لم يعد مسؤولو الاحتلال الإسرائيلي يخفون موقفهم من حل الدولتين الذي أقرته الشرعية الدولية ممثلة بالأمم المتحدة والكثير من الدول الكبرى كحل عادل للقضية الفلسطينية، يقضي باقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس.
فهؤلاء المسؤولون، وبعد عقود من الكذب والادعاء بموافقتهم على حل الدولتين، باتوا لايخفون موقفهم الرافض كليا لهذا الحل، ويعلنونه في كل المناسبات دون أي اعتبار للشرعية الدولية، او لالتزامات كيان الاحتلال السابقة.
قبل ثلاثة أيام، وخلال مؤتمر صحفي مشترك لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الالماني سيغمار غابرييل، قاطع نتنياهو بصلافة غابرييل عندما كان يتحدث عن حل الدولتين، ليؤكد له أن كيان الاحتلال يرفض التنازل عن السيطرة الامنية على غرب نهر الاردن، وان السيطرة هي شرط الكيان الاول.
ونتياهو يعرف أن السيطرة الامنية الإسرائيلية على غرب نهر الأردن، تعني إنهاء حل الدولتين، اذ يتساءل في نفس المؤتمر الصحفي "هل ستعتبر عندئذ دولة حين نكون نحن من يسيطر على الأمن؟ إنها مسألة أخرى، وأفضل ألا نبحث تسميات وإنما الجوهر".
نعم، إن السيطرة الامنية الاسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة ومنطقة غرب نهر الاردن، تعني ببساطة، ان السلطة الفلسطينية لاسيادة لها على الارض الفلسطينية، وبانعدام السيادة، تنعدم الدولة.
وهذا ما يريده الاحتلال، إنه لايريد الدولتين، ولا الدولة الواحدة، وانما يريد ويعمل ويسعى من اجل التطهير العرقي للاراضي الفلسطينية المحتلة العام 1967 وحتى التي تقع تحت سيطرته في العام 1948.
إن الاحتلال يريد دولة يهودية، خالية من العرب الفلسطينيين على كامل التراب الفلسطيني، ولذلك، فانه وفي ظل الادارة الاميركية برئاسة دونالد ترامب المؤيدة كليا للتوجهات العنصرية واليمينية للكيان، لايخفي اهدافه وتوجهاته وخططه.
الاحتلال، كان سابقا يدعي، أنه يؤيد حل الدولتين، ولكنه مع وجود ترامب وإدارته، تحلل من هذا الادعاء، بحيث اصبح يعلن أنه لن يتنازل عن الارض والامن، ولكنه يدّعي أنه يريد السلام والمفاوضات.
فأي سلام هذا الذي يريده الاحتلال وحليفته الاستراتيجية الولايات المتحدة، إنهما يريدان تصفية القضية الفلسطينية، ويعتقدان أن الظروف مواتية لذلك، ولهذا فان المواقف تتسارع وتظهر واضحة وجلية دون ادعاءات تجميلية.
فترامب الذي اعترف بالقدس المحتلة عاصمة لكيان الاحتلال، أعلن، أنه يؤيد حل الدولتين، ولكن الذي يتم التوافق عليه بين طرفي الصراع، أي انه يؤيد الحل الذي يفرضه الاحتلال على الفلسطينيين.
إنها أيام صعبة، فالاحتلال يواصل تحركاته على الارض لنسف حل الدولتين والسلام، ويعمل بكل ما أوتي من قوة وامكانيات وبتأييد واسع من الادارة الاميركية لطرد وتهجير الفلسطينيين خارج وطنهم.
إن الأيام المقبلة، كما التي سبقتها، أيام تحدٍ وتضحيات للفلسطينيين الذين لن يرضخوا لفرض الأمر الواقع وسيقاومون كعهدهم دائما.
السبت 3 شباط (فبراير) 2018
حل الدولتين بمهب الرياح
محمد سويدان
السبت 3 شباط (فبراير) 2018
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
30 /
2473041
ar أقلام wikipedia | OPML OPML
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.19 + AHUNTSIC
21 من الزوار الآن