ليس هناك من دولة، أو أيدلوجية تقوم وتستند على العنصرية والتطهير العرقي، كما هي الصهيونية. والمتصفح لتاريخ هذه الايدلوجية، وهو قطعا تاريخ أسود، يجد أن منظريها بدءا بهرتسل ومرورا بجابوتنسكي وابن غوريون وبيغن، وليس انتهاء بالمأفونيين الإرهابيين أمثال: ليبرمان ونتنياهو وبينيت ... وما يطلق عليهم المؤرخون الجدد ... الخ ... لم يكن أولوية هؤلاء واولئك جميعا، الا طرد الشعب الفلسطيني من وطنه، وإقامة كيان صهيوني نظيف، خال من السكان.
الأمم المتحدة اعتبرت الصهيونية حركة عنصرية، في قرار جريء اتخذ عام 1974، بعد ان عجز حلفاء هذا النبت الشيطاني من الدفاع عنه، وقد تجاوزت ممارساته العنصرية الفاشية والنازية ... وها هي حركة مقاطعة بضائع ومنتوجات المستوطنات تعم جميع أنحاء العالم، إلى جانب مقاطعة الجامعات الصهيونية، التي أصبحت بؤرا لإنتاج التطرف والعنصرية، وعدم الاعتراف بالحقوق الوطنية والتاريخية المشروعة للشعب الفلسطيني، وحقه في تقرير المصير.
وبوضع النقاط على الحروف ... فإن استحضار حرب 1948، تجعلنا وجها لوجه أمام النموذج الأبشع للتطهير العرقي، إذ اقترفت العصابات الصهيونية أكثر من خمسين مذبحة ومجزرة ومحرقة، بدءا من دير ياسين وليس انتهاء بالدوايمة وطيرة حيفا، كما يقول المؤرخ الفلسطيني سليمان أبو ستة. هذه المجازر والمحارق كانت السبب الرئيس والمباشر في تهجير أكثر من “750” ألف فلسطيني من مدنهم وقراهم إلى أربعة أنحاء الأرض. وقد عملت “البروبغندا” الصهيونية، وهي التلميذة النجيبة لنظيرتها النازية ونبيها الكاذب “غوبلز” وبحرفية، على نشر أخبار هذه المجازر في كافة وسائل الأعلام، وبالأخص الإذاعة والصحف العبرية، معززة بصور الضحايا: من نساء وأطفال وشيوخ ... الخ. إلى جانب روايات اغتصاب النساء وبقر بطون الحوامل، ما أسهم في نشر “فوبيا” الخوف والذعر وبصورة غير معقولة في صفوف الشعب الفلسطبني، أدت إلى تدفق مئات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني المذعور إلى الضفة الغربية وغزة ودول الجوار. وهذا يعني بصريح العبارة أن حرب التطهير العرقي التي شنتها العصابات الصهيونية “الهاغاناة وشتيرن وليحي” على الشعب الفلسطيني أتت أكلها، وها هو أكثر من 80% من هذا الشعب يخرج مكرها، مرعوبا من وطنه، خوفا من بطش العصابات الصهيونية، حفاظا على حياته.
الجنرال رابين القائد الأشهر لعصابات “الهاغاناه” ابان حرب 1948، اعترف صراحة في مذكراته “بأن الجيش الإسرائيلي نفذ أوامر القيادة السياسية متمثلة بابن غوريون، والذي أمر بطرد السكان الفلسطينيين بالقوة من مدنهم وقراهم”. واستشهد رابين الذي أصبح رئيسا للوزراء، ووقع على “اوسلو”، واغتاله أحد المتطرفين الصهاينة، بما جرى في مدينتي اللد والرملة، إذ قام الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على عدد كبير من الفلسطينيين الذي اختبئوا في مسجد داعش باللد، ما أدى إلى مقتل وإصابة العديد، وخلق حالة من الخوف والذعر بين السكان، دفعتهم إلى الهروب في رابعة النهار، وفي شهر تموز الأشد حرا من اللد والرملة، حيث مات كثيرون في الطريق إلى رام الله وقراها من العطش.
حرب التطهير العرقي التي بلغت ذروتها في حرب 48، وأدت الى تهجير “750” ألف فلسطيني، وتدمير “520” قرية، وإزالتها عن الوجود، وبناء مستعمرات صهيونية على أشلائها ... هذه الحرب لم تنته بعد، ولا تزال مستمرة، وبنفس الوتيرة والحقد. فهدم قرية أم العراقيب في النقب أكثر من 100 مرة، وهدم قرية أم الحيران بعده، وإصرار العدو على تهجير شعبنا من النقب، يؤكد ما أشرنا اليه، ويؤكد أن هذه الحرب الصهيونية القذرة مستمرة، وهي وراء تشريع أكثر من “50” قانونا عنصريا ضد أهلنا في الجليل والمثلث والنقب ويافا وعكا ... الخ. وهي وراء تشريع الاستيطان لسرقة الأراضي الفلسطينية، ووراء هدم المنازل في الضفة الغربية والقدس المحتلة، لا بل حرقها على رؤوس ساكنيها لدفعهم إلى الهجرة، ومغادرة وطنهم كما حصل عام 1948.
باختصار ...
لقد فضح المؤرخ الإسرائيلي “ايلان بابيه” في كتابه المثير “التطهير العرقي في فلسطين” بالوثائق والمواد الأرشيفية الرواية الإسرائيلية، مؤكدا “أن التطهير العرقي كان ولا يزال جزءا لا يتجزء من الاستراتجية الصهيونية، رسمت بعناية ودقة ويكمن في أساس الصراع المستمر إلى الان في الشرق الاوسط”.
الخميس 23 شباط (فبراير) 2017
دولة التطهير العرقي
رشيد حسن
الخميس 23 شباط (فبراير) 2017
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
12 /
2473041
ar أقلام wikipedia | OPML OPML
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.19 + AHUNTSIC
24 من الزوار الآن