] «الكيان».. فقدان الدور - [طُوفانُ الأَقصى]
الاثنين 16 كانون الثاني (يناير) 2017

«الكيان».. فقدان الدور

يونس السيد
الاثنين 16 كانون الثاني (يناير) 2017

ليست الضربات أو الصفعات، السياسية أو العسكرية أو الأمنية، وحدها التي بات يتلقاها الكيان الصهيوني، بشكل شبه يومي في الآونة الأخيرة، هي ما أفقد «الكيان» توازنه وجعله يترنح، بقدر وجود عوامل أخرى أكثر عمقاً وأهمية كانت ترتسم في أفق «الكيان»، منذ فترة ليست بالقصيرة، لكنها الآن بدأت تطرح أسئلة جدية حول تراجع أهمية «الكيان» وغياب دوره ووظيفته في نطاق الاستراتيجية الغربية.
مسؤول «إسرائيلي» سابق، هو الجنرال نيتسان نوريئيل الذي كان رئيساً لدائرة العلاقات الخارجية بجيش الاحتلال، يرى أن «إسرائيل» تعاني من اهتزاز مكانتها حول العالم»، في ظل عدد من التطورات السياسية، لعل أهمها صدور قرار مجلس الأمن الدولي الأخير 2334 ضد الاستيطان، والصفعات التي وجهتها إدارة أوباما في أيامها الأخيرة، والتي لخصها خطاب جون كيري الوداعي، وحمل فيه قادة الاحتلال صراحة مسؤولية إفشال التسوية و«حل الدولتين»، إلى جانب عقد المؤتمر الدولي في باريس رغم معارضة قادة «الكيان» وغيابهم، ناهيك عن الخطوة الفرنسية الجريئة المتعلقة بتمييز منتجات المستوطنات، وهناك توجه لدى الاتحاد الأوروبي لاتخاذ خطوات مماثلة في هذا المجال.
كل هذه التطورات تشير إلى أن الكيان الصهيوني لم يعد له المكانة التي كان يحظى بها في الغرب. ولكن كيف ولماذا؟ بعيداً عن الكلفة والمردود والجدوى الاقتصادية للكيان الصهيوني، باعتباره مشروعاً استعمارياً تابعاً للغرب، فإن «الكيان» الذي لطالما كان يبرر وجوده تاريخياً بأنه ذراع الغرب في مواجهة تمدد النفوذ السوفييتي في المنطقة وضرب حركات التحرر والدول الوطنية فيها، وجد نفسه لاحقاً يبحث عن عدو جديد، وبذل جهوداً جبارة لإقناع الغرب باتخاذ «الإسلام» كعدو جديد، وهي قناعة تعززت بفعل ظهور «داعش» والتنظيمات الإرهابية مؤخراً. لكن الوظيفة والدور «الإسرائيليين» ظلا يتراجعان، مع ذلك، لأن «الكيان» الذي يفترض أنه ذراع الغرب بقي مشلولاً، واضطرت أمريكا وأوروبا إلى إرسال قواتهما مباشرة إلى المنطقة في حربي الخليج الأولى والثانية، ثم إرسال قوات خاصة وتشكيل تحالف دولي ضد الإرهاب بعد ما سمي «ثورات الربيع العربي».
وبعد التدخل العسكري الروسي في سوريا ظهر هذا العجز بشكل أكثر وضوحاً ولم يعد بإمكان الغرب الاعتماد على «الكيان» في تنفيذ سياساته. وحتى بعد تسلم الإدارة الأمريكية الجديدة مهامها، لن يستطيع ترامب الذي ينتظره «الكيان» على أحر من الجمر لأن يعيد صورته المهشمة، والتي قد تزداد بشاعة مع أي خطوات أخرى قد تقدم عليها هذه الإدارة، لأنها بالتأكيد ستضعف هذا «الكيان» أكثر فأكثر، وربما يتلاشى معها أي دور له مستقبلاً.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 15 / 2473041

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.19 + AHUNTSIC

Creative Commons License

21 من الزوار الآن

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010