كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن زيارة الرئيس رؤوفين ريفلين إلى موسكو ولقاءه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استهدفت عرض ما اعتبرته «الخطوط الحمراء» لإسرائيل في سوريا. ورغم أن الرئيس الإسرائيلي لا يعتبر صاحب قرار سياسي بسبب أن منصبه رمزي، إلا أن هذه كانت مهمته السياسية الأخطر منذ دخوله المقر الرئاسي. وتتعلق الخطوط الحمراء الإسرائيلية في سوريا بالوجود الإيراني قرب الحدود، وبالموقف من هضبة الجولان المحتل.
وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن ريفلين استمع مطولاً إلى استعراضات وشروح سياسية مطولة من كل من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه موشي يعلون ورئيس الأركان الجنرال غادي آيزنكوت. وفي هذه المداولات، تحددت الخطوط الحمراء الإسرائيلية في سوريا التي عرضها ريفلين على القيادة الروسية.
وبحسب المراسل السياسي لـ «يديعوت»، شمعون شيفر، الذي رافق ريفلين في زيارته إلى العاصمة الروسية، فإن الخط الأحمر الأول «يتمثل بقرار إسرائيلي بالمنع بكل ثمن أي وجود لقوات عسكرية ايرانية على حدود اسرائيل الشمالية». وأشار شيفر إلى أن إسرائيل التي سبق أن شنت غارات جوية لمنع نقل أسلحة من سوريا إلى حزب الله في لبنان، ستعمل لمنع الإيرانيين في المستقبل من تقريب وحدات من الجيش الايراني أو الحرس الثوري من هضبة الجولان.
أما الخط الاحمر الثاني، الذي عرضه ريفلين مرات عدة على بوتين، مباشرة أو غير مباشرة، فهو نية اسرائيل عدم الانسحاب من هضبة الجولان، وطلبها أن تشمل كل تسوية بين الاطراف المتقاتلة اعترافاً بسيطرة اسرائيل في الجولان، بشكل أو بآخر.
وعرض ريفلين على بوتين نية اسرائيل الحفاظ على أجهزة التنسيق بين الجيش الاسرائيلي والقوات الروسية، منعاً لصدامات غير مقصودة، كما طلب من الرئيس الروسي تأييد قرار في الامم المتحدة بإعادة قوة المراقبين الدوليين الى هضبة الجولان، التي تشكلت إثر حرب تشرين العام 1973 وتركت المنطقة أثناء الحرب السورية.
وكتبت «هآرتس» أن ريفلين طلب من الرئيس بوتين العمل على إعادة المراقبين الدوليين إلى هضبة الجولان كجزء من أي اتفاق لوقف إطلاق النار في الحرب الأهلية السورية. وشدد ريفلين في اللقاء على أن عودة هؤلاء المراقبين للحدود على الجولان سيحسن الوضع الأمني في المنطقة. وأوضحت الصحيفة أن ريفلين عرض الأمر بناء على طلب كل من الخارجية والمؤسسة العسكرية الإسرائيلية. وشددت على أن ريفلين فور انتهاء لقائه ببوتين هاتف كلا من نتنياهو ويعلون وآيزنكوت لإطلاعهم على ما جرى.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن اللقاء مع بوتين كان إيجابياً، وإن «ريفلين طلب من بوتين فحص ما يمكن عمله، وان الطلب استقبل بتفهم كبير». وقال ريفلين لبوتين إن عودة مراقبي الأمم المتحدة «يمكنها أن تشكل بداية لإعادة الوضع على الحدود إلى ما كان عليه قبل الحرب الأهلية في سوريا، وان ذلك أفضل بكثير من الوضع القائم حالياً». وبحسب هذا المسؤول، فإن ريفلين أوضح لبوتين مخاوف إسرائيل من الوضع في سوريا ما بعد الحرب، ومن قدرة إيران وحزب الله على التمترس على الحدود مع هضبة الجولان. وشدد على أن ريفلين قال لبوتين إن «هذا من ناحية إسرائيل يعتبر خطاً أحمر».
أما بوتين، في المقابل، فحاول أن ينقل الى ريفلين رسائل الالتزام الروسي العميق بأمن اسرائيل وأمن سكانها، وذلك أيضاً لأن الكثيرين من مواطني بلاده هاجروا اليها، وكثيرين آخرين يأتون اليها كسياح. وقال: «لدي التزام شخصي تجاه كل الروس الذين هاجروا الى اسرائيل». كما سأل بوتين ريفلين كيف تعتزم اسرائيل التقدم بتسوية سياسية مع الفلسطينيين، وسمع منه بأنه من الأفضل في هذا الوقت ان تركز الاطراف على حل متعدد المراحل في ظل سير حذر، تلميح بالاقتراحات التي طرحت في جهاز الامن لإخراج الجيش الاسرائيلي من المدن الكبرى في الضفة، مقابل نشاط حثيث من السلطة الفلسطينية لضمان الهدوء. وفي نهاية الحديث، روى بوتين أنه تحدث هاتفياً مع رئيس الوزراء نتنياهو، وأنه اتفق معه على اللقاء في موعد قريب.
وخلال اللقاء، أوضح بوتين لريفلين مغزى قراره بالانسحاب من سوريا، وأيضا نيات روسيا اللاحقة بشأن المستقبل في المفاوضات بين النظام والمعارضة في جنيف. وقال المسؤول الإسرائيلي الكبير إن «المصالح الروسية في سوريا واضحة لنا. والرئيس بوتين فتح قلبه ونياته بوضوح، والرئيس ريفلين سينقل ما سمع إلى نتنياهو. وفي القريب سيصل نتنياهو بنفسه إلى العاصمة الروسية للاجتماع بالرئيس بوتين».
الجمعة 18 آذار (مارس) 2016
إسرائيل تشرح هواجسها السورية في موسكو: اقتراب الإيرانيين و«حزب الله» خط أحمر
بقلم: حلمي موسى
الجمعة 18 آذار (مارس) 2016
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
102 /
2484496
ar أقلام wikipedia | OPML OPML
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.19 + AHUNTSIC
35 من الزوار الآن