] الاستيطان بين العتاب والعقاب - [طُوفانُ الأَقصى]
الثلاثاء 4 نيسان (أبريل) 2017

الاستيطان بين العتاب والعقاب

خيري منصور
الثلاثاء 4 نيسان (أبريل) 2017

حين يعرف الفرد أو حتى الدولة الثمن الذي سوف يدفعه مقابل ما يقترف من جرائم أو أخطاء فمن السهل عليه أن يتهيأ ويتأقلم مع الدية المطلوبة منه. وإصرار نتنياهو على مواصلة الاستيطان متجاوزاً القوانين والأعراف، وحتى قرار مجلس الأمن له دلالة واحدة هي إدراكه بأن أقصى عقاب ينتظره هو العتاب الأمريكي؛ بحيث تتكرر العبارة التقليدية ذاتها وهي أن الاستيطان يعوق عملية السلام.
وهذه العبارة الناعمة قد لا تبلغ تحذير الطبيب للمريض بأن يُقلع عن التدخين أو يخفف منه من أجل صحته!
إن المسافة بين العتاب والعقاب هي ذاتها المسافة بين القانون الصارم والمجاملة الدبلوماسية. فإذا كان الثمن المطلوب دفعه مقابل كل استيطان جديد هو قليل من العتاب، فهذا أمر مقدور عليه، ولا يتردد في دفعه من يحقق مقابله مكاسب كالتي تحققها الدولة العبرية من الاستيطان.
فهي قضمت من مساحة فلسطين حتى الآن خمسة وثمانين في المئة، ولا يلوح في الأفق ما ينذرها بالتوقف، فهل يمكن للعتاب الأمريكي الدافئ أن يتحول إلى عقاب دولي ل«تل أبيب»؟ أم أنها تردد قول شاعرنا العربي أبشر بطول سلامة يا نتنياهو وليس مَرْبعاً هذه المرة!
وحين يتحدث العالم عن «حل الدولتين» فهو ينسى أو يتناسى أن الدولة الثانية وهي الفلسطينية ستصبح مجرد تضاريس من ورق، خصوصاً إذا تمادى الاستيطان، وبلغت متواليته نهاياتها المرسومة!
ويبدو أن المستحيل الرابع الذي يجب علينا إضافته إلى المستحيلات الثلاثة هو تحوّل العتاب الأمريكي ل«تل أبيب» إلى عقاب، فهي الحليف المدلل والمقدس الذي يحق له ما لا يحق لسواه تبعاً لتعاليم الاستراتيجية الأمريكية العابرة للأحزاب والرؤساء معاً!
والسؤال هو كم تبقى من الأرض الفلسطينية كي يكون للدولة الموعودة معنى؟ فلا دولة بلا أرض لأن الأرض هي الأقنوم الأول لكل كيان جدير باسم الدولة!
وما لم تتحول القُبلة الأمريكية على خد «تل أبيب» إلى عضة، فإن الاستيطان لن يتوقف!


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 23 / 2473041

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.19 + AHUNTSIC

Creative Commons License

21 من الزوار الآن

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010