد رأي عام هناك يؤثر في الساسة وقراراتهم.
رغم صحوة جزئية في العالم، كللتها تصريحات جون كيري الذي اعتبر أن «خيار الدولتين مهدد، وأن حل الصراع قد يذهب أدراج الرياح»، واتخذ في مجمل خطابه منحى إيجابياً، إلا أن ذلك غير كاف، وقد جاءت متأخرة جداً، ولكن أن تستيقظ متأخراً خير من أن لا تصحو أبداً، فهنا يقع على السلطة الفلسطينية استغلال تصريحاته للاحتجاج بها دولياً، وثني ترامب عن تنفيذ مخططاته التي يحاول من خلالها إحاطة الكيان بسياج الحماية الأمريكية.
التحولات الحاصلة على مستوى القضية كبيرة جداً، وثمة محاولات جدية للسيطرة على الأوضاع، وإنهاء الصراع، وذلك لعلم القوى المؤثرة وأبرزها الولايات المتحدة أن الحل في الشرق الأوسط وإنهاء النزاعات المنتشرة فيه يبدأ من فلسطين، ولكن كل ذلك قد يذهب أدراج الرياح أمام الصلف «الإسرائيلي» الذي يرفض منح أي حق للفلسطينيين بتحكمه في كل مفاصل حياتهم.
حل القضية يحتاج إلى جهود جبارة، وإرادة دولية جادة، لا أن يتوقف الأمر على تصريحات رنانة تدغدغ العواطف، في حين أنها وفي الوقت ذاته تقدم الدعم اللامحدود ل«إسرائيل» وتمدها بكل سبل الحياة.
الجمعة 30 كانون الأول (ديسمبر) 2016
تعنت صهيوني ومواقف متأخرة
بقلم: علي قباجة
الجمعة 30 كانون الأول (ديسمبر) 2016
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
32 /
2473041
ar أقلام wikipedia | OPML OPML
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.19 + AHUNTSIC
22 من الزوار الآن