كل ما صدر عن الرئيس الأمريكي المنتخب " دونالد جي ترامب " حتى الآن سواء في حملته الانتخابية أو في خطاب التنصيب مما يتعلق بقضايا الأمة العربية والإسلامية يثير القلق ويوحي بأن القادم هو الأسوأ .. غير أنه علينا نحن الفلسطينيين أكثر إقلاقا وتوتيرا فقد تجاوز أسوأ المعهود في أسوأ المواقف الأمريكية ضد قضيتنا ، فما تعهّد به يكسّر القرارات الأممية ويتجاوز القوانين الدولية التي كان يؤمل أن تنصف – إلى حد ما - هذا الشعب الذي لم يبق غيره يرزح تحت احتلال أجنبي في العالم .. ولكن هل كل الذي علينا هو أن نقلق ونتوتر وننتظر الأسوأ ؟ أقول : إن على شعبنا اليوم بفصائله ومكوناته الشعبية والفكرية والنخبوية كما لم يكن من قبل أن يصلح حاله وأن يرمم وطنيته ، وأن يعيد رسم استراتيجياته بعيدا عن أوهام الإنصاف الدولي ، وأن يسير بتصويباته طريقا منهجيا موضوعيا ؛ قادرا على مجابهة أوهام هذا القادم الذي لا حد لكراهيته التي ينطلق منها والمدى من التعدي الذي يزمع الوصول إليه . في هذا السياق فلا بد من التنويه لعنوانين ينبني عليهما التغيير المطلوب في القضية ( المقاومة والانقسام ) وأعتقد أن على الفصيلين ( فتح وحماس ) بما لديهما من وجاهة تأثير على الشعب والقضية وما يملكان من تمثيل للقضية واستحقاقاتها أن تجترحا تفاهمات وتقاربات وتنازلات تجاه بعضهما البعض وتجاه الشعب والقضية تعفيهما دينيا ودنيويا وتاريخيا من المسؤولية عما سيصيب القضية من بعد . أما حماس وهي في عين العاصفة وتمثل آخر الحصون ، فإن عليها أن تجسد أعلى معاني الصمود بقدر ما عليها أن تعيد ترسيم قائمتي الثوابت والمتحركات في مواقفها بموضوعية وواقعية تقوم على أن السياسة محكومة بنظرية المصالح العامة ، ومنطق الضرورات تبيح المحظورات ، ولا تعرف الثوابت إلا في الدوافع والمقاصد ، وأنها تخضع لمقايسات النسبية والاجتهاد ، بالتالي فإن الخطأ بل المقتل ربط الوقائع المتغيرة بالثوابت الضيقة لما في ذلك من مخالفة لهدي الرسالة ، ولما فيه من تعطيل القدرة على الفعل والتحرك والمناورة . وأما فتح ومن ورائها منظمة التحرير فعليهما أن تتنبها إلى أن القضية تتسرب من بين أيديهما صباحا ومساء ، وأن الاستيطان والتهويد يلتهمان حل الدولتين الذي تنتظرانه ، وأن مكتسبات السلطة في الأمم المتحدة على رمزيتها فهي لا تستحق كل هذا العجب ، وأنها - أي السلطة – بوضعها يدها في يد الاحتلال قد انقطعت عن مستهدف الانطلاقة قبل خمسين سنة ، وابتعدت عن معنى عملية التسوية التي انطلقت قبل سبع وعشرين سنة ؛ بالتالي فإن عليها أن تغير نظرتها للمقاومة التي يجب أن تعود لأجندتها حقيقة لا دعاية ، وأن تساعد على رأب صدع الانقسام في سبيل ذلك ( كلما قارب الفصيلان على الاتفاق – كما حدث في الدوحة في آخر جولة حوار - انقطعت عن اللقاءات واصطنعت تأزمات ) فالانقسام وإن كان يحمل غزة عنهم ، أو كان يوافق هوى الاحتلال الذي لا يخشون رده هو المعول الذي سيهدم استمراره كل القضية .
الخميس 26 كانون الثاني (يناير) 2017
الفلسطينيون.. كيف يتقون ترامب ؟
عدنان سليم أبو هليل
الخميس 26 كانون الثاني (يناير) 2017
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
13 /
2473041
ar أقلام wikipedia | OPML OPML
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.19 + AHUNTSIC
23 من الزوار الآن